رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، يُقبل الناس فيه على الطاعات والأعمال الصالحة طلبًا للأجر والثواب. ومع حلول منتصف رمضان، يجد المسلمون أنفسهم أمام فرصة لمراجعة ما أنجزوه فى النصف الأول، والاستعداد لمضاعفة الجهد فيما تبقى من الشهر. يمثل منتصف رمضان محطة هامة للمسلم لمراجعة النفس والوقوف على مدى التزامه بروحانية الشهر. فالبعض قد يبدأ رمضان بحماس كبير، لكنه قد يشعر بالخمول أو التراخى مع مرور الأيام. لذا، فإن هذه المرحلة تُعد فرصة ذهبية لإعادة شحن الروح والعودة بقوة إلى العبادة والتقرب إلى الله. رمضان ليس فقط صيامًا عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحية تعلّم الإنسان العديد من القيم، يعلمنا التقوى والإخلاص والصبر والتحمل والتضامن والتكافل الاجتماعى والإرادة والتحكم فى الشهوات مع دخول النصف الثانى من الشهر، يزداد الشوق إلى العشر الأواخر، التى تحمل فى طياتها أعظم ليالى العام، ليلة القدر، التى هى خير من ألف شهر. وهنا يجب على المسلم أن يشحذ همّته ويجتهد فى الطاعة، فأكثروا من قراءة القرآن والاستغفار. واعملوا على الاجتهاد فى الصلاة والقيام واسعوا إلى الإحسان إلى الناس وزيادة الصدقات ولا تنسوا التوجه بالدعاء إلى الله وخاصة فى العشر الأواخر. النصف من رمضان هو وقت للتأمل وإعادة ترتيب الأولويات، فلا يزال هناك متسع لتعويض التقصير وزيادة العمل الصالح. فمن أدرك قيمة هذا الشهر وعمل بجدٍ فيه، نال الخير الكثير وأدرك ليلة القدر التى هى منحة إلهية لا تقدر بثمن اللهمَّ إنِّى أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ. اللهمَّ إنِّى أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك. اللهمَّ إنِّى أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لى خيرًا.