لطالما كان للقدم اليسرى في كرة القدم بريق خاص، تخطف الأعين أكثر من غيرها، حتى أن الدارج والانطباع الأكثر انتشارًا يتعلق بنسبة ذكاء اللاعب الأيسر عن نظيره الأيمن. ◄ حواديت مختلفة لأساطير كروية من أرض التانجو إلى كتالونيا وبعيدًا عن هذا الاقتناع أو الحقيقة العلمية -إن صحت- فإن الانطباع مؤكد وسائد مع غالبية محبي اللعبة. ومن المعهود أن حب كرة القدم امتد لمحاكاة اللعبة فى لعبة أخرى «البلاى ستيشن» والتى يتعلق بها الأطفال بشكل كبير، بالطبع من يلعب يريد أن يفوز ويسجل أهدافًا خلال اللعب مهما كانت قدم اللاعب الذى يُحركه، إلا أن هدف اللاعب الأيسر يُعطى مذاقًا مختلفًا. عاشت الكرة العالمية فترة ذهبية لنجوم القدم اليسرى، ورغم قلة بزوغ نجمهم خلال فترات، إلا أنهم يتركون تأثيرًا لافتًا ومختلفًا. ◄ سحر التانجو من كان لا يحب دييجو أرماندو مارادونا، والذى صنع حالة صعبة التكرار، من خلال الكاريزما والمواقف والتأثير الفنى والبطولات والمهارات الممزوجة بالقوة الجسمانية. هناك ملايين من الناس لم يتابعوا كرة القدم، متابعة دورية أو حثيثة، إلا أنهم عرفوها من خلال مارادونا، فبات أشهر قدم يُسرى وأفضل من تلاعب بالكرة. ترك دييجو تأثيرًا لا يحتاج لسرد وبصمة غير منسية مع منتخب بلاده الأرجنتين، ومع فريق نابولى الإيطالى، حتى أن ستاد هذا النادى تحول لاسمه، ستاد دييجو أرماندو مارادونا كمُسمّى رسمى بعد وفاة النجم الأرجنتيني. لن ينسى أحد ما فعله فى مونديال 1986، حينما كان السبب الرئيسى فى فوز مننخب بلاده بالنسخة التى أقيمت فى المكسيك، ووصل بهم لنهائى النسخة التى تلتها فى إيطاليا 1990، حتى أنه فى 86 حينما سجل هدفًا بيده أُحتسب لصالحه، وبات هدفًا أيقونيًا رغم أنه غير شرعى ومازال صداه مستمرًا رغم مرور أربعة عقود على ذكراه. كان مارادونا هو مفتاح السحر الكروى للقدم اليسرى، وجعل الأمر أصعب على من سيأتى بعده، الكل تعلق به وبأسلوبه، ولكن على طريقة المثل العامى «ما باليد حيلة»، فإنه ما بالقدم مهارة وفن ومرواغات كالتى يمتلكها دييجو. اعتزل مارادونا عام 1997، وأقام مباراة اعتزاله عام 2001، لتكن المفاجأة بظهور نسخة جديدة منه من نفس بلده، ليونيل ميسى الذى انطلق مع برشلونة عام 2004، ثم تصاعد مستواه سريعًا، إلى أن أبهر العالم فيما بعد وحصد كل شىء ممكن على طريقة دييجو، حتى أنه سجل هدفًا بيده وتم احتسابه، وسجل آخر بعد مرواغة غالبية لاعبى المنافس وهو ما فعله أرماندو من قبل، حتى كأس العالم الذى كان يُعاير به ميسى لعدم حصده، وأن مارادونا توج به وحيدًا فى 86، استطاع أن يكسر الحاجز معه ويفعلها فى مونديال قطر 2022. امتداد السحر الكروي من قدم مارادونا اليسرى لميسي، كان سببًا فى مجلد خاص لهذه القدم، أحببت الملايين فى كرة القدم وأظهرت فارق التأثير لصالحها عن نظيرتها اليمنى فى وجهة نظر البعض، ويكفى أن استطلاع رأى المتداول من وقت لآخر حول أفضل لاعب فى