تنبع قيمة الدراما «السينمائية والتليفزيونية» من قدرتها على التأثير فى المجتمع والتعبيرعن أحلامه وطموحاته وطرح الحلول لقضاياه ومشاكله، وعلى مدار تاريخ الدراما المصرية، استطاعت أن تعكس اهتمامات الجمهور وعبرت عنه تعبيرا حقيقيا، وكانت سببا فى سن قوانين أو تعديل لقوانين أخرى بعد أن ناقشت القضايا وطرحت الحلول مثل أفلام»جعلونى مجرما»، «أريد حلا»، «كلمة شرف» و»عفوا أيها القانون». ومن بين ما يزيد على 42 مسلسلا عرضت على شاشة رمضان، يأتى مسلسل «حسبة عمرى» للنجمة روجينا وتأليف محمود عزت وإخراج مى ممدوح، ليغرد منفردا ويناقش قضية من أهم القضايا التى تهم المرأة المصرية، خاصة التى شاركت ووقفت بجوار زوجها فى بناء أسرتهما وتعتبر جزءا أصيلا من الثروة، التى كونها زوجها من خلال مشاركتها المادية كامرأة عاملة، أو من خلال محافظتها على اسرتها وتربية ابنائها، وتوفير كل الظروف المناسبة للزوج لتكون ثروة، وعندما يحدث الانفصال بين الزوجين لسبب ما تجد نفسها قد خرجت خالية اليد ودون مأوى، ولا تحصل إلا على مؤخر صداق تم تحديده قبل أكثر من ربع قرن من الزمان، ونفقة زهيدة لا تكفى أدنى متطلبات الحياة. فيطرح مسلسل «حسبة عمرى» وهذا لاول مرة فى الدراما المصرية فكرة «حق الكد والسعاية»، التى تعتمد على حصول الزوجة على نصف ثروة زوجها بعد ان أفنت عمرها فى خدمة الزوج والابناء والحفاظ على الأسرة، حيث تدور أحداث المسلسل فى إطار من الكوميديا الخفيفة الساخرة حول «هند» وتلعب دورها باقتدار وتمكن شديد «روجينا»، وزوجها «فاروق» - عمرو عبد الجليل - الذى يقدم دورا جديدا بالنسبة له بعيدا عن الأدوار النمطية، والذى يشعر بالوحدة والفراغ بعد زواج ابنته المتعلق بها جدا وسفرها، فيجد نفسه وجها لوجه مع زوجته فتبدأ بينهما المشاكل التى تصل لطرد الزوجة وطلاقها لتبدأ رحلتها فى الحصول على حقوقها، وتطرح فكرة «حق الكد والسعاية»، التى ناقشها من قبل الأزهر الشريف ووضع ضوابط لحصول الزوجة على حقوقها من خلالها، ولكن لم يتم تعديل أو إصدار قانون لتنفيذ هذا الحق وهو ما يدعو إليه المسلسل. روجينا فى قمة تألقها بدور «هند» بأداء بسيط غير متكلف تقدم الكوميديا الساخرة حتى تتمكن من توصيل رسالتها برشاقة، وتقدم نموذجا راقيا للمرأة المصرية، أما عمرو عبد الجليل، فيقدم دورا مميزا وبعيدا عن نوعية أدواره السابقة، وكل الفنانين المشاركين أجادوا فى شخصياتهم.