خدعة من الواقع تحولت لمشهد مثير للجدل ضمن أحداث مسلسل إش إش الذي يتصدر بطولته مي عمر ومحمد الشرنوي، يدخل العريس وبصحبته المأذون بعباءته وقفطانه المعتادين ويبدأ في إجراء مراسم الزواج ويختمها بالدعاء المعروف «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير» وتنطلق الزغاريد معلنة إتمام عقد القران، ولا يخطر ببال العروس المسكينة انها وقعت ضحية لخدعة المأذون المزيف.. السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو حدثت في الواقع مثل هذه الخدعة، هل يكون الزواج سليم من الناحية الشرعية أم باطل؟، سؤال آخر هل حدث هذا في الواقع؟، هذا ما سوف نجيب عنه في السطور التالية. حالة من الجدل أثارها مسلسل إش إش بطولة مي عمر واخراج زوجها محمد سامي منذ عرض الحلقات الأولى؛ حيث أثار مشهد الزواج بين الفنانة مي عمر والفنان محمد الشرنوبي الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض على السوشيال ميديا، بعد أن اكتشفت إش إش أن المأذون مزيف؛ حيث اتفق العريس مع خاله على التنكر فى هيئة مأذون لعقد قرانه عليها ليجعل الزواج مزيفا، تحدثنا مع المحامية نهى الجندي لنتعرف على الوضع القانوني، وبحكم أنها من المحاميات المتخصصات في قضايا الأسرة، هل مر عليها مثل هذه المشكلات؟! في البداية أكدت لنا نهى الجندي المحامية المتخصصة فى شئون الاسرة: أن هذا الزواج صحيح؛ وأنها حصلت على حكم محكمة بالفعل لقضية مماثلة عندها هي نفس قصة بطلة المسلسل، بطلة القضية فتاة تدعى بسمة– بالتأكيد ليس هذا هو اسمها الحقيقي الذي أخفيناه بطبيعة الحال - هى فتاة فى العقد الثالث من عمرها، تزوجت بعد قصة حب جمعتها مع شاب أقل منها فى المستوى الاجتماعي علاوة على أنه غير متكافئ من الناحية المادية أيضًا ورغم ان الجميع من الاهل والاصدقاء المقربين نصحوها بالتأني والتفكير الجيد قبل اتخاذ قرار الزواج بسبب عدم ارتياحهم لذلك الشخص لكن عاطفتها غلبتها ودون تردد أو تفكير حددت ميعاد الزواج وبالفعل جاء فى الميعاد المحدد العريس ومعه مأذون وشهود وتم الزواج ولم تشك بسمة لحظة واحدة، بأنها وقعت فريسة فى يد نصاب حيث توالت الاحداث بعد ذلك وتعقدت الامور خاصة بعد أن اكتشفت الفتاة المكيدة التى وقعت فيها بعد أقل من شهر واحد من عقد القران المزيف هذا؛ عندما ذهبت لاستخراج وثيقة زواج من السجل المدني لتكتشف وقتها عدم وجود وثيقة زواج لها، ولم تنته المفاجآت عند هذا الحد؛ حيث بدأت رحلة بحث شاقة عن المأذون المزعوم هذا والشهود لتكتشف أن المأذون أغلق هاتفه وبعد عملية البحث عرفت أن هذا الشخص انتحل صفة مأذون وبالتالي الشهود الذين أتى بهما أيضا مزيفين، بعدها كانت الصدمة الكبرى عندما واجهت العريس بهذه الاحداث وجاء رده غير المتوقع؛ حيث أنكر زواجه بها ولم يكتف بذلك قام بتهديدها وترويعها. دعوى قضائية وتتابع المستشارة نهى الجندي قائلة: وعندما أتتني هذه الزوجة المخدوعة وحكت لي قصتها لم يكن أمامنا إلا اللجوء للقضاء حتى تحصل على حقها القانوني وبالفعل رفعت دعوى إثبات علاقة زوجية واتحكم لنا بالفعل بعد تقديم صور من كتب الكتاب وبعض الصور التي تثبت العلاقة الزوجية بين الطرفين. وأوضحت المحامية نهى الجندي؛ أن هذا الزواج ليس باطلا بل على العكس تمامًا هو زواج صحيح يمكن تصنيفه على أنه زواج عرفي غير موثق والمحكمة يمكنها اثبات العلاقة الزوجية من خلال أي وثيقة تثبت الزواج سواء كان عقدًا أو حتى صورة تدل على ارتباط الطرفين بعلاقة زواج حيث انه لايمكن اعتبار الزواج مزيفًا بمجرد حدوث تلاعب أو خداع فى الاجراءات فالقانون يعتمد على اثباتات للزواج وليس فقط