«بعد صلاة التراويح.. انطلقت فى جولة سيراً على الأقدام والناس من حولى كالفراش المبثوث.. كل إلى وجهته».. شهر رمضان ! انطلقت إلى ميدان المشهد الحسينى بعد الانتهاء من صلاة التراويح التى أديناها فى مسجد سيدنا الإمام الحسين رضى الله عنه.. بالرغم من الزحام الشديد إلا أنه لا يمكن أن يمر علينا شهر رمضان المبارك دون أن أزور سيدنا.. عادة أقوم بها منذ سنوات طوال، لا أتذكر عددها، وأتمنى ألا تنقطع بإذن الله ما أحيانا الله.. أستمتع كثيراً بالتجول سيراً على الأقدام فى هذه المنطقة التاريخية القديمة.. ومن حولى الناس تنتشر كالفراش المبثوث فى تفرقهم وذهابهم ومجيئهم كل إلى وجهته!.. أعشق هذه الأجواء.. حيث يكتسب الحى رونقه الخاص فى ليالى رمضان، فتتحول الساحات إلى تجمعات عائلية وأماكن للسهر والسمر.. وسط أجواء مفعمة بالدفء والألفة.. ويُعد مسجد الإمام الحسين قبلة للزوار الذين يأتون للتبرك به، وأداء الصلوات فى أجواء روحانية فريدة.. .. أقترب من بائع المسابح الطاعن فى السن الذى يفترش الأرض عند مدخل زقاق خان الخليلى العتيق.. هذا الشيخ يركن إلى ذات المكان منذ عقود.. وقد اعتدت الشراء منه.. فأنا من هواة المسابح بكل أشكالها الطويلة الخشبية المجدولة بالخيط، والصغيرة الملضومة بالأحجار الكريمة.. أقف أنتقى منها بعناية.. واحدة وثانية ثم ثالثة إلى أن يكتمل العدد دستة كاملة!.. وأدلف إلى الشارع الأشهر فى مصر القديمة، حيث الدكاكين الصغيرة المرصوصة يميناً ويساراً، المليئة بالبضائع والسلع التذكارية، تماثيل فرعونية وأوراق بردى ومنتجات قطنية وحلى فضية ونحاسية.. مجرد السير فى هذا الشارع الطويل شبه المستقيم الذى يضيق قليلاً فقليلاً على مدى الشوف كلما استمررت فى المشي.. حتى إذا بلغت منتصفه عند مقهى نجيب محفوظ الشهير، كاتبنا الكبير أديب نوبل، أشعر بالنشوى والبهجة.. ثم ينعطف بك الشارع ويضيق أكثر فأكثر حتى تنفذ إلى مدخله الآخر عند شارع المعز.. وهو طريق - رغم تعرجه وتفرعه وانحناءاته - أحفظه عن ظهر قلب.. فقد اعتدت ارتياده منذ نعومة أظفاري!.. شارع المعز ! فى شارع المعز لدين الله الفاطمى تبدأ جولتى الحقيقية، فى واحد من أهم الوجهات الرمضانية فى القاهرة.. إذ يزداد سحره وبهاؤه مع حلول الشهر الكريم.. ويبدو كتحفة معمارية تجمع بين المساجد الأثرية بمآذنها المستديرة الفاطمية المميزة، والبيوت القديمة العريقة المشيدة وفق الطراز الإسلامي، والتى تتزين بالأنوار والزينة الرمضانية.. وخاصة الفوانيس.. فلا يمكن الحديث عن رمضان فى مصر دون ذكر الفوانيس.. التى تعدّ من أبرز الرموز الرمضانية.. ففى كل زاوية من القاهرة الفاطمية.. تجد باعة الفوانيس يعرضون تصاميمهم المتنوعة.. بدءًا من الفوانيس التقليدية المصنوعة من النحاس والزجاج الملون.. وصولًا إلى الفوانيس الصينية الحديثة التى تضيء وتغنى بألوان وأشكال مختلفة.. كما تنتشر الزينة القماشية، والمشربيات المزخرفة، التى تضفى على الأزقة طابعًا احتفاليًا يبهج القلوب.. هنا تشعر أنك حقاً فى مسرح مفتوح يعج بالحياة.. فتشهد عروضاً فنية متنوعة.. مثل فرق الإنشاد الدينى والمداحين الذين يملأون الأجواء بذكر الله والمدائح النبوية.. وفى كل ركن يلتقى الزوار على موائد السحور.. وتصدح الأناشيد الدينية من زوايا المساجد.. ويحتشد الناس لمشاهدة العروض الفنية، مثل التنورة والعروض الموسيقية التقليدية، التى تُضفى على الأجواء طابعًا روحانيًا مميزًا.. وسماع المنشدين وهم ينشدون أروع القصائد الصوفية.. هنا أكثر الأماكن استقطابًا للزوار خلال رمضان.. هنا تجد المقاهى القديمة مثل «مقهى أم كلثوم»، حيث يجتمع الناس لاحتساء الشاى بالنعناع أو القهوة والمشروبات الشرقية، مثل