التاريخ لا يخلو من الثنائى. ظاهرة كتالونية اللافت من تألق مارادونا وميسي كأبرز من لمس الكرة بالقدم اليسرى على الأقل فى العصر الحديث نظرًا لتواجد أساطير فى عقود وأزمنة سبقتهما، إلا أن الرابط بينهما غير أنهما من الأرجنتين، هو اللعب فى صفوف برشلونة، مارادونا لعب عامين تقريباً مع البارسا، أما ميسى فهو أسطورة النادى الكتالونى باستمراره ما يقارب سبعة عشر عامًا بين جدرانه. وفي الوقت الجاري، هناك نجم يسير على خطى من سبقوه، وفى النادى الكتالونى أيضًا، وهو الإسبانى يامين يامال، صاحب السبعة عشر عامًا، توج فى سن صغيرة مع منتخب بلاده باليورو، ويقود فريقه بقوة نحو الليجا ودورى الأبطال. يملك يامال قدمًا يسرًى مميزة، يتميز عن غيره بركن الكرة فى أقصى الزاوية المعاكسة الصعبة على أى حارس، الشاهد مما قدمه يامال، أنه إذا استمر سينضم لأساطير القدم الأيسر عبر التاريخ، وفى برشلونة بالتحديد. وفي برشلونة أيضا، يلمع أبرز نجوم الفريق هذا الموسم، صاحب القدم اليسرى الذهبية، البرازيلى رافينيا، والذى يبلغ من العمر 28 عامًا ويعد ضمن أبرز المرشحين للكرة الذهبية هذا العام. سجل فى مرمى الغريم التقليدى ريال مدريد، بات العنصر الهجومى الأهم فى مركز الجناح للمدرب الألمانى هانز فليك، وهو ثانى أكثر الهدافين فى الفريق خلف ليفاندوفسكى. ◄ اقرأ أيضًا | بعد نهاية الجولة السادسة| محمد صلاح يحافظ على صدارة هدافي تصفيات أفريقيا ◄ «مو».. ومشوار تاريخي لعل محمد صلاح قدّم أحد أبرز نماذج التألق بالقدم اليسرى فى تاريخ الدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا والكرة الأوروبية على مر العصور. سطّر تاريخًا من الصعب تكراره من حيث الأرقام، وتوقيت تسجيل الأهداف، ونوعية المنافس فلم يترك فريقا كبيرا فى غالبية المنافسات إلا وسجل بمرماه، هذا بالإضافة لمشاهد الانطلاقات التى أصبحت معتادة من جانبه ومن الصعب إيقافه إذا توفرت المساحة. ◄ رباعى البريميرليج لا شك أن صلاح هو نجم الدوري الانجليزي الأول منذ سنوات بالمنافسة مع مهاجم مانشستر سيتي هالاند، وإن كان التفوق هذا الموسم لصلاح. ويعد نجم السيتى من أبرز المهاجمين الذين لمسوا الكرة بالقدم اليسرى خلال السنوات الماضية، لا يقدم المتعة الكروية المنتظرة، إلا أن نسبته التهديفية مرعبة للخصوم، وحصوله على لقب الهداف بات هواية معتادة وفي الدوري الإنجليزي أيضا هناك ثلاثي آخر مميز، فى آرسنال يحافظ ساكا على مكانه المعتاد ضمن أبرز نجوم الفريق فى السنوات الأخيرة، وظهر تأثير غيابه إثر إصابته الأخيرة التى أبعدته عن الملاعب. وفي تشيلسي، ظهر بالمر كأبرز صانعي لعب الفريق، بل والدوري الإنجليزي بشكل عام، وقد يكون في الدوريات الأوروبية جميعها. وفي مانشيستر يونايتد، يعد الإيفواري ديالو أحد أبرز من يروض الكرة بقدمه اليسرى، ظهر مع الفريق بشكل تصاعدى إلى أن أصبح أحد أبرز نجومه رغم تراجع الفريق فنيًا ورقميًا هذا الموسم.