على التوثيق الرسمي . وللأسف نحن رجال القانون نرى باستمرار خطأ الدراما في تناول مثل هذه القضايا، وكم كنت أتمنى أن يلجأ المؤلف إلى استشارة المتخصصين قبل تناول هذه «العقدة» في الدراما حيث أن الزواج العرفي يظل صحيحا إذا استوفى الاركان الشرعية لكنه يفتقر إلى الحماية القانونية فى حال عدم توثيقه رسميًا . والسؤال الذي يطرح نفسه فى هذه الحالة ماذا تفعل الفتاة التي تتعرض لمثل هذا الموقف وتكتشف أن المأذون مزيف ومن معه من الشهود أيضًا؟! تجيب المستشارة القانونية نهى الجندي قائلة: أولا لابد أن يعاقب هذا الشخص بتهمة انتحال صفة، وتصل عقوبتها بغرض النصب للحبس من 3 الى 10 سنوات، والغرامة طبقا لنصوص المواد من 155 وحتى 159من قانون العقوبات المصري، وتطبق العقوبة أيضًا على الزوج الذي يشترك مع الشخص منتحل صفة مأذون وهو عالم بذلك بطريق الاتفاق والمساعدة بغرض النصب أو أيا كان السبب، أما فيما يتعلق بحقوق الزوجة وما يترتب على نسب الاولاد فالولد للفراش وتحصل على حكم بإثبات النسب ولها الحق فى فسخ العقد للغش لكونه مزورًا على غير الحقيقة، أما إذا كان الشخص غير عالم بذلك فيعد قانونا مشتركا بطريق حسن النيه ولاعقاب عليه وتقع المسئولية الجنائية فقط على الشخص المنتحل صفة غيره الذي هنا هو المأذون المزيف. ثانيا: لو معها عقد تستطيع أن تقدمه للمحكمة وترفع دعوى إثبات زواج،أو أن يكون معها شهود وصور فوتوغرافية مع زوجها تفيد بأنها كانت متزوجة من ذلك الشخص أو رسائل هاتفية على تطبيق «واتس آب أو ماسنجر أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي». وأخيرا نصيحتي للفتيات المقبلات على الزواج، تزوجي من شخص شبهك ومتكافئ معك ماديًا وثقافيًا واجتماعيًا ودراسيًا، ولابد من مشاركة العائلة فى مثل هذه الأمور المهمة جدًا التي يترتب عليها مستقبل أسرة وتمس بالتبعية سمعة عائلة بأكملها. تكررت كثيرًا إسلام عامر نقيب المأذونين يعلق قائلا: «عقود الزواج المزيفة جريمة ليست بجديدة لكنها زادت وبشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، خاصة في محافظاتالاسكندرية والقاهرة والجيزة؛ ففى الإسكندرية مثلا تم تحرير أكثر من 70 محضر انتحال صفة مأذون واتذكر هنا مأساة زوجة تزوجت منذ عام ولم تجد قسيمة الزواج الخاصة بها، وسارت هذه الزوجة المخدوعة رحلة عذاب لمدة عام كامل تبحث عن وثيقة الزواج الخاصة بها دون جدوى، وهناك الكثير من المآسي لزوجات يعانين من نفس الازمة، لذلك مازلت أشدد أن المأذون ليس له وكيل مأذون ينوبه فى تحرير وتوثيق العقد والإشهار، وإنما يتم كل هذا بشخص المأذون ولايجوز أن يكون له وكيلا عنه . منتحصل صفة مأذون هى جريمة نصب واحتيال الهدف منها التربح بشكل أو آخر لانهم يتقاضون آلاف الجنيهات على الزيجة الواحدة. أما عن موقف السيدات اللاتي تزوجن بعقد زواج مزيف فهو شرعًا عقد زواج سليم قولا واحدًا دون شك لانه توافر فيه عنصر الاشهار وتحضير منزل الزوجية من أثاث وأجهزة كهربائية وما شابه ذلك أما قانونًا هى ليست بزوجة الى أن يتم الحل فى هذه القضية عن طريق الإجراءات التي من خلالها يتم عمل وثيقة تصادق على قيام الزوجية لدى المأذون المختص بمحل إقامة الزوجة واثبات المدة الزمنية للزواج، أو تقيم المدعية التي هنا الزوجة دعوى اثبات زواج أمام المحكمة المختصة بهذا الشأن . والنصيحة الأولى والأخيرة فى هذا الامر؛ أنه لابد من ضرورة الاطلاع على هوية الشخص الذي يعقد القران قبل اتمام عقد الزواج طالما اختلط الأمر على أحد أطراف عقد الزواج أو الأسرتين. اقرأ أيضا: حبس مأذون مزيف في النزهة وبحوزته عقود زواج وطلاق مضروبة