حذّر الصليب الأحمر من أن الكثير من المنشآت الطبية في قطاع غزة تعاني ضغطاً شديداً يفوق قدرتها بعد القصف الإسرائيلي الأخير للقطاع، بالتزامن مع تأكيد منظمة الصحة العالمية عن شح الأدوية. وقال الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، توماسو ديلا لونجا، اليوم الثلاثاء، إن "العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أكدوا أن العديد من المنشآت الصحية في أنحاء غزة تعاني ضغطاً شديداً يفوق قدراتها". وأضاف لونجا أن "هناك شحاً في المواد الغذائية والإمدادات والوقود، كما أن فرق الهلال الأحمر الفلسطيني تقيّم تأثير نقص الوقود على خدمات الإسعاف وقدرة المسعفين على الوصول إلى أولئك الذين يحتاجون إليهم". وأوضح أن المنشآت الصحية تعاني من ارتفاع عدد المرضى والضغط في ظل تراجع الإمدادات، مشيراً إلى أن هناك نقصاً حاداً في المعدات الطبية والأدوية في المستشفيات والعيادات، مما يزيد من صعوبة توفير العلاج الضروري لإنقاذ الأرواح. من جانبه، حذّر الناطق باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، من نفاد مخزونات الأدوية، قائلاً: "للأسف، بسبب هذا النقص في الأدوية، هناك خطر ألا يتمكن العاملون في قطاع الصحة من تقديم العلاج لمختلف الحالات المرضية، وليس للإصابات فحسب". وأكد ياساريفيتش أن العديد من الإمدادات تنفد، موضحاً أن لدى منظمة الصحة 16 شاحنة تنتظر عند الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع غزة، بينما يجري شراء المستلزمات الطبية الأساسية. وفي السياق ذاته، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأن فرقها استقبلت تدفقاً كبيراً من الجرحى في مستشفاها الميداني وعيادتها وفي مستشفى ناصر. وقال نائب المنسق الطبي للمنظمة، محمد أبو مغيصيب، في جنوبغزة: "إن أنواع الإصابات بالغة الصعوبة، بدءاً من بتر الأطراف وصولاً إلى حالات العظام المعقدة والحروق"، مضيفاً أن "المستشفيات غير قادرة على التعامل مع الوضع فيما يتعلق بالأعداد الكبيرة من الضحايا التي استقبلتها دفعة واحدة". ووصفت رئيسة قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، كلير نيكوليه، المتواجدة حالياً في غزة، الوضع بأنه "مرعب للغاية لمدة 20 دقيقة، في ظل سقوط القنابل في كل مكان".