أتذكر بداية ونهاية قصيدة صلاح جاهين يوم مجزرة المدرسة: «الدرس انتهى.. لموا الكراريس».. ومن أجل ذلك خلوا السلاح صاحى! الأحد: السلام خيار استراتيجى لأى شعب صاحب حضارة تضرب جذوره فى الأرض، والحرب ضرورة عندما يحاول أحد أن يمس بسوء تلك الأرض وتلك الجذور، والسلام قيمة لا يدركها إلا من عانى قسوة وشرور كل تلك الحروب. أتابع مقهوراً ما يفعله الاحتلال الإسرائيلى بالشعب الفلسطينى الأعزل، وأحاول أن أفهم الموقف الأمريكى الذى يجعل ذلك البلد شريكاً لإسرائيل فى كل جرائمها الدولية ضد الإنسانية، عندما أتذكر القنبلتين النوويتين اللتين ألقتهما على هيروشيما ونجازاكى، وأسترجع كيف قامت أمريكا على أشلاء السكان الأصليين، وامتدت مساحتها بشراء الولايات، وأجد أنها أفضل شريك لبلد مثل إسرائيل جاء إلى الحياة بنفس الطريقة الدموية الإجرامية، أتذكر مجزرة «مدرسة بحر البقر» أيام حرب الاستنزاف، التى تحل ذكراها الخامسة والخمسين فى 8 أبريل المقبل، أتذكر مبادرة السلام لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات، أتذكر اغتياله، أتذكر اغتيال رابين، أتذكر صعود نتنياهو وطالبان والقاعدة وداعش، أتذكر بداية ونهاية قصيدة صلاح جاهين يوم مجزرة المدرسة: «الدرس انتهى.. لموا الكراريس».. ومن أجل ذلك خلوا السلاح صاحى مستعداً لمواجهة الغدر والغادرين! نصب تذكارى لضحايا محارق غزة ! الإثنين: لا أستطيع هنا أن أصف لكم وجع قلبى من الحصاد المر للمجازر الاسرائيلية فى غزة، ووفقاً للأرقام الرسمية لوزارة الصحة، فلدينا أكثر من 100ألف شهيد منذ بداية النكبة، منهم 49 ألف شهيد، و112ألف مصاب فى الحرب الأخيرة فى غزة، بخلاف الضحايا الذين مازالوا تحت الأنقاض والركام، وهو رقم كبير وغير مسبوق منذ بدأت نكبة فلسطين فى عام 1947م، التى بدأت بأكبر عملية تطهير عرقى فى التاريخ المعاصر، وتم فيها تهجير وطرد أكثر من 800 ألف فلسطينى من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطينى، وتنفيذ 70 مجزرة أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطينى، بخلاف تهجير أكثر من 200 ألف فلسطينى بعد نكسة 1967، وتذكرت هنا زيارتى قبل عدة سنوات لموقع النصب التذكارى لضحايا الهولوكوست اليهود فى العاصمة الألمانية برلين، وقلت لنفسي: ولماذا لا تبادر الجاليات والشعوب المحبة للسلام المتعاطفة مع المأساة الفلسطينية، بإقامة نصب تذكارى فى كل عواصم العالم لتخليد ذكرى ضحايا الاحتلال الصهيونى؟، وأتمنى لو تم إعلان مسابقات عالمية لتصميمها بما يناسب كل بلد، أرجوكم أقيموا النصب تذكارية، فهى أكبر تأكيد بأن العالم لديه ضمير، وعنده إنسانية، وتذكرة لمن يخشى. إنها معطوفة على منصوب ! الأربعاء: احتفلنا الشهر الماضى بمرور خمس سنوات على إطلاق القناة التليفزيونية «مصر قرآن كريم»، وأعتبرها من أهم الإنجازات الإعلامية خلال السنوات العشر الماضية، لأنها أول قناة مصرية متخصصة فى بث إبداعات القراء المصريين، ملوك دولة التلاوة فى العالم كله، تجويداً وترتيلاً، وبالمناسبة لقد كان للمصريين مساهمات جليلة فى خدمة كتاب الله، ليس فقط بأنهم رتلوه وجودوه بأحسن وأتم ما يكون من الالتزام، والجمال الربانى للأصوات، وقد لا يعرف البعض أن الإمام ورش، صاحب إحدى الروايات المتواترة للقرآن الكريم، عالم مصرى ولد ومات على أرضها، وقد كان بياض لونه وشعره الأشقر وعيناه الزرقاوان وحلاوة صوته سبب إطلاق اسم ورش عليه، نسبة إلى طائر الورشان، وكانت قراءته هى السائدة فى مصر حتى دخول العثمانيين، فتم استبدالها بقراءة حفص، وهى منتشرة حالياً فى شمال وغرب إفريقيا. نعود لموضوعنا، وهو قناة «مصر قرآن كريم»، وأتمنى