هل ثمة علاقة بين نصر العاشر من رمضان، وتدبر كتاب الله المنظور أى الكون؟ الإجابة نعم واثقة مطمئنة، دون إضفاء ما لا يجب عند تفسير ما ذهبت إليه، فالعقل الذى خطط لانجاز النصر، كان واعيا بعلم الأكوان، والقوانين الكونية، خلال المنهج العلمى الذى التزمه فى كل مراحل التخطيط.. كيف؟ سرعة الرياح، وسرعة التيار فى القناة، وحركة المد والجذر، واختلاف مستوياتها على طول المجري، واتجاه الشمس ومتى تتعامد على أبصار الأبطال،...،...، وغيرها من الحقائق الكونية المحكومة بقوانين لابد من التعامل العلمى معها، وتطويعها من أجل الانتفاع بها، واستثمارها بدلا من أن تمثل عوائق تحول دون اتمام الهدف الاستراتيجى المحدد من العبور، تمهيدا لتحرير الأرض، واستعادة الكرامة. من أطلقوا صيحة الله أكبر، ورددوها فى كل مراحل العبور، والمعارك التى خاضوها، وبعضهم أصر على استمرار الصوم، وحرص على اقامة صلاة الحرب، كان لهم قادة وعلماء فى تخصصات مختلفة لم يكفوا لحظة أثناء الإعداد للحرب عن كيفية تذليل أى عقبة طبيعية فى مسرح العمليات. الكتاب المسطور، أى القرآن الكريم، وعد المدافعين عن الأرض والعرض بالنصر، إذا أخذوا بأسبابه، وأعدوا ما استطاعوا من القوة اللازمة لضمان تحقيق النصر، ولم تكن قراءة الكتاب المفتوح أى الكون بعيدة بأى حال عن ذلك الأمر، فى ظل اتساع زوايا الرؤية. يقول تعالي: «وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الأرض جميعا منه إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون». إذن الخالق العظيم قد سخر، فإن على المخلوق ان يبحث ويدرس ليحوز معرفة القوانين التى تمكنه من خدمة أهدافه، ولا يكون ذلك إلا بالتفكير الذى يقوده إلى مبتغاه. قوانين علم الأكوان ينتفع بها الجميع، ولكن لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، والفارق يكمن فى كيفية إدراك العقل، فحين يعدد سبحانه نعمه فى قوله: «ان فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار» وصولا لقوله: وتصريف الرياح والسحاب المسخربين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون، فإن فى ذلك اخبار بضرورة ادراك أسرارها بالعقل لاستثمارها وتوظيفها على نحو يلائم مايرنو إليه الإنسان. ويبقى النظر فى كتاب الكون واجب مستمر.