العيد فرحة ينتظرها الكبار والصغار، لكن الأطفال لهم طقوس خاصة مرتبطة بالعيد من عيدية وملابس جديدة وألعاب والخروج للحدائق والمتنزهات، وللأطفال الأيتام فرحة خاصة بالأعياد فهى بمثابة متنفس وأمل جديد لهم يرسم البسمة على وجوههم وينقص من أحزانهم، لذلك تعمل المؤسسات والأسر الكافلة على مدهم بالمزيد من الحب والاهتمام في مثل هذه المناسبات. ◄ احتفالات أول يوم تتضمن فقرات ترفيهية وألعابا ومسابقات ◄ دعم الفتيات اليتيمات لإتمام زواجهن في العيد في العيد يجتمع الأقارب والأصدقاء وتزيد مشاعر الألفة والحب بين الناس، وتتعالى الضحكات وتتراقص القلوب لاستقباله، ووسط هذه المشاعر توجد قلوب صغيرة تنتظر لمسة حنونة ونظرة تعبّر عن الاهتمام والحب، هم الأطفال الأيتام الذين افتقدوا البيت الآمن والأب والأم يقدمون الرعاية اللازمة لهم، فكيف يقضى الأيتام عيدهم؟ ◄ دار أولادي داخل دار أولادى بمنطقة المعادي التي تضم أكثر من 400 طفل وطفلة من عمر يوم إلى 12 سنة، جلس الأطفال يحتفلون ويتمايلون على أنغام أغنية يا ليلة العيد، داخل كل واحد منهم فرحة عارمة باستقبال العيد وأيامه ولياليه الجميلة يتحضرون لقضاء العيد بفرحة وحماس يذهبون بين الحين والآخر إلى غرفهم ليلقوا نظرة على ملابسهم الجديدة التي قاموا برصها على أسرّتهم منتظرين ارتداءها. ومع شروق الشمس وتكبيرات العيد يذهب الأطفال لارتداء الملابس الجديدة على عجل للخروج إلى الصلاة وسط شعور بالسعادة يسيطر على الجميع وضحكات متعالية وتبادل التهنئة بقدوم العيد، وبعد الصلاة وفي طريق عودتهم إلى الدار يقومون بشراء الحلوى والبالونات بألوانها الزاهية لتركها تطير في الهواء مصحوبة بأمانيهم. بعد العودة إلى الدار يستقبل الأطفال الزيارات ويستمتعون بتناول الحلوى والكعك والبسكويت خلال احتفالية يحرص إخوتهم الكبار فوق 18 عامًا من أبناء «دار أولادي» للبنين على إقامتها لهم كل عام في أول يوم العيد، مع حرصهم على شغل أوقاتهم في هذه المناسبة بالعديد من الأنشطة والألعاب المختلفة. تقول سهير محمود متطوعة بالدار فتيات وبنين إن طقوس العيد في الدار تتشابه مع ما يحدث في البيوت من حصول الأطفال على الهدايا والألعاب وإعطائهم العيدية لمنحهم شعورًا بالاهتمام والرعاية وأنهم غير مختلفين عن غيرهم، ويساعد على ذلك المتطوعون بالدار والإخوة الأكبر من أطفال الدار بالرعاية اللاحقة حيث ينظمون احتفالية للأطفال في أول أيام العيد تتضمن فقرات ترفيهية وألعابًا ومسابقات. وتشير إلى المتكفلين بالأطفال في الدار ودورهم في إسعادهم، وتقديم الدعم لهم خصوصًا في الأعياد ويوم اليتيم والاهتمام بالتفاصيل التي تحدث فى البيوت فى هذه المناسبة وتطبيقها مع الأولاد في الدار. ◄ اقرأ أيضًا | محافظ القليوبية يرسم البهجة على وجوه الأيتام والمسنين في العيد ◄ الأخ الكبير فيما يقول نور شعبان، من أبناء الدار: نحن في الدار كلنا إخوة نحاول منح السعادة لبعضنا وأن يحتوى كل منا الآخر، والشباب بالرعاية اللاحقة «فوق 18 عامًا» هم الإخوة الكبار للأطفال بالدار، وفى العيد نهتم بترتيب وقت مميز لهم من خلال وضع برنامج للاحتفالات واللعب معهم وركوب الدراجات