تطوير خدماتها بحيث تعرض مع القراءات معلومات عن توقيتها ومناسبتها ومكانها، وحبذا لو تم نقل قراءات حية فى يوم محدد خصيصاً للقناة، وبرامج أخرى وثائقية عن دولة التلاوة المصرية، والأهم تصحيح الخطأ النحوى المصاحب لدعاء الشيخ الشعراوى الذى يتم إذاعته عقب كل أذان على مدار اليوم، وبالتحديد فى «الدرجة الرفيعة»، فالنص المكتوب يجعلها «مكسورة» فاقعة للعيون، رغم أنها «معطوفة على منصوب»، وكنت أتمنى لو التزم النص كلام الشيخ الشعراوى.. وجل من لا يسهو. اعتذار ل «حميده».. عمره 30 سنة ! الخميس: الموسم الدرامى لشهر رمضان عادى، ولا يحمل جديداً، نفس الحدوتة وبأشكال مختلفة، من «ملوك الجدعنة» إلى «سيد الناس»، لا يوجد فرق، ومن «سيد الناس» ل «حكيم باشا» نفس حدوتة البطل المغوار، ومن «حكيم» إلى مسلسل المعلم فى رمضان الماضى نفس التيمة ونفس الأبطال، أو بمعنى أصح نفس «الشلة الدرامية»، ووسط هذه السحب السوداء ظهرت نجوم المسلسل الرومانسى، وأشرق مسلسل «ولاد الشمس»، وأعتبره أفضل مسلسل درامى فى رمضان، وتحية لكل طاقم العمل المؤلف مهاب طارق والمخرج شادى عبد السلام، وكل فريق الممثلين خاصة الممثل الموهوب الجميل مينا أبو الدهب، أما أكبر سلام وتحية واحترام فهى للممثل العبقرى محمود حميدة، الرجل لم يكن يمثل، بل كان يعزف بأحاسيس تلقائية كل نبضة وكل دقة قلب وكل نفس فى الشخصية المركبة التى أداها، تذكرت وأنا أشاهده موقفاً حدث قبل 35 سنة على الأقل، فقد كنت أستأذن الأستاذ كرم مدير مكتب الأستاذ مصطفى أمين رحمهما الله فى الدخول، وقال لي: انتظر، لأن عنده الأستاذ محمود حميدة، ولم أكن مقتنعاً به، فقلت ما قلته رغم إشارات الأستاذ كرم لى بأن أفرمل الكلام، ولم يجد مفراً من أن يقدم لى شخصاً يجلس بعيداً عنه بأنه سائق الأستاذ محمود حميدة، ومرت الأيام بعدها، وفى كل يوم يؤكد لنا أنه ممثل عظيم وثقيل ومحترم وشخصية محترمة لها قيمة، ولا أجد أفضل من ذلك السياق، لأقدم له اعتذاراً قد تأخر لسنوات عديدة!.. ما هو أحلى من الشرف! السبت: تعود السيدة من عملها عندما ينطلق أذان الفجر، ويشق صوت المؤذن طبقات السماء، تخلع ملابسها وتتوضأ وتغسل وجهها من طبقات الماكياج، وتقول لزوجها بدلع: «تعبت رقص النهارده، والحمدلله ربنا كرمنا بكباريه جديد ومزايا أكثر»، ينتهى الزوج من الصلاة، ويقول لها: «مش هقدر أقعد معاك، لازم أنزل الشغل ومفيش وقت، لو طلع النهار مش هينفع أنزل، ربنا يسترها علينا وادعيلى يا أجدع رقاصة أرجع مجبور وميحوجناش لمخلوق»، تؤدى الزوجة ركعتى الصبح، وتغرق فى النوم، تستيقظ فجأة على صوت حركة بجانبها لتجد زوجها قد عاد، لكنه كان عصبياً على غير المعتاد، تحاول تهدئته وتسأله عما عكنن عليه يوم عمله، وخابت كل توقعاتها، وأصابتها الدهشة عندما قال لها زوجها إن ربنا فتحها عليه بفيلا لقطة، قام بتنظيفها من كل ما فيها من مال ومصوغات، ولكن زميله أخفى بعض المشغولات الذهبية فى ملابسه، ويصرخ فيها: «يسرقنى ولا يخاف ربنا ولا يحترم العشرة والعيش والملح».. تحاول السيدة تهدئة زوجها: «ربنا يعوض عليك وتنزل تشتغل لوحدك، ده إنت إيدك تتلف فى حرير»، يرد عليها: «أنا لم أغضب من نقص الغلة فى الطلعة، أنا زعلان لأنه يشك فى إنى سرقته فى طلعة الأسبوع إللى فات»، تغضب الزوجة، وتنهال بالدعاء على الحرامى زميل زوجها الحرامى، تمسك بالموبايل، وتفتح الفيس بوك، وتكتب أول بوست لها فى هذا اليوم، «حسبنا الله فيمن آذانا.. حسبنا الله فيمن سرقنا، وخان عشرتنا.........»، وكما قال توفيق الدقن: «أحلى من الشرف مفيش»!.. كلام توك توك: لو كنت ناسى.. أفكرك! إليها: أحبك يا من تتبسم لها الملائكة.