أثارت حلقة «مدام سناء» أو بأدق حلقة إثبات النسب التي عرضت ضمن أحداث مسلسل «أشغال شاقة جدًا»، الذي يشارك في بطولته هشام ماجد وأسماء جلال ومصطفى غريب، ويعرض على أكثر من قناة في الشهر الكريم، غضب واستياء عدد كبير من المشاهدين داخل وخارج مصر، خاصة النساء، بسبب تعدي الحلقة للخطوط الحمراء الأخلاقية بشكل عام، وإساءتها للمرأة بشكل خاص، وهذا لما تضمنته الحلقة لظاهرة شاذة وهي تعدد علاقات الزوجة خارج نطاق الزواج. ورغم أن المسلسل يقع تحت تصنيف الكوميديا وأحداثه خيالية، إلا أنه أصاب المشاهدين بصدمة بسبب تلك الحلقة لما احتوته من ألفاظ وتفاصيل لا تناسب الأسرة المصرية ولا الاطفال الذين يتابعون المسلسل وبالتأكيد تسيئ للمرأة المصرية بشكل صادم. وهذا ما دفع المحامي أيمن محفوظ للتقدم بشكوى ضد صناع المسلسل. تفاصيل الشكوى ورأي المجلس القومي للمرأة وعلم النفس نعرضه في سطور هذا التحقيق. سيدة تعترف بإقامة علاقات غير شرعية لدرجة أنها لم تعد تتذكر أسماء شركائها مما أدى إلى إنجاب طفل مجهول النسب وتطلب من جهات العدالة مساعدتها فى معرفة الاب، هذا المشهد كان كفيلا بقلب الموازيين وإثارة الجدل على السوشيال ميديا خاصة أن هذا المشهد يرسخ فكرة إفلات المرأة من العقاب القانوني، وعلى أثر ذلك تقدم أيمن محفوظ المحامي بالنقض بشكوى رسمية للمجلس القومي للمرأة يتهم صناع المسلسل بتشويه سمعة وإهانة لصورة المرأة المصرية. مشهد رخيص فى البداية يقول المحامي أيمن محفوظ صاحب الشكوى: أصابتني الصدمة التي جعلتني غير مستوعب هذا المشهد المتدني؛ حيث تمثل فى سيدة تجلس فى مكتب رجل من رجال إنفاذ القانون تتحدث بمنتهى الجرأة التى وصلت «للبجاحة» تقول «إنها وقعت فى علاقات متعددة مع أغلب الرجال التى قابلتهم فى حياتها فى كل المهن وأقامت معهم علاقة آثمة، وعلق رجل إنفاذ القانون وقال إنها متزوجة وبالطبع كلنا نعلم أن قانون الاجراءات الجنائية المادة 3 تقول إن جريمة الزنا تتوقف على شكوى الزوج ولكن فى هذا المشهد لم يتقدم الزوج بشكوى فى بداية الامر وما زاد الطين بلة أن القائمين على المسلسل لم يتداركوا الامر فى المشاهد الأخرى، ورأينا أنه طالما زوجها لم يشتك تعمل ما يحلو لها، ولم ينته المشهد عند هذا الحد من التدني بل وصل الامر عندما وجه لها رجل إنفاذ القانون سؤالا محرجًا وهو،»كام راجل عرفتيه فى حياتك»؟! لتجيب بمنتهى الاسفاف وتذكر أسماء عشرات الرجال فى مختلف المهن وهنا تقع المصيبة الكبرى التي تقع فيها معظم القوانين التي قد تكون عاجزة ويد العدالة أيضا عن ملاحقة الناس التى ترتكب اخطاءً لمجرد أن هناك قوانين تحمي هذه الأخطاء، مثل حالة الزوج الذي لم يشتك فى واقعة الزنا فتعمل الزوجة الفاحشة علنا بل وتقول لسلطات إنفاذ القانون كما جسدها المشهد نحن نريد من الجهات الرسمية مساعدتنا فى معرفة ابن السفاح الذي يعيش فى أحشاء هذه السيدة المنحلة كما صورها لنا المشهد التمثيلي! هذا المشهد بالفعل هو إهانة صريحة وعلنية للرجل والمرأة المصرية معا؛ فهذه ليست صورة المرأة المصرية ولاهى صورة المجتمع الذي يريدون ان يصدروه لنا بأنه مجتمع منحل والاخطر من كل هذا أنه مادام يوجد قانون يتطلب شروط شكلية لمكافحة جريمة ما أو جريمة أخلاقية السلطات تساعدهم وعلى ضوء ذلك أيضا أن المعاملة لرجال إنفاذ القانون ومنهم الطب الشرعي لم تكن الصورة الملائمة لناس تخدمنا كثيرا وهم يحققون العدالة ومن هذا المنطلق وبسبب شدة خطورة هذه المشاهد تقدمت بشكوى رسمية للمجلس القومي للمرأة ضد إجرام هذه المشاهد الدرامية العلنية . والسؤال الذي يطرح نفسه أين دور الرقابة وأين الوقاية التي هى دور الرقابة؛أليست الوقاية خير من العلاج لماذا نشاهد هذا الاسفاف الأخلاقي وبعد ذلك نبدأ التحرك لمواجهة هذا العبث؟