كيف نفهم سلوك إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى الشعب الفلسطينى من أهل غزة الذين نسفت إسرائيل بيوتهم وقصفت مدارسهم ومستشفياتهم ومنعت المنظمات الدولية من ممارسة نشاطها داخل قطاع غزة. وبعد أن تمت صفقة تبادل الأسرى قامت إسرائيل بإغلاق المعابر والتهديد بنسف أى معونات أو مساعدات إنسانية مقدمة إلى أهل غزة، وتلك جريمة إبادة جماعية تتم تحت سمع وبصر العالم الذى يزعم أنه يدافع عن حقوق الإنسان وهو يعلم أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وقد دفع فى الحرب على غزة أكثر من 60 ألف شهيد ولم يتزحزح عن مكانه، كما أنه لا يمكن لأى حكومة عربية أن تفتح حدودها وأن تسمح بإقامة الفلسطينيين بشكل توطين فى بلادها، إذ أن هناك قرارا نافذا من الجامعة العربية يرفض ويمنع أى دولة عربية من إعطاء جنسيتها إلى فلسطينى وذلك حفاظا على الهوية الفلسطينية من أن تذوب فى المحيط العربي. سلوك الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أقل ما يقال فيه إنه جوهر العقلية الصهيونية المعادية والمعتدية والعدوانية التى تنفث سُما وتتنفس نارا حولها ولا تعرف للسلام طريقا ولا مذهبا، وها هو فريق نتنياهو ينفخ فى الجمر كى تشتعل المنطقة مرة أخرى لأنه يدفع الحوثيين لتنفيذ تهديداتهم بضرب السفن العابرة من باب المندب والمتوجهة إلى إسرائيل وفى استئناف الضرب خسارة مؤكدة تعود على الاقتصاد العالمى وعلى الاقتصاد المصري نتيجة لتأثر قناة السويس وانخفاض أعداد السفن التى تعبرها. وفى سلوك إسرائيل أيضا ما سوف يؤدى إلى تحويل كل شاب فلسطينى إلى انتحارى وهو يرى أهله يموتون جوعا نتيجة للصلف والعناد الإسرائيلى ومن ورائه الدعم الأمريكى المفتوح. أصبح واضحا أمام الجميع من الذي يدق طبول الحرب، ومن الذى يدوس على حقوق البشر ومن الذى يمارس التطهير العرقى والاضطهاد البشع الذى يعيدنا إلى العصور الوسطى المظلمة، حينما كان الإنسان يتحول إلى وقود للنعرات العنصرية. إن رئيس الوزراء نتنياهو يلعب بالنار وأن الحصار غير الإنساني الذي يفرضه على أشقائنا الفلسطينين من شأنه أن يؤثر على الاعتدال العربي وأن يقطع الطريق على أى حلول سلمية وأن يفتح الباب لكل الاحتمالات.