مع تصاعد معدلات الجرائم العائلية وحوادث العنف في كافة انحاء العالم تتصاعد ايضا معدلات ارتكاب الجرائم ضد المرأة وبالفعل صدر تقرير عن الأممالمتحدة في 25 نوفمبر 2024، لتسليط الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة، لتكشف ازدياد معدلاتها بشكل مقلق في عدة دول حول العالم، والغريب في هذا التقرير وغيره من الإحصائيات انها تشير طوال الوقت إلى تورط الشركاء المقربين سواء كانوا أزواج حاليين أو سابقين في علاقات عاطفية للمرأة المعنفة أو الضحية، فتتفق اغلب التقارير إلى أن اكثر الأشخاص ارتكابًا للجرائم ضد المرأة هم الاقرب لها. يستند تقرير الاممالمتحدة إلى دراسات وإحصائيات شملت 71 دولة على الأقل، مشيرًا إلى أن العنف المنزلي ضد المرأة يعد الأكثر انتشارًا في إثيوبيا لتتصدر اولى دول العالم في هذا الملف حيث تعاني العديد من النساء من العنف الجسدي والنفسي، ويشير التقرير إلى توافر البيانات المتعلقة بالعنف ضد النساء والفتيات في السنوات الأخيرة في أكثر من 161 دولة وهو ما يمثل خطوة مهمة لتحسين استجابة المجتمع الدولي لهذا النوع من الجرائم. ارقام مخيفة تصل نسبة النساء اللاتي تعرضن للعنف حوالي الى 30% من النساء في سن 15 عامًا أو أكثر تعرَّضن للعنف الجسدي أو الجنسي وكافة أشكال العنف من الضرب إلى الاغتصاب من الشركاء أو غيرهم، وتقود تلك التجارب المأساوية نحو تداعيات صحية ونفسية مثل الاكتئاب المزمن واضطرابات القلق، وفي عام 2023، قُتلت حوالي 51 الف امرأة وفتاة بمعدلات قتل تصل إلى 140 امرأة يوميًا حول العالم. نقترب قليلا من معدلات الجريمة ضد المرأة في الولاياتالمتحدة والتي تندرج اغلبها تحت الجرائم العائلية حيث يتعرض حوالي 20 شخصًا للعنف الجسدي من الشريك المقرب كل دقيقة، وهذا يعادل أكثر من 10 ملايين ضحية اعتداء سنويًا، وتتعرض واحدة من كل أربع نساء للعنف الجسدي الخطير من قبل الشريك في إطار العنف المنزلي، وتتعرض واحدة من كل عشر نساء للاغتصاب، كما تتعرض واحدة من كل ثلاث ضحايا للعنف من الإناث للقتل، وتتلقى خطوط الطوارئ الخاصة بالعنف المنزلي في جميع أنحاء البلاد ما يزيد عن 20 ألف مكالمة. قانون ضد العنف قاد ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة في امريكا إلى سن قوانين وتشريعات خاصة منذ عام 1994، حيث تم تمرير وثيقة قانون «فاوا» بعد موافقة الكونجرس الأمريكي لحد العنف ضد المرأة عبر صدور أحكام جنائية جديدة وبرامج منح رئيسية لضمان استجابة النظام القضائي الأمريكي لمشكلات العنف الأسري والاعتداء الجنسي، وأتاح القانون دعم خطوط المساعدة الوطنية والمختصين في التعامل مع الضحايا، ومع ذلك لا يزال يعاني الكثير من النساء والأطفال من العنف الأسري. أظهرت الدراسات والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الأمريكية أن حوالي ثلث النساء اللاتي يُقتلن سنويًا يقتلن على يد شركائهن المقربين، ويشكل العنف المرتكب ضد المرأة أكثر من 20% من إجمالي جرائم العنف في أمريكا، ويضمن تشريع «فاوا» تعزيز استجابة أجهزة إنفاذ القانون وحماية الفئات الاكثر عرضة لتك الحوادث مثل النساء المهاجرات وأبناء الأقليات مع ضرورة توفير موارد كافية لتوسيع نطاق الملاجئ وبرامج الدعم للنساء الضحايا، خاصة في المناطق النائية والمعزولة، ومحاربة العنف ضد النساء والفتيات وحمايتهن من الوقوع في دائرة العنف المدمرة بميزانية تصل الى 1.5 مليار دولار أمريكي. اشهر القتلة بالطبع يصعب حصر وعرض كافة حوادث وجرائم العنف ضد المرأة والتي تتكرر يوميا، ولكن يمكن عرض ابشع الحوادث التي اثارت ردود افعال واسعة ضد اشهر مرتكبي تلك الحوادث ومنهم المتهم كريس واتس الذي تحول إلى رمز لأشهر الأزواج القتلة في امريكا بسبب جريمته التي تحولت سريعًا الى أعمال روائية ووثائقية في الوقت الذي يقضي الجاني عقوبته بالسجن مدى الحياة، والمثير في الامر أن الزوجين كريس، 40 عاما، وشينان التي تصغره بعامين كانا مصدر إلهام لكل من حولهما بعد تبادل رسائل الحب عبر السوشيال ميديا وامتلأت حياتهما بالرحلات الرومانسية والنزهات العائلية برفقة ابنتيه، وتوقف الامر بشكل مفاجئ حين اكد كريس اختفاء زوجته الحامل بعد ذهابها إلى الطبيب، وابلغ رسميًا عن واقعة الاختفاء الغامضة لتصبح حديث امريكا بعد ظهوره فى اللقاءات