، لماذا لم تبتر الرقابة هذه المشاهد المسيئة والمشينة قبل عرضها واقحامها داخل البيوت المصرية فى شهر رمضان الكريم الذى من المفترض أنه شهر عبادات ونفحات دينية؟ من وجهة نظري الحسنة الوحيدة فى هذا الامر؛ أن هذه المشاهد المنحلة وجهتني لضرورة تغيير القوانين الخاصة بهذا الشأن وهذا ما طلبته فى البلاغ الرسمي، مثل القوانين الشكلية خاصة فى جرائم الزنا التي تتطلب تقدم شكوى الزوج أولا ويصل الامر أن تطلب السيدة الساقطة مساعدة العدالة فى معرفة أب لطفل مجهول النسب . وأضاف أيمن محفوظ المحامي: صحيح أن الفنان هشام ماجد قدم اعتذارًا زاعمًا فيه،»ان المسلسل فانتازيا ولا يحتوي على مشاهد عنصرية أو تمس أي شخص؛ لأنه يُقدم في إطار كوميدي، كما يتضمن فرضيات لمواقف تحدث في الواقع»، وأنا بقول انها جريمة درامية خاصة أنه يعرض على التلفزيون المصري الذي يوجد فى كل بيت وهذا من وجهة نظري احتلال للدراما فى بيوتنا . وأحب أن أوضح نقطة هامة؛ فهناك حجم رهيب من انتاج الدراما فى مصر لمسلسلات تعرض حاليا فى الموسم الرمضاني؛فالشركة المتحدة تعمل أعمالا عظيمة وإنتاج مهول يخربها بعض الاشخاص للاسف الذين فى رأيى لايحترمون المشاهد. محتوى إعلامى هادف ومن جانبها قالت سوزان قليني عضو المجلس القومي للمرأة ومسئول لجنة الاعلام بالمركز: «بالطبع هناك اطلاع من قبل المجلس على الأعمال الدرامية التى تعرض فى شهر رمضان والتي يدور حولها جدل واسع أو تحتوي على مشاهد بها اساءة لصورة المرأة المصرية ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، إلى جانب الصورة الذهنية عن نماذج المرأة وقضاياها المقدمة من خلال هذه الاعمال والابتعاد عن الصورة النمطية السلبية التي لاتعكس مكانة المرأة ودورها الفعال فى المجتمع، كما يحث المجلس على ضرورة الاهتمام بتقديم محتوى إعلامي هادف يعزز القيم الايجابية ويسهم فى بناء مجتمع متماسك يقدر دور المرأة ويحترم حقوقها، كما شدد المجلس على أن أي عمل فني لابد أن يكون فى المقام الاول هو توصيل رسالة إلى الجمهور والارتقاء بفكر وثقافة المشاهد ورفع الوعي بقضايا المجتمع وتسليط الضوء على النماذج البارزة، والمجلس يرفض تماما تدني أسلوب الحوار المستخدم فى الأعمال الدرامية واستخدام الالفاظ البذيئة والايحاءات الجنسية التي تمثل إهانة للمرأة . تأثيرها على المجتمع أما الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي يعلق قائلا: «المشاهد التي تحتوي على تشويه سمعة وصورة المرأة المصرية فى الاعمال الدرامية وتأثيرها على القيم المجتمعية فى منتهى الخطورة خاصة إذا كان محتوى العمل فى الاطار الكوميدي تأثيره يكون اخطر من الأعمال التراجيدي أو الاكشن وللاسف الشديد هذه المشاهد تؤثر بالسلب على أفراد العيلة الواحدة خاصة الشباب ممن هم فى سن المراهقة بتصدير صورة لهم بأن المرأة مجرد سلعة رخيصة وترسيخ هذه الفكرة فى عقلهم وبالتالي نرى بعد ذلك ارتفاع معدلات العنف والتفكك الاسري وانتشار البلطجة وجرائم أسرية تنتهك المرأة بشتى الطرق خاصة مع الإكثار من عرض مشاهد الإدمان وجرائم الاغتصاب وشرب الخمور والمخدرات بقصد افهام ضعاف النفوس أن ذلك الواقع من الممكن التأقلم معه وهذا ما يعمل على تدمير ثقافة العادات والتقاليد المنضبطة وتقبل كل ما هو فاحش؛ حيث حصرت الدراما المرأة إما أنثى لعوب تتمحور حياتها حول اغراء الرجال أو أنثى فشلت فى الحب والانجاب فلجأت للخيانة الزوجية وكلها مشاهد مسيئة تسهم فى ارتفاع جميع أنواع الهجر والطلاق والعنف الجسدي والنفسي . اقرأ أيضا: النائبة أمل سلامة: المرأة المصرية رمز العطاء والقوة منذ فجر التاريخ