يُعدّ الحج من أعظم العبادات في الإسلام، وهو الركن الخامس من أركان الدين الذي لا يكتمل إيمان المسلم إلا به، وذلك لمن استطاع إليه سبيلًا، وقد فرضه الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا"[آل عمران: 97]، والحج عبادةً عظيمة وشعيرةً جامعة للقول والعمل والنية، فقد وضع الإسلام له شروطًا دقيقة، تضمن صحة أداءه وتمام قبوله، وتُميز بين ما يُعتبر ركنًا وما يُعد شرطًا لصحته، وفي هذا التقرير، تقدم لكم "البوابة نيوز" شروط صحة الحج في الإسلام كما قررها علماء الشريعة. شروط صحة فريضة الحج أولًا: الإسلام الحج لا يصح من غير المسلم، فهو عبادةٌ لا تُقبل إلا من مسلم، قال تعالى:"وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله" [التوبة: 54]، فلا يُطالب غير المسلم بأداء فريضة بالحج ، وإن كان مخاطبًا به تكليفًا في الآخرة، لكن لا يُقبل منه حتى يُسلم. ثانيًا: العقل ومن شروط صحة الحج أن يكون الحاج عاقلاً؛ لأن المجنون مرفوع عنه القلم ولا يُكلّف بالعبادات، كما في الحديث الشريف: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل"، فلا يصح الحج من مجنون سواء كان دائم الجنون أو مؤقتًا وقت أداء المناسك. ثالثًا: البلوغ يشترط في صحة الحج أن يكون الحاج بالغًا، وذلك لأنه ركن تعبدي من أركان الإسلام، ولا يجب إلا بعد البلوغ، ومع ذلك، فإن صبيًّا لو حجّ صحّ حجه لكنه لا يُغنيه عن حجة الإسلام، كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما صبي حج ثم بلغ فعليه حجة أخرى". رابعًا: الحرية (في زمن الرق) كان هذا شرطًا معتبرًا في العصور التي وُجد فيها الرق، إذ لا يجب الحج على العبد لأنه غير مالك لنفسه ولا ماله، أما اليوم، ومع انقراض نظام الرق، فالجميع أحرار والشرط غير مطبق فعليًا. خامسًا: الاستطاعة وهو شرط الوجوب والصحة معًا، ويُقصد به القدرة الجسدية والمادية، بحيث يكون الشخص قادرًا على أداء المناسك دون مشقة خارجة عن المعتاد، ويملك من المال ما يغطي نفقات الحج له ولمن تلزمه نفقته في غيابه، وتشمل الاستطاعة: القدرة المالية، وصحة البدن، وأمن الطريق. شروط خاصة بالنساء تُشترط على المرأة وجود محرم معها إذا لم تكن مع رفقة مأمونة، وذلك حفاظًا عليها وصونًا لكرامتها، وقد ورد في الحديث: "لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم"، واختلف العلماء في وجوب وجود المحرم إذا أمنت المرأة مع رفقة ثقة.