التليفزيونية طالبًا مساعدته فى العثور على عائلته بولاية كولورادو الامريكية لتتضاعف شهرته في كافة انحاء الولايات. مرت ايام عديدة حتى التفت الشكوك نحو كريس نفسه خاصة بعد تحليل لقاءاته التليفزيونية التي كشفت اضطرابه وخلو تعبيراته من العواطف نحو اسرته، وبالفعل خضع لتحقيقات مكثفة انتهت باعترافه بجريمة قتل زوجته وابنتيه وفي البداية حاول اخفاء مكان الجثث وهى دليل إدانته ثم اعترف بتفاصيل الجريمة. مراحل الجريمة كشف المحققون أن جريمة الاب تمت على مرحلتين الاولى استغل خلالها غياب زوجته وقتل ابنتيه خنقا وأخفى جثتهما فى اكياس القمامة، وحين عادت الزوجة خنقها وأخفى جثتها فى كيس ضخم للقمامة بأسفل المنزل، ثم نقل الجثث فى ساعة متأخرة من الليل وألقاها داخل مخزن للبترول حتى تتحلل دون أن ينكشف امره وبسبب اعترافات كريس تم تخفيض العقوبة من الإعدام إلى خمسة احكام بالسجن مدى الحياة دون الإفراج عنه. مجرم آخر يدعى نيكولاس مافراكيس وهو ضابط من المحاربين القدامى عمره 47 عاما، قرر التخلص من اسرته في احد الاعياد حيث أطلق النار على زوجته ليزلي وقتل طفليه ثم أطلق الرصاص على نفسه، وكشفت التحقيقات أن الضابط المنتحر يعاني من الاضطراب النفسي الحاد بعد خدمته في الجيش الأمريكي لأكثر من 20 عامًا، وقدمت الزوجة شكاوى عديدة ضد الزوج لتخضع الاسرة لفحوص الرعاية الاجتماعية من قبل الشرطة في ولاية اوهايو الامريكية لتكشف الزيارة الاخيرة للشرطة عن الجريمة البشعة، واشارت احدى الدراسات إلى أن الجاني يندرج تحت قائمة «الاشخاص قاتلي عائلاتهم» وهم من يتخلصون من زوجاتهم وافراد عائلتهم وخاصة في المناسبات. خطاب الملكة ننتقل إلى بريطانيا حيث تتناول الصحف ابشع حادث عنف ضد امرأة وضحيتها جيزيل بيليكوت الناجية من ابشع حادث اغتصاب جماعي في فرنسا، وارسلت ملكة بريطانيا كاميلا خطابا لدعم جيزيل لتشير الملكة إلى شعورها بشدة المحنة التي تعرضت لها جيزيل على يد زوجها السابق حيث تعرضت للتخدير والاغتصاب من قبل زوجها السابق حيث جند عشرات الرجال للاعتداء عليها وإساءة معاملتها على مدار ما يقرب من 10 سنوات. تعد الملكة كاميلا، ناشطة في مجال مكافحة العنف المنزلي وتدعو إلى «تغيير ثقافي» لوقف العنف ضد المرأة، واشادت بتأثرها بكرامة وشجاعة جيزيل والحفاظ على كرامتها وشجاعتها حيث اضطرت للكشف عن هويتها امام المحكمة لاستعادة حقوقها وتلقى الزوج المتهم حكمًا بالسجن 20 عاما، وأثناء المحاكمة، اصطفت مجموعات من النساء لدعم جيزيل التي هزت قضيتها فرنسا واوروبا تجاه حوادث الاغتصاب، ووثق الزوج جرائمه ضد زوجته بفيديوهات قام فيها بتصوير اعتداءات عشرات الرجال على زوجته حيث مثل امام المحكمة حوالى 50 رجلا متورط في القضية، وأدين 46 شخصًا بتهمة الاغتصاب، واثنين بتهمة الشروع في الاغتصاب، وإدانة اثنين آخرين بتهمة الاعتداء الجنسي. ضحايا السكاكين في شوارع بريطانيا تضاعفت جرائم الطعن بالسكاكين ضد النساء والفتيات تحديدا مع تحذير النشطاء من عدم بذل جهود كافية لمعالجة تلك الأزمة، وتناشد عائلات الضحايا للبدء في «احتجاج وطني» لوقف معدلات الجرائم التي تضاعفت خلال الخمس سنوات الاخيرة. تكشف صحيفة الإندبندنت أن عدد النساء اللواتي قُتلن أو أُصبن أو هُددن بالسكين ارتفع من 6 آلاف عام 2018 إلى أكثر من 14 الف امرأة عام 2022، مما يُظهر حجم الأزمة، وتشمل هذه الجرائم حوادث تتعلق بالسطو والاغتصاب والقتل والإخلال بالنظام العام والسرقة، ومن بين الضحايا مؤخرًا إليان أندام، 15 عامًا، قُتلت في طريقها إلى المدرسة في كرويدون سبتمبر الماضي، وقُتلت ايضا ميهاك شارما، 19 عامًا، طعنًا في نفس المنطقة في نوفمبر الماضي بعد عودتها من الهند. تُعد السكاكين والأدوات الحادة أكثر الأسلحة شيوعًا لقتل النساء، وتُظهر بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية مقتل واحدة من كل ثلاث ضحايا جرائم قتل على يد شريك أو شريك سابق، بينما توفيت أكثر من واحدة من كل عشر نساء على يد أحد أقاربهن بالاضافة إلى وقوع الحوادث في الشوارع أو الأماكن العامة، وينص القانون الانجليزى على معاقبة قتلة السلاح بعقوبة لا تقل عن 25 عامًا ويتم تخفيف العقوبة في حالة عدم حيازة سلاح بشكل متعمد. اقرأ أيضا: فى بريطانيا.. قتلت والديها وأخفت جثتهما فى المنزل 4 سنوات