الحمد لله رب الشهور والدهور يقلب الليل والنهار ان فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار وأشهد أن لا إله إلا الله له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله أدى الأمانه وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد بقى من رمضان شئ نكمل به صومنا ونرضى به ربنا وهو إخراج زكاة الفطر تخرجها عن نفسك وعن كل من تلزمك نفقته روى أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس قآل( زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات ) الغرض منها كما ذكر ابن عباس التوسعة فى يوم العيد على فقراء المسلمين ومساعدة المعوزين قآل صلي الله عليه وسلم ( اغنوهم عن ذل السؤال فى هذا اليوم ) زكاة الفطر شرعت جبر لما قد يقع في صيام المسلم من قصور فزكاة الفطر للصيام كسجدة السهو للصلاة) كما أنها طعمة للمساكين بإدخال الفرح والسرور عليهم ومواساة الأغنياء للفقراء فإذا اعطوهم شيئا من أموالهم اغتنوا فى ذلك اليوم عن الاشتغال بطلب قوتهم وترفعهم عن مذلة السؤال فى يوم يجب كل الناس فيه أن يشاركو بعضهم البعض فى الأفراح المباحة وقد حددت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر هذا العام بخمسة وثلاثين جنيها كحد أدنى ومن زاد فهو خير الزكاة في تحقيق التكافل الاجتماعي فكان فى ايجابها مواساة للفقراء ومعونة لذوي الحاجات تكفهم عن البغضاء وتمنعهم من التقاطع وتبعثهم على التواصل ان الإسلام لا يرضى أن يهمل الفقر والمسكين وإبن السبيل وغيرهم من المحتاجين فلا يجد القوت الذى يكفيه والثوب الذى يستره ويواريه والمسكن الذى يؤويه وبخاصة فى أيام الفرح والتى منها عيد الفطر فكانت زكاة الفطر طعمة للمساكين وطهرة للصائم مما قد يقع فيه اللغو والرفث جبرا للصيام كما يجبر سجود السهو الصلاة ففيها تطهير الصائم مما يحصل فى صيامه من رفث ولغو وفيها إحسان إلى الفقراء وكف لهم عن السؤال فى يوم العيد فهو يوم فرح ولا يريد الشرع أن يوجد في المسلمين فى فرحهم من هم جوعى فاحرصوا على فرحة هؤلاء وابنائهم واعلموا أن احب الأعمال إلى الله( عز وجل ) سرور تدخله على مسلم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم( احب الناس إلى الله أنفعهم للناس واحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضى عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن امشي مع اخ لى فى حاجة احب إلى من أن اعتكف فى هذآ المسجد( يعنى مسجد المدينة ) شهرا فى زكاة الفطر إظهار شكر نعمة الله عز وجل باتمام صيام شهر رمضان وفعل ماتيسر من الأعمال الصالحة فيه وأى نعمة أعظم من أن يوفق العبد إلى القيام بما عليه من طاعة وأى فرح يفرحه العبد بمثل أن يؤدى ما عليه قال تعالى( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) وفيها الفوز والفلاح قال تعالى( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) على المسلمين أن يجتنبوا التقصير فى دفع زكاة الفطر فقد ورد عن النبى صلي الله عليه وسلم انه قال ( صوم رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر ) وصدق الله إذ يقول ( وما اتفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) اسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال وان يعيده علينا مرات عديدة فى أعمار مديدة وان يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.