بنى سويف - عويس الطحاوى شهد طريق السادات جريمة قتل بشعة أمام أهالى المنطقة، حيث خرج صاحب المحل يطالب بحقه، فعاد محمولًا على الأكتاف. لحظات معدودة كانت كافية لتحويل ليلة هادئة إلى مأساة لن تُمحى من ذاكرة أهل المنطقة. الرجل الذي لم يقرأ حرفًا لكنه قرأ الناس جيدًا، محمود.ا، صاحب محل الإطارات والبطاريات، لم يكن رجل أعمال عادي، كان شابًا مكافحًا، لا يجيد القراءة والكتابة، لكنه كان يعرف كيف يتعامل مع الناس، منحه القدر ذكاءً تجاريًا فطريًا، ووهبه قلبًا يسع الجميع، اعتاد أن يقف أمام محله مرحّبًا بكل زبائنه، يعاملهم بلطف، يعطي المحتاجين بالأجل، ويساعد الصغار في بناء تجارتهم، كان يوم الجمعة مقدسًا عنده، ليس للراحة فقط، بل لأخذ أطفاله في فسحة، فهو الرجل الذي لم يشغله الكدح عن دوره كأب. لم يكن يعلم أن كرمه سيكلفه حياته، وأن ثقته بالبشر ستكون السطر الأخير في حكايته، مساء يوم جاءه زبون قديم، عامل بورشة إصلاح إطارات منطقة البشرى، يطلب بضاعة جديدة، لم يكن الأمر جديدًا، فهو كان يتعامل بالأجل، لكنه هذه المرة طلب سداد المتأخرات، تحول الحديث إلى مشادة، احتد النقاش، وارتفعت الأصوات، لم يرق للمدين أن يُطلب منه سداد ما عليه، فانسحب إلى سيارته، وكأن شيئًا بداخله قرر إنهاء الأمر بطريقته. لحظات قليلة، لم ينتبه لها أحد، حتى خرج الرجل حاملًا سلاحًا. لم يكن الأمر مجرد لحظة غضب، بل كان قرارًا بدم بارد، من مسافة قصيرة، صوب فوهة سلاح نارى نحو ظهر النناوي، وبينما كان الأخير يخطو نحو المحل، دوى صوت الرصاصة ليحيله جسدًا هامدًا، ممددًا على عتبة رزقه، يغرق في دمه. دماء بلا ثمن محمود النناوي رحل، لكنه ترك وراءه أسئلة مؤلمة، هل هانت الأرواح إلى هذا الحد؟ هل أصبح الاختلاف في الحساب سببًا كافيًا لإنهاء حياة إنسان؟ أين الرحمة؟ أين الأمان؟ في شارع السادات، عند باب ذلك المحل الذي شهد أعوامًا من العطاء، بقى أثر الدماء شاهدًا على جريمة نكراء، في زمن أصبح فيه الغدر أسرع من العدل، والرصاص أبلغ من الحوار . على الفور تم الاتصال بشرطة النجدة التى أخطرت اللواء أسامة جمعة مساعد وزير الداخلية لأمن بنى سويف الذى أمر بسرعة ضبط المتهم، وإحالته للنيابة العامة وكلف إدارة البحث الجنائي بالمديرية بضبط المتهم والسلاح المستخدم و تشكل فريق من ضباط البحث الجنائى والمساعدات الفنية بالمديرية وانتقل إلى مكان البلاغ العقيد مصطفى ابوعقرب مفتش المباحث والمقدم محمود فؤاد رئيس مباحث القسم ومعاونه النقيب أحمد ربيع وتبين لهم من التحريات الأولية أن المجنى عليه يدعى محمود.سفى العقد الثالث من العمر وشهرته محمود النناوى صاحب محل إطارات سيارات ومصاب بطلق نارى من الخلف أودى بحياته فى الحال، وبمراجعة كاميرات المراقبة تبين لهم أن سيارة كان تقف أمام المحل ودار نقاش بين المجنى عليه وقائدها أمام المحل واستقل قائدها سيارته وقبل أن ينطلق بها أخرج سلاحا ناريًا، كان بحوزته وصوبه نحوالمجنى عليه وأطلق منه طلقة أودت بحياته، على الفور توصل للسيارة والتعرف على قائدها، و استهدافه وإلقاء القبض عليه وتبين انه يدعى مؤمن.مفى العقد الثالث، من العمر ويقيم شارع البشرى ببنى سويف، وبسؤاله ومناقشته أمام اللواء أسامة جمعة، مساعد وزير الداخلية لأمن بنى سويف والعميد إبراهيم أبو دوم، رئيس المباحث الجنائية بالمديرية، اعترف بارتكاب الواقعة، والإرشاد عن مكان إخفاء السلاح المستخدم، تحرر محضر، وعرض على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات. اقرأ أيضا: مصرع 3 أشخاص من أسرة واحدة في حادث انقلاب سيارة ببني سويف