يشارك قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم الثلاثاء المقبل، التي يرأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، من اجل الخروج بموقف عربي موحد يسهم في إيقاف التهجير واقرار عمليات التعمير، والسعي إلى حل الدولتين. وهذه القمة الطارئة شهدت تمهيدا عربيا من خلال الاجتماع غير الرسمي ( التشاوري ) بين دول الخليج ومصر والأردن، بهدف وضع التصور الأنسب لحل التحدي الاكبر للعرب وهو عملية التجبر من خلال اعادة التعمير. اقرأ أيضًا| 584.4 مليون دولار صادرات مصر لدول مجلس التعاون الخليجي نوفمبر 2024 وتعد هذه القمة هي رقم 13 في اجمالي القمم العربية الطارئة والثالثة فيما يتعلق بفلسطينوغزة، فقد سبق عقد قمة عمان 1987 في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية، والثانية كانت في القاهرة عام 2014 بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، والثالثة في القاهرة التي ستعقد الثلاثاء المقبل. تأتي القمة العربية الطارئة في ظل ما يشهده العالم العربي بأوضاعه الراهنة غير المستقرة والبائسة في بعض اجزائه ودوله وفقا لما ذكره الأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدي أمريكا الأسبق وشدد على ان قضية فلسطين تبقى جرحنا الدامي منذ عقود، وتستمر لأسباب منها ما فعلناه نحن ومنها ما هو مفعول بنا من قِبل الآخرين، لافتا إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي يبقى تحديا حقيقا للمستقبل العربي، واضاف كان هذا الصراع ولا يزال سببا في تعثر الكثير من المشاريع العربية ومشاريع دولية أخرى خلال ال60 عاما الماضية، وبدون حل عادل لهذا الصراع فلن تستقر هذه المنطقة. واعرب عن أمله ان ينصلح حال العالم العربي من خلال السلام والتضامن والتكامل والتنمية ويسير نحو التقدم والازدهار وتحقيق طموحات الشعوب، ومشاركا فاعلا في نظام عالمي يقوم على توازن المصالح وتحقيق الشرعية الدولية. فيما يرى الباحث السياسي العربي د. محمد غزيل أن القمة العربية الطارئة المقبلة في القاهرة تشكل حيّز استراتيجي لبحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية، وأهمية محورية في معالجة التحديات الجيوسياسية الحالية التي تواجه المنطقة ككل. ومع تصاعدالصراعات السياسية والعسكرية والأزمات الإنسانية، ستوفر هذه القمة منصة حاسمة لقادة العرب لتوحيد مواقفهم للخروج بموقف عربي «موحد وقوي» في مواجهة مخطط التهجير. كما تُعد هذه القمة رسالة عربية جماعية برفض مخططات تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة. واكد د محمد غزيل على انه من الضروري إعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية الفورية والسعي إلى حلول دبلوماسية للصراعات الجارية، بالإضافة إلى ذلك اهمية تعزيز التضامن الإقليمي العربي وتدابير الأمن الجماعي في المنطقة ككل. كما ينبغي أن تركّزالقرارات على إنشاء إطار استراتيجي للتعاون المستدام وليس حسب الضرورة،ولضمان السلام المستدام، وتعزيز الجهود المشتركة ضد التأثيرات الخارجيةالتي تهدد السيادة والاستقرار العربي