القرفة باللبن والسحلب، والاستمتاع بمشاهدة المداحين.. فى ليالى رائعة تستمر حتى مطلع الفجر!.. د. هدى يسى ! ممثل عن كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.. وكوكبة من السفراء والمثقفين والمفكرين والشخصيات العامة، وممثلو أكثر من 32 منظمة عربية وإقليمية ودولية، التقوا جميعاً على مائدة إفطار الوحدة الوطنية والتعاون الدولى فى حب مصر، تلبية لدعوة صديقتى العزيزة النابهة، وصاحبة الخبرة السياسية والاقتصادية الطويلة، سيدة الأعمال الدكتورة هدى يسى رئيس اتحاد المستثمرات العرب ورئيس جمعية سيدات الأعمال للتنمية.. كان اللقاء دافئاً رائعاً فى ظل الأجواء الرمضانية الاستثنائية.. وخاصة عندما أوضحت الدكتورة هدى والتى تم اختيارها مؤخراً ممثلاً لمصر فى مجموعة تحالف بريكس ألاينز الدولي، أن مصر دولة «مقر اتحاد المستثمرات العرب»، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يولى أهمية خاصة للاستثمار، التى أثبتها فعلياً برئاسة المجلس الأعلى للاستثمار.. وإصدار 22 قراراً لتيسير إجراءات الاستثمار ودعم المستثمر المحلى والأجنبى، ودعم دور القطاع الخاص وتسهيل الأعمال.. خاصة المرأة التى قال عنها فخامة الرئيس: «عظيمات مصر ضمير الوطن».. التليفزيون فى رمضان ! أهم ملحوظة إيجابية فى رأيى فى شاشة تليفزيون رمضان هذا العام هى قلة جرعة إعلانات «الشحاتة»، التى كانت تحاول إستعطاف المشاهد بكل الطرق والسبل، حتى لو أدّى ذلك إلى إيذاء النفس بمشاهد لطفل بريء يروى قصة مرضه، من أجل التبرع لصالح مستشفى أو جمعية خيرية.. مما أصبغ على الشاشة البهجة والفرحة المطلوبة فى الشهر الكريم.. وذلك باستثناء إعلان «ماما» الذى قدمته إحدى شركات الأجهزة الكهربائية الشهيرة.. فبقدر ما أدخل السعادة فى قلوبنا، بقدر ما تأثر به كل من فقد الأم الغالية.. أطال الله فى أعمار أمهاتنا، ورحم من رحلن عن عالمنا!.. لا أعرف لماذا لم أستسغ اسم مسلسل (وتقابل حبيب)، وذلك بالرغم من أنه فى رأيى من أفضل ما قدم السيناريست الحساس عمرو محمود يس.. أما النجمة «ياسمين عبدالعزيز» فقد أبدعت فى دور تراجيدى رومانسي، أخرجها من قالب الكوميديا الخفيفة التى أعتدنا عليها، لتسجل بحروف من نور اسمها بين النجمات الأكثر تألقاً وتنوعاً فى الأدوار بكل إتقان.. أما النجمة «أنوشكا» فقد لعبت دور السيدة القوية بجدارة منقطعة النظير.. والنجم «كريم فهمي» استطاع أيضاً أن يقنعنا بدور الفتى الرومانسى الحنون.. أما «خالد سليم» فلم أفهم لماذا حصر أداء دور الشر فى جحوظ عينيه بنظرة حادة طول الوقت، حتى مع من هم من المفترض أنه يحبهم فى المسلسل!.. أما حازم أو محمود يس (الحفيد) فيصعد السلم بثبات، بأداء مقبول وخفة ظل!.. استطاع المخرج المبدع محمد سامى أن يضع بصماته فى شهر رمضان عاماً بعد عام، ودخل السباق الرمضانى هذا العام بمسلسلين من تأليفه وإخراجه.. «إش إش» و»سيد الناس».. وبصرف النظر عن اللامعقول أو المبالغات التى نشهدها فى أعماله، وبصرف النظر عن قاموس الكلمات التى قد تخدش الحياء على لسان أبطاله، إلا أنه لا أحد يستطيع أن ينكر جرعة الإثارة والفن التى تجذبنا لمتابعة أعماله.. وإن كان يبالغ فى تقديم زوجته النجمة مى عمر، ففى رأيى أنها تستحق بأدائها المميز وموهبتها وقبولها على الشاشة!.. هشام ماجد نجم كوميدى فوق العادة.. مبروك أشغال شقة جداً.. أما عتاولة هذا العام «فالعتولة» تاهت منهم.. بصراحة كل المسلسل من بابه غير مفهوم!.. فى إيه وعايزين إيه!؟.. قصة مفتعلة، تغيب عنها الحبكة، وحتى أداء الممثلين متواضع جداً، اللهم إلا باسم السمرة الذى يضفى الإبتسامة فى بعض المشاهد!.. ولا أعرف ما الذى جرى للنجم أحمد السقا!..