هناك شخصيات تملك القدرة على التأثير، تحرك الساكن من حولها ليتحول إلى صوت مسموع، عندما يتصادف أن يتم اختيار مثل تلك الشخصيات لقيادة مواقع مهمة فى بلادنا نشعر بالفارق الذى يصنعونه. من هذه الشخصيات التى أتابع خطواتها بسعادة وفخر الدكتورة رانيا يحيى، الفنانة وعازفة الفلوت قبل كل شيء، عضو المجلس القومى للمرأة لسنوات عديدة، وعميدة معهد التذوق الفنى بأكاديمية الفنون. دكتورة رانيا تم اختيارها منذ سبعة أشهر مديرة للأكاديمية المصرية بروما من قبل الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، وهو اختيار صادف أهله فعلا. أصبحت أقرأ أخبارا عن فعاليات ثقافية وفنية تجرى هناك تعكس حالة نشاط وحراك ثقافى وفنى غير مسبوق. يحدث هذا من خلال دينامو فى العمل الثقافى تبحث عن الفكرة، وتركز فى إخراجها على خير وجه، هذا الدور تقوم به فى ظل ظروف صعبة، تسعى لاستخدام علاقاتها القوية التى كونتها على مدار العمر من أجل تقديم صورة مصر وثقافتها وإنجازها الحضارى للجمهور الإيطالى والأوروبى. تدرك جيدا رانيا يحيى أن هذا الدور مهم جدا، وهذا ما دفع الفنان راغب عياد فى الثلاثينيات من القرن الماضى أن يقنع الحكومة المصرية آنذاك بتأسيس أكاديمية مصرية للفنون والثقافة فى روما، كان وقتها مبعوثا للدراسة فى إيطاليا بمنحة من الأمير يوسف كمال. ولاحظ وقتها حرص العديد من الدول الأوروبية أن يكون لها مقر أكاديمى فى روما. تولى إدارة الأكاديمية على مدار تاريخها الذى يقترب من الخمسة وتسعين عاما شخصيات مرموقة، منها راغب عياد، الفنان فاروق حسنى، والفنان أشرف رضا وآخرون، لكن الدكتورة رانيا يحيى هى أول سيدة تتولى هذا المنصب المهم، ذا التأثير المحورى فى حوار الحضارات. أحدث فاعلية قدمتها الأكاديمية هذا الشهر، الذى تحتفل فيه مصر والعالم كله بأعياد المرأة كانت ندوة شارك فيها أساتذة الأدب العربى الإيطاليات حول دور المرأة المبدعة فى النهوض بوطنها، تحدثت فيها الدكتورة رانيا عن دعم القيادة السياسية فى مصر وعلى رأسها الرئيس السيسى لدور المرأة المصرية فى النهوض بالمجتمع، وقدمت بالأرقام ما يؤكد الدفع بالمرأة إلى مواقع صنع القراركذلك أقامت الأكاديمية أكثر من حفل موسيقى للاحتفال بأعياد المرأة. نعم؛ قوة مصر الناعمة بفنها وثقافتها وعلمها هى الناقل الرسمى والحصرى لرسالتنا وصوتنا وحضارتنا إلى العالم أجمع وكلما انتقينا سفراءنا فى الخارج بدقة، نجحنا فى التأثير وترك بصمة لا تمحى مهما مر الزمن.