فى لقاء مثمر جمعنى مع رجل الأعمال البارز كمال حجاج، رئيس مجلس إدارة مجموعة «كمال حجاج» للصناعات الغذائية، أثيرت العديد من النقاط الجوهرية التى من شأنها أن تساهم فى تحقيق نقلة نوعية فى قطاع الصناعات الغذائية فى مصر، خاصة فيما يتعلق بتطوير منظومة الإنتاج والتعبئة والتغليف، ودعم القدرة التنافسية للمنتجات المصرية فى الأسواق. أحد أبرز الأفكار التى طُرحت خلال اللقاء كان إنشاء مصنع لإنتاج التيتر باك، وهو ما يُعد نقلة نوعية فى قطاع التعبئة والتغليف. وأوضح كمال حجاج أن هذا المشروع سيوفر حلولًا مبتكرة لحفظ المنتجات الغذائية، مما يعزز من جودتها ويمكّن الشركات المصرية من منافسة المنتجات العالمية، لا سيما فى الأسواق التصديرية. وأكد أن الاستثمار فى هذا المجال سيُسهم فى تقليل الاعتماد على الاستيراد، كما أنه سيفتح الباب أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة لاستخدام تقنيات تعبئة متطورة، وهو ما يعزز من قيمة المنتجات المصرية عالميًا. من بين القضايا المهمة التى نوقشت خلال اللقاء، كانت استراتيجية التوسع فى التصدير، حيث أكد حجاج أن السوق العالمى أصبح أكثر تطلبًا فيما يخص جودة المنتجات والتعبئة والتغليف. لذا، فإن تطوير منظومة التصنيع والتعبئة سيؤدى إلى زيادة الصادرات المصرية، خاصة فى أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا، التى تشهد طلبًا متزايدًا على المنتجات الغذائية المصرية. وأشار إلى أن مجموعته تسعى خلال الفترة المقبلة إلى فتح أسواق جديدة فى أوروبا وآسيا، مشددًا على أهمية تحسين سلاسل التوريد والاستثمار فى المراكز اللوجستية لضمان وصول المنتجات بجودة عالية وبأسعار مناسبة. تناول اللقاء أيضًا أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة فى عمليات الإنتاج، حيث أكد حجاج على ضرورة إدخال خطوط إنتاج أوتوماتيكية تسهم فى رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد من المواد الخام، مما ينعكس إيجابيًا على التكلفة النهائية للمنتجات. كما شدد على أهمية البحث والتطوير فى قطاع الصناعات الغذائية، مشيرًا إلى أن المستقبل يعتمد على ابتكار منتجات غذائية جديدة تلبى احتياجات المستهلكين وتواكب التغيرات فى أنماط الاستهلاك. خلال اللقاء، أبدى كمال حجاج تفاؤله بالإجراءات التى تتخذها الدولة لدعم القطاع الصناعي، مثل توفير التمويل للمشروعات الصناعية، وتطوير البنية التحتية اللوجستية، إلى جانب تسهيل إجراءات التصدير. وأكد أن التعاون بين القطاع الخاص والحكومة ضرورى لضمان استمرارية تطور الصناعات الغذائية وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعى إقليمى. فى ختام اللقاء، شدد كمال حجاج على أن مصر تمتلك كل المقومات التى تؤهلها لتكون رائدة فى صناعة الأغذية عالميًا، لكن ذلك يتطلب المزيد من الاستثمار فى البنية التحتية، والتكنولوجيا، والتدريب، والتطوير المستمر. وأضاف أن مجموعته ستواصل العمل على تنفيذ مشاريع طموحة، مثل مصنع التيتر باك ومبادرات التوسع التصديري، مؤكدًا أن التعاون بين الشركات الصناعية والجهات الحكومية والمستثمرين هو المفتاح الحقيقى لتحقيق نهضة صناعية حقيقية. لقاء كمال حجاج لم يكن مجرد نقاش، بل كان نظرة استشرافية لمستقبل واعد لصناعة الأغذية المصرية، التى يبدو أنها على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتوسع العالمى.