سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. محمد التونى أصغر نائب لمحافظ: التحول الرقمى والاستثمار السياحى.. خطوات الفيوم نحو المستقبل «الأخبار» تحاور نواب المحافظين ..تطويرالقطاعات بتوجيهات رئاسية.. والتنمية المستدامة هدفنا الأول
تشهد مصر على اتساع أرضها طفرة فى الخدمات والتطوير من خلال جهود مكثفة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، استنادًا إلى توجيهات القيادة السياسية، ويلعب نواب المحافظين دورًا بارزًا فى تنفيذ خطط تطوير القطاعات المختلفة، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، مع التركيز على التحول الرقمى وتمكين الشباب من خلال حوارات مع عدد من نواب المحافظين، برزت رؤاهم الطموحة لتحقيق نقلة نوعية فى الخدمات المقدمة وتعزيز التنمية المتوازنة، وشملت الجهود تطوير المشروعات القومية الكبرى، مثل تحسين البنية التحتية والجهود التى تدعم الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية وتؤكد التزام الدولة بتحقيق جودة حياة أفضل. فى خطوة تعكس شفافية القيادة الشابة وانفتاحها على الحوار، خصّ الدكتور محمد سامى التونى، نائب محافظ الفيوم، جريدة الأخبار بأول حوار صحفى له منذ توليه المنصب كأحد أصغر نواب المحافظين فى مصر، يحمل التونى على عاتقه ملفات مهمة تمس حياة المواطنين، بدعم وثقة من الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، الذى أوكل إليه هذه المسئوليات تقديرًا لكفاءته ورؤيته المستقبلية. اقرأ أيضًا | «حياة كريمة».. تبنى الغد .. قرى الصعيد لم تعد «منسية».. والمشروعات تُحوِّلها إلى كونك واحداً من أصغر نواب المحافظين فى مصر، كيف أثّرت مرجعيتك العلمية وخبراتك بالأكاديمية الوطنية على أسلوبك فى الإدارة؟ كونى طبيباً علمنى الانضباط والدقة، وعملى فى مجال طب الأسنان أكسبنى صبراً شديداً على رؤية التفاصيل الصغيرة، والوصول إلى أعماق المشكلات لإصلاح الخلل من الجذور، وهو أمر مهم فى العمل التنفيذى. أما الأكاديمية الوطنية، فقد كانت تجربة استثنائية، زودتنى بمهارات القيادة الحديثة وإدارة المشروعات الكبيرة. هناك توازن دائم بين النظر إلى الصورة الكبيرة والعمل على تفاصيلها الدقيقة، وهو ما أحرص عليه يومياً فى عملى. بالإضافة إلى ذلك، منحنى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فرصة للتواصل مع قادة وشخصيات ملهمة، مما شكل وعيى بإدارة الملفات التنفيذية بأسلوب شامل ومتكامل. من بين الملفات العديدة التى أوكلت إليك، ما هو الملف الأكثر تحديًا، وكيف تعاملت مع تعقيداته؟ ملف التصالح على مخالفات البناء من أهم الملفات التى أوكلها الدكتور أحمد الأنصارى إلىّ، لأنه يتداخل مع عدة جوانب: قانونية، اجتماعية، وتنفيذية. التحدى الأكبر كان فى خلق توازن بين تطبيق القانون وحماية حقوق المواطنين. بدأنا بتشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة، وفرق عمل على مستوى المحافظة، لرصد الطلبات وتنظيم عملية الفحص. لدينا اليوم 28 ألف طلب تصالح، وأكثر من 7 آلاف نموذج 8 تم إصدارها. هذا الملف يتطلب جهداً يومياً، ليس فقط لإرضاء المواطنين ولكن لتقنين وضع البناء العشوائى الذى طالما عانينا منه لسنوات، وضمان عدم التهاون مع المخالفات التى تضر بالمصلحة العام، حتى يدخل جميع المواطنين تحت مظلة القانون. الهوية البصرية للمحافظة تعد مشروعاً فريداً.. ما هى الخطوات التى تم اتخاذها لتنفيذه؟ ملف الهوية البصرية التصميمية والعمرانية لمحافظة الفيوم كان أحد التكليفات الرئاسية لتحقيق «رؤية مصر 2030» ويعد نموذجاً فعالاً للتعاون بين القطاعين الحكومى والخاص، ويعد مشروعاً استراتيجياً استغرق العمل عليه أكثر من عامين، ويعكس رؤية عميقة لتاريخ الفيوم وموروثها الثقافى. بدأنا بإعادة إحياء الرموز التى تميز الفيوم ، وعملنا على تصميم شعار جديد يعبر عن شخصية الفيوم. ووسعنا نطاق المشروع ليشمل الهوية العمرانية، لضبط ملامح المدينة من خلال تنظيم الإعلانات، الواجهات، والأرصفة، وغيرها، لتكون متسقة مع الطابع الحضارى. إلى جانب ذلك، أطلقنا ندوات فى المدارس لتعريف الأجيال بتاريخ المحافظة. المبادرات التى تقوم بها المحافظة لدعم المواطنين اقتصاديًا تحظى بتقدير واسع.. كيف تضمنون استمراريتها؟ المبادرات لا تأتى بشكل عشوائى، بل نتيجة تخطيط يعتمد على فهم احتياجات المواطنين بشكل مباشر. لدينا 94 منفذًا وشادرًا ومعرضًا لبيع اللحوم والسلع الغذائية بأسعار مخفضة، لتخفيف العبء عن كاهل الأهالى، إضافة إلى 80 سوقاً يومياً وأسبوعياً تغطى مختلف المراكز والقرى. عملنا على إعادة فتح المنافذ المغلقة منذ عام 2009 لاستخدامها فى دعم هذه المبادرات، وأطلقنا مبادرة لبيع السلع بأسعار مخفضة، تم فتح 11 منفذاً لبيع اللحوم البلدية الطازجة، و14 منفذاً لبيع البيض البلدى بأسعار مخفضة. كيف ترى دور التكنولوجيا فى تحسين العمل التنفيذى بالمحافظة؟ التحول الرقمى بوابة المستقبل لأى منظومة ناجحة. بتوجيهات المحافظ، نعمل على إنشاء موقع إليكترونى يقدم كل الخدمات الحكومية، ويقدم للمواطن معلومات حول ما يتم تنفيذه من مشروعات تنموية، وخطط المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». كما يجرى تطوير خريطة معلوماتية بالتعاون مع مركزمعلومات مجلس الوزراء، تضم بيانات عن المدارس، المستشفيات، وجميع المؤسسات الحكومية. هذه الخريطة تساعد على اتخاذ القرارات التى تسعى لتحقق أهداف التنمية ورؤية مصر 2030. بالإضافة إلى ذلك، أنشأنا منصة تحتوى على جميع بيانات القيادات والكوادر البشرية بالمحافظة، لتسهيل اتخاذ القرارات الإدارية بشكل سريع ومنظم. الاستثمار من أهم المحاور التنموية.. ما خطتكم لجذب الاستثمارات إلى الفيوم؟ رؤيتنا لجذب الاستثمار تبدأ بإزالة المعوقات التى يواجهها المستثمرون. شكلنا فريق عمل لرصد احتياجات المناطق الصناعية، وعقدنا لقاءات مع الجهات المعنية، لتسهيل الإجراءات. ونعمل على تسهيل فرص الاستثمار وسرعة إنهاء الإجراءات للمستثمرين الجادين، مما يفتح الباب أمام مشروعات واعدة تفتح آفاقاً جديدة للتنمية. ويجرى تحويل قرية تونس بمركز يوسف الصديق، إلى أول قرية ريفية خضراء بمصر، من خلال استخدام وسائل مواصلات صديقة للبيئة، والحفاظ على الهوية العمرانية لها، بتطبيق اشتراطات بنائية تراعى البعدين البيئى والتراثى. بحيرة قارون تعتبر من الملفات الحيوية الكبرى.. كيف تعملون على استعادة توازنها البيئى؟ البحيرة ملف ذو أولوية كبرى بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية. بدأنا بخطة متكاملة لإعادة التوازن البيئى وتحسين جودة المياه وتنمية الثروة السمكية مع الحفاظ على التنوع البيولوجى. المحافظ يتابع هذا الملف بشكل شخصى لضمان تنفيذه وفق الجدول الزمنى المحدد. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على إطلاق مشروعات اقتصادية مرتبطة بالبحيرة لتعزيز السياحة البيئية فيها. مشروع «ملاذ آمن» يعد نقلة نوعية للفيوم.. هل يمكنكم إطلاعنا على المزيد من التفاصيل؟ «ملاذ آمن» حلم كبير يُحدث نقلة نوعية فى مستوى المشروعات البيئية والسياحية بمصر، سيقام على مساحة 2000 فدان، يشمل عدداً من الأبعاد التى تحقق التنمية المجتمعية، كما سيقوم بإعادة إحياء التنوع البيولوجى بالمنطقة، وإضافة أنشطة اقتصادية، وتم الانتهاء من الدراسات الفنية ودراسة تقييم الأثر البيئى والدراسات الاقتصادية للمشروع الذى سيخلق فرص عمل، ويعزز مكانة الفيوم كواجهة استثمارية وبيئية وسياحية واعدة. كونك خريج الأكاديمية الوطنية.. كيف ترى دور الشباب فى التنمية؟ الشباب هم المحرك الأساسى للتنمية، وبحكم التاريخ، هم عامل كبير فى التأثير على عملية التنمية الحديثة للمجتمعات، والجمهورية الجديدة وضعتهم فى قلب الرؤية المستقبلية. الأكاديمية الوطنية تُعد مصنعاً للكوادر القيادية، ومحافظة الفيوم تسعى لتمكين الشباب، وتوفير فرص العمل والبرامج التدريبية المناسبة لهم. كيف ترى الفيوم فى المستقبل؟ وما هى أهم أهدافك القادمة؟ رؤيتى للفيوم تتمثل فى أن تكون نموذجاً للمحافظة المتكاملة، حيث تتوازن التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة والهوية الثقافية. أهدافنا تشمل استكمال التحول الرقمى، جذب المزيد من الاستثمارات، وتحقيق نسبة إنجاز أعلى بالمشروعات القومية مثل «حياة كريمة». الفيوم تمتلك إمكانيات هائلة، وسنواصل العمل لجعلها تحتل مكانة متميزة على خريطة التنمية المستدامة.