عواصم - وكالات الأنباء: شهداء ومصابون جدد وجوع يفتك بكل أنحاء غزة ولا يزال الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصف مختلف المناطق حتى اليوم وهو اليوم السادس عشر من استئناف حرب الاحتلال على قطاع غزة. وأعلن الدفاع المدنى أن 16 فلسطينيًا بينهم 9 أطفال استشهدوا إثر غارة شنها طيران الاحتلال واستهدفت مبنى يضم عيادة طبية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فى مخيم جباليا فى شمال قطاع غزة أما جيش الاحتلال فبرر هذه الضربة بمزاعم استهدافه مقاتلين من حركة حماس فى مبنى تابع للأمم المتحدة شمال القطاع. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل قوله إنه «تم نقل 16 شهيدا على الأقل بينهم 9 أطفال وعشرات المصابين جراء غارة جوية شنها الاحتلال على عيادة تابعة للأونروا فى مخيم جباليا». وأضاف: «تحولت أجساد الشهداء إلى أشلاء»، موضحًا أن المبنى الذى يؤوى عشرات النازحين أصيب بدمار كبير واشتعل فيه حريق هائل. وارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع، استشهد على إثرها 13 مواطنًا على الأقل وأصيب آخرون إثر قصف منزل قرب كراج رفح وكذلك استهدفت المسجد الإندونيسى المدمر بمنطقة معن فى خان يونس. كما نفذت الطائرات أكثر من عشر غارات استهدفت حى الجنينة وخربة العدس ومنطقة المشروع فى مدينة رفح فى ظل توسيع العملية البرية بمشاركة الفرقة 36. وفى وسط القطاع استشهد مدنيون فى ضربات على مخيم النصيرات ودير البلح وتكرر المشهد نفسه فى مدينة غزة. و قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن قوات الاحتلال بدأت عملية برية فى رفح فى وقت مبكر منذ صباح أمس، مشيرة إلى أن هذا هو أول توغل برى كبير للجيش منذ انتهاء وقف إطلاق النار قبل أسبوعين. وتكشف تقارير أممية عن نزوح نحو 140 ألفًا منذ استئناف الحرب وعشرات الآلاف انتقلوا من مناطقهم الأسبوع الماضى بعد تحذيرات بالإخلاء من جيش الاحتلال. وقالت «اليونيسف» إن عددا من السكان فى قطاع غزة يضطرون لتجاهل أوامر الإخلاء بسبب معاناة الانتقال لأماكن أخرى. وعاد شبح الجوع ليهدد سكان غزة مع توقف العمل فى المخابز جراء الحصار الخانق الذى تفرضه إسرائيل ومنعها دخول المساعدات إلى القطاع الذى تحول إلى أنقاض بعد الحرب المدمرة التى اندلعت قبل نحو 20 شهرًا. ففى مخبز العائلات فى مدينة غزة، توقف الحزام الناقل الذى كان يحمل آلاف أرغفة الخبز يوميا عن العمل. والمخبز واحد من 25 مخبزًا صناعيًا يدعمها برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة والذى أعلن أن أبوابها أغلقت بسبب نقص الدقيق والوقود. وقال برنامج الأغذية العالمى أول أمس إنه نتيجة لذلك سيوزع آخر الطرود الغذائية خلال يومى الأربعاء والخميس. وفى الثانى من مارس الماضي، عادت إسرائيل لفرض حصار شامل على القطاع ومنعت دخول المساعدات الدولية التى استؤنفت مع وقف إطلاق النار، كما قطعت إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية. ثم فى 18 مارس، استأنف الجيش الإسرائيلى عمليات القصف والغارات المدمرة ومن ثم التوغلات البرية. وبدورها، رفضت الأممالمتحدة أول أمس تأكيدات إسرائيل بأن هناك ما يكفى من الغذاء فى قطاع غزة لفترة طويلة، ووصفتها بأنها «تصريحات سخيفة» للاحتلال. من جانبه، أعلن وزير الحرب الإسرائيلى يسرائيل كاتس، أمس، عن توسيع العدوان العسكرى فى غزة بشكل كبير، مشيراً إلى أنه من المقرر السيطرة على مساحات واسعة من القطاع وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية. وأضاف فى بيان أنه سيكون هناك إجلاء واسع النطاق للسكان من مناطق القتال، داعياً سكان غزة إلى «القضاء على حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين فهذه هى الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب». أمام حالة الغليان السياسى والميدانى فى الداخل الإسرائيلي، واصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إجراء مقابلات المرشحين لمنصب رئيس جهاز الشاباك، معلنًا أنه سيكلف «س» الذى يشغل منصب نائب رئيس الجهاز منذ ثلاثة أشهر، بدور القائم بأعمال اعتبارًا من الأسبوع المقبل حتى يتم تعيينه بشكل دائم. وبحسب الجدول الزمنى الذى حددته حكومة نتنياهو لانتهاء ولاية رئيس الشاباك المقال رونين بار حتى العاشر من أبريل الجاري، فلن تتمكن لجنة جرونيس من تعيين رئيس دائم للشاباك فى الموعد المحدد. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق نفتالى بينيت إطلاق حزب جديد بتسمية مؤقتة «بينيت 2026»، والذى قد يصبح منافسًا قويًا لكتلة بنيامين نتنياهو فى الكنيست. وكشف استطلاع رأى نشر منتصف مارس الماضى أن الحزب الافتراضى لبينيت قد يحصل على 61 مقعدًا، بينما قد يتراجع تحالف نتنياهو إلى 49 مقعدًا فقط. كما أظهر الاستطلاع ذاته أن حزب بينيت قد يفوز ب25 مقعدا مقابل 21 مقعدا ل«الليكود» بزعامة نتنياهو فى حال خوض الانتخابات بشكل منفصل. من ناحية أخرى، نظرت المحكمة العليا الأمريكية قبل يومين فى مشروعية قانون أقره الكونجرس عام 2019 لتسهيل الدعاوى القضائية ضد السلطات الفلسطينية من أمريكيين قتلوا أو أصيبوا فى هجمات فى الخارج بينما يسعى الادعاء العام إلى الحصول على تعويضات مالية عن العنف الذى وقع قبل سنوات فى إسرائيل والضفة الغربية. واستمع القضاة التسعة إلى مرافعات فى طعون قدمتها الحكومة الأمريكية ومجموعة من الضحايا الأمريكيين وعائلاتهم على حكم محكمة أدنى درجة يقضى بأن القانون المعنى ينتهك حقوق السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية فى الإجراءات القانونية الواجبة بموجب الدستور الأمريكي.