العنوان مشتق من مسلسل تركى شهير، يحكى قصة زينب (فخرية أوجن) تعيش حياة سعيدة وهنية، لكن مع قدوم الربيع تتبدل حياتها، ربيعها صار كابوسا عندما تهب رياح الماضى عاصفة، ما يؤذن بانهيار لحياتها. هكذا السعادة لا تدوم طويلا، وكذا الربيع لا يدوم مديدا، أيام الربيع معدودة، ويدهمه الصيف بهجيره، لكنها أيام كافية لتفتح الورود فى الخدود. تخيل الأخوين رحبانى (عاصى ومنصور) تجاهلا الربيع تماما، ودليلى كلمات أغنية «حبيتك بالصيف» بصوت جارة القمر «فيروز»، أوقفا حبهما على الصيف وقرينه الشتاء، ولم يذكرا الربيع «حبيتك بالصيف.. حبيتك بالشتى نطرتك بالصيف.. نطرتك بالشتي.. وعيونك الصيف.. وعيونى الشتى .. ملقانا يا حبيبي».. وكأنهما متنبئان، خبيران بالأحوال المناخية، درجات الحرارة المسجلة طوال شهر مارس الجاري، لا تشى بربيع وردي، لا يهم ، الربيع الذى حل رسميا يوم الخميس الماضى (20 مارس 2025 )، دون أن ندري، يستمر هكذا منسيا لمدة (92 يوما و17 ساعة و35 دقيقة). عاجلا، سندخل مرحلة الربيع البارد، اسمه (ربيع) ولكنه فيه من برودة الشتاء (لسعة محببة)، ثمة علاقة بين بداية الربيع فلكيا وارتفاع درجات الحرارة، فارتفاع درجات الحرارة مرتهن بعوامل مناخية معتمدة ليس بينها أغنية «الأخوين رحبانى». الثابت أن هناك تغيرا مناخيا لافتا، يضع الخريف فى قلب الصيف، ويضع الربيع فى قلب الشتاء، هرمنا على قاعدة مناخية، فى وصف الحالة المناخية المصرية تقول: «حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاء»، يقينًا باتت ماضيًا، وبالأحرى اختصار مخل لطقس مختل، قاعدة أطاحها شتاء هذا العام. ترك لنا العم «مأمون الشناوى» تعزية ربيعية، أغنية (الربيع) بصوت طيب الذكر «فريد الأطرش»، تذكرنا بما قد نسينا، بالربيع الذى شاهت ملامحه بين صقيع الشتاء وهجير الصيف. صدر لنا «أبو قلب أخضر» صورة قلمية مخملية عمرت طويلا، ورسمت الربيع فى أعيننا، العم مأمون كان فى قلبه ربيعا دائما. يقولها طيب الذكر مبتهجا مشقشقا كالعصفور ينفض عن ريشه ندفة ثلج عالقة من الشتاء القارس، يرفع رأسه ليرى الكون بديعا، فينادى حبيبه: «آدى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره / وفين حبيبى اللى رمانى من جنة الحب لناره». وفق منطوق العم مأمون، حتمًا ولابد من وصف جديد لمناخ مصر، مستوجب رسم خريطة مناخية جديدة لمصر، لسنا استثناء، ويستوجب أن نذهب سريعًا إلى قراءة جديدة لمؤشرات المناخ المصرى خلال العقد الأخير. هذا ليس تفكها، من قبيل الأمن القومى، الذى يرتهن بالأمن الغذائى، وارجو ألا يستنيم خبراء الأرصاد طويلا على قاعدة حار جاف صيفًا.. لا يودون المساس بها وكأنها من الثوابت المرعية، مع أن العالم بأسره يغير قواعده المناخية.. ويغنى حبيتك بالصيف.. حبيتك بالشتي.