اليوم، تنطلق بالقاهرة أعمال القمة العربية الطارئة بدعوة مصر، ونعلم جميعا الموقف المعقد والصعب الذى يحيط بمنطقتنا من كل حدب وصوب، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومخاطر تصفيتها نهائيا وتشريد الفلسطينيين، كما نعلم أن تجاربنا مع القمم العربية العادية والطارئة لعقود ليست على ما يرام، لكن قمة اليوم من أهم إن لم تكن أهم قمة بتاريخ العرب. وتكمن أهميتها فى أنها تنعقد فى لحظة فارقة بمسيرة بل ومصير أمتنا، ونجاحها كفيل بإعادة وإطلاق المجد العربى وكتابة مستقبل وتاريخ جديد لدولنا وشعوبنا، ولعل ما يبعث على الأمل بأن تكون قمة اليوم مختلفة تلبى طموحات العرب من قادتهم، بزوغ نهج عربى جديد بمواجهة حقيقية وليست بالكلام أو الشعارات لأخطر مخطط ليس للقضية الفلسطينية فقط، إنما بمحاولة إعادة تشكيل منطقتنا بما لا يحقق صالح دولنا وشعوبنا وتسليم قيادتها لسفاحين طماعين ماكرين، هذا الموقف القوى المتماسك عموده الفقرى مصر، ولحمته دول عربية قوية ومؤثرة. هذا الموقف العربى الطيب آتى أكلَه بتراجع الحديث الموتور عن ترحيل الفلسطينيين من غزة وتخفيف حدة الدعاية لهذا المخطط، ولعل الخروج بموقف عربى موحد وقوى وواقعى اليوم كفيل أولا بوأد المخطط الخبيث للأبد، ثم وضع العرب فى مكانة مستحقة بدائرة التأثير فى القرار الدولى خاصة ما يهم منطقتهم. إذن، فالحضور والتكاتف ودعم خطة مصر التى ينتظرها العالم بأسره أصبح فرض عين على جميع القادة العرب لصالح شعوبهم اولا ثم بعدها قضيتهم المحورية بفلسطين، فالوحدة والتماسك بداية تحقيق كل المصالح، كما ننتظر اللعب أو التلويح بأوراق ضغط عربية وما أكثرها، ونلعب سياسيا باستمالة دول كثيرة ومؤثرة لصفنا، والميل نحو قوى دولية أخرى لإحداث توازن مطلوب، فاللهم اجمع على الحق قادتنا ونور بصيرتهم.