عندما تكتب عن الأم تشعر أنك لأول مرة تمسك يدك قلمًا، تتوه الكلمات وتعجز العبارات عن وصف ما بداخلك تجاه أمك، تتبادر الأسئلة إلى ذهنك، أي كلمات هذه توفي معنى الحنان الذي لا ينضب، الحب غير المشروط، العطاء بلا مقابل، الدعاء الذي ينجي، الحضن الذي يحيي، العمود الفقري الذي يجعل حياتنا مستقيمة، كل هذه المشاعر وأكثر لن تجدها إلا في الأم. تذكر حياتك منذ بدايتها تذكر أول نظرة لك في الدنيا، لن تجد سوى أمك وانت لا حول لك ولا قوة. في حياتي مع أمي لحظات وأوقات أعيش الآن على ذكراها، أتذكر خوفها، والسهر على راحتي عندما أشعر بالمرض، أتذكر مواقفها معي منذ نعومة أظافري مرورًا بمراحل تعليمي المليئة بالنصائح والمواقف والحكايات والأزمات التي تحتاج لكتب لتروى بها، أتذكر أمي وأنا البنت الريفية التي تتمرد على الواقع وتريد إثبات نفسها بالسفر إلى العاصمة للعمل في مجال غريب على بنات الريف، وقتها أتذكر إيمانها وثقتها بأن هذه البنت تستطيع تحقيق حلمها وهي محافظة على عاداتها وتقاليدها، أتذكر دعمها المادي والمعنوي و تشجيعها المتواصل وعدم الالتفات للمحبطين، أتذكر فرحتها بنجاحي في مجالي وفخرها واعتزازها بابنتها. من غير أمي تتحمل متاعبي، وبعدها متاعب أولادي، من غير أمي تتحمل معي مواجهات وصعوبات حياتية لاستكمال التعليم العالي الذي كنت أتمنى أن تجني أمي معي ثماره لكن إرادة الله فوق كل شيئ. الأم لا تحتاج إلى يوم لنتذكرها فيه ونحتفل بها، فكل يوم أنت في حضن أمك عيد ، حافظوا على أمهاتهم تنعموا بأحضان آمنة لا تغدر ولا تخذل اغتنموا بابًا مفتوحا من الجنة أمامكم، هي لا تريد الهدايا، كل ما تحتاجه إحساس بأن جهدها وعمرها الذي أفنته في خدمة أبنائها لن يذهب سدى. رحم الله أمي وكل أم فقدها أبنائها وبارك في كل أم على قيد الحياة.