والتنزه خارج الدار إلى أماكن من اختيارهم، وكل 6 أطفال يخرجون بصحبة مشرف أو أخ كبير لزيارة الحدائق والسينمات. ويشير نور إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى حرصت منذ سنوات على تقديم عيدية للأطفال بمبلغ مالى يقدر ب2000 جنيه للأطفال فوق 12 سنة، و1000 جنيه للأطفال الأصغر سنًا لشراء الملابس التى يرغبون فيها وكل ما يحتاجون إليه خلال العيد. ◄ أسرة حاضنة ومن العيد فى دور الرعاية إلى الأسر الحاضنة، حيث كان الأطفال يبحثون عن الحنان والرعاية فى كل شخص حولهم ويقسمونهم فيما بينهم ليحصل كل واحد منهم على نصيبه من أطفال وجدوا الأمان وأبًا وأمًّا وأسرة يمنحونهم دون غيرهم كل الاهتمام والحنان. هبه سليم أم حاضنة تعلق قلبها ب«جانا» منذ سنوات، كانت تحب اللعب معها والاهتمام بها أثناء تطوعها بأحد الدور، وكانت ترى فيها ابنتها التى لم تنجبها رغم أن لديها ثلاثة أبناء، ولكن لجانا مكانة خاصة لديها حتى قررت أنها لا بد أن تكون معها فى منزل واحد بعدما وفقت أوضاعها مع أبنائها وأصبح لديهم نفس الحب والشغف تجاهها، وبعد أيام قليلة من الإجراءات نورت جانا بيتها وأصبحت فردًا من أفراد الأسرة. وفي العيد تعيش جانا فى جو أسرى وعائلي. تقول هبة: «أحرص على اندماج جانا بالعائلة وأن تعيش أجواء العيد بصحبة إخوتها على العادات التى نشأنا عليها فى ليلة الوقفة، حيث أقوم بمساعدتهم على ارتداء الملابس الجديدة فى انتظار صلاة العيد، أما العيدية أحب تقديمها لهم مع الألعاب والهدايا وأقوم بتحضيرها لهم بشكل مختلف، ومن ثم نجتمع كأسرة نشاهد التلفزيون ونتناول حلويات العيد، لنستعد بعدها لزيارات الأقارب. ◄ فستان فرح كما ينتظر الأطفال فرحة العيد بلهفة وشوق، توجد فتيات يتيمات ينتظرن إتمام فرحتهن لبدء حياة جديدة وتكوين أسرة، وبينما تتملكهم الحيرة فى كيفية تدبير الجهاز لإتمام الزواج يجدن أيادى تقدم لهن الخير ليصبح العيد عيدين. في مجال الرعاية الاجتماعية تتسابق المؤسسات لدعم الأيتام فى المناسبات والأعياد وتعد البرامج التى تساعد على وصول الدعم لمستحقيه، التى يأتى من ضمنها مساعدة الفتيات الأيتام على الزواج، وجمعية الأورمان هى إحدى الجمعيات التى تهتم بنشاط زواج الفتيات اليتيمات منذ سنوات ودعمهن على مستوى قرى ومحافظات مصر. بمشاعر سيطرت عليها الفرحة تسلمت الفتيات مبالغ مالية وهدايا عينية لاستكمال الجهاز وإتمام زواجهن بمختلف المحافظات بالتزامن مع عيد الفطر، وذلك ضمن مبادرة «اكفل.. استر وجوز» التى تبنتها الجمعية قبل عام للاهتمام بالفتيات اليتيمات المقبلات على الزواج. ويؤكد ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان أن فرق الجمعية تعمل على تجميع قاعدة بيانات لأسر الأيتام غير القادرين على مستوى المحافظات وفى جميع القرى والنجوع والتأكد من أن الفتاة المستحقة فقدت عائلها وتم عقد قرانها وليس لديها المقدرة الاقتصادية لإتمام الزواج. كما تقيم الجمعية المعارض لتوزيع الملابس بالمجان على الأطفال الأيتام بعدة محافظات وتوفير فساتين الأفراح للفتيات اليتيمات المقبلات على الزواج لإدخال البهجة والسرور عليهن خلال عيد الفطر.