كتاب «حقائق إسلامية فى مواجهة حملات التشكيك» للراحل الدكتور محمود حمدى زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء يهدف لتقديم صورة حقيقية للإسلام والرد على الشبهات التى أُثيرت حوله منذ ظهوره وحتى اليوم، خاصة فى ظل ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة التى سمحت بانتشار الادعاءات المغلوطة بسهولة عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة، يؤكد المؤلف فى مقدمة الكتاب أنه لا يدعى تقديم شيء غير مسبوق، لكنه يسعى إلى صياغة ردود مركزة ومختصرة لكل شبهة من الشبهات المتداولة، والتى تتكرر بصيغ مختلفة عبر العصور. يتألف الكتاب من سبعة فصول، صُنفت فيها الشبهات التى تناولها المؤلف إلى عدة موضوعات رئيسية، منها: الشبهات المتعلقة ب القرآن الكريم، حيث يرد على الادعاءات التى تشكك فى مصدره الإلهي، أو تحاول الطعن فى تناسقه وبلاغته، موضحًا الإعجاز اللغوى والعلمى فى النص القرآني، كما يتناول الادعاءات المثارة حول شخصية النبى محمد صلى الله عليه وسلم، مثل الطعون فى نبوته وسيرته، ويفند المزاعم التى تحاول تشويه صورته بناءً على قراءات سطحية وانتقائية للأحداث التاريخية. اقرأ أيضًا | مساجد مصر تحتفل بتكريم حفظة القرآن بمشاركة واعظات الأوقاف مع نهاية رمضان ويخصص الدكتور زقزوق للرد على الشبهات المتعلقة بالفتوحات الإسلامية، فصلا كاملا حيث يوضح الفارق بين الفتح الإسلامى والتوسع الاستعمارى الذى مارسته الأمم الأخرى، مؤكدًا أن الفتوحات الإسلامية لم تكن قائمة على العدوان، بل على نشر العدل وتحرير الشعوب من الظلم، كما ناقش زقزوق فى كتابه قضايا الإنسان، حيث يرد على الادعاءات التى تتهم الإسلام بأنه لا يراعى حقوق الإنسان، مشيرًا إلى المبادئ التى رسّخها الإسلام فى العدالة والمساواة بين البشر. ينتقل الكتاب فى الفصل الخامس إلى تفنيد الشبهات المثارة حول قضايا المرأة فى الإسلام، مثل قضية الميراث، والتعدد، والحجاب، ودور المرأة فى المجتمع، حيث يوضح أن الإسلام كرم المرأة ومنحها حقوقًا لم تكن تتمتع بها فى الحضارات السابقة، ويؤكد أن بعض الأحكام الشرعية التى تبدو مثيرة للجدل تُفهم بشكل خاطئ خارج سياقها، كما تناول قضية حرية الاعتقاد، حيث يرد على الادعاءات التى تتهم الإسلام بأنه دين قمعي، ويشرح موقف الإسلام من حرية الفكر والاعتقاد، مشيرًا إلى النصوص القرآنية التى تنص على عدم الإكراه فى الدين، وأخيرًا، يناقش الكتاب تعاليم الإسلام بوجه عام، ويرد على محاولات تشويه مفاهيم مثل الجهاد، الحدود، والعقوبات الشرعية، مبينًا أنها جزء من منظومة عدلية متكاملة تضمن تحقيق العدل والاستقرار فى المجتمع. تميز د. زقزوق فى كتابه بمنهجية علمية دقيقة، حيث اعتمد على طرح كل شبهة فى صيغة سؤال واضح، ثم شرع فى الرد عليها بالمنقول والمعقول، مستخدمًا الأدلة القرآنية والحديثية، إضافة إلى التحليل المنطقى الذى يكشف ضعف الحجة وبطلانها. واستفاد المؤلف من ثقافته الواسعة وإلمامه باللغات المختلفة فى الاطلاع على كتابات المستشرقين، فاستشهد بأقوالهم حين تكون منصفة، وفند افتراءاتهم حين تتسم بالتحامل أو التشويه المتعمد.