الكلام.. الكلام يولِّد الصدام.. يحوِّل الأحلام الوردية إلى مشاكل وصراعات تمتلئ بها الوسائل الإعلامية.. نحن مع الأسف لا نفتقد إلى استثمار الانتصارات ونهدر قيمة النجاح، «فنقلب» لتبادل التصريحات والتلميحات وينسى الناس الفوز ويدخلون فى نفق القيل والقال. خطا منتخبنا الوطنى خطوة مهمة نحو التأهل للمونديال بعد فوزين متتاليين على أثيوبيا فى المغرب وعلى سيراليون في القاهرة ورفع رصيده من النقاط إلى 16، ولكن بدلاً من أن نطمئن ونبدأ فى العمل للمرحلة المقبلة .. دخلنا فى جدل حول كلام تحفيزى من الوزير الدكتور أشرف صبحى للجهاز الفنى أنه يتمنى عرضاً أفضل فى المباريات المقبلة.. وما قال حسام وإبراهيم حسن عن إمام عاشور الذى لم يتم اختياره.. وعن قراءة حركة شفايف مصطفى محمد. وسالت على الصفحات الإعلامية كلمات لقصص وروايات.. تراجعت أسهم الفرحة بالنجاح فى الارتقاء درجات نحو التأهل لكأس العالم وكيف يمكن أن نبنى على هذا النجاح نجاحات أخرى ويكون الاستقرار النفسى والذهنى للمنتخب وجهازه الفنى، ليصبح الكلام عن ماذا قال مصطفى محمد.. هل هو سباب أم مجرد عتاب.. وحكاية عاشور «النيجيرى» فى مزحه على عدم استدعائه لمنتخب مصر، وما جاء على لسان الوزير من تحفيز وآمال فى مستقبل أفضل وكيف فسره البعض. هكذا خرجت مرحلة هامة لمشوار المنتخب نحو المونديال من نجاح بنسبة 100٪ إلى جدل و«رغى» زيادة، وهذه عادتنا التى تفسد فرحتنا ولا نتعلم من كل دروس الماضى، لأننا نكرر نفس الشىء عقب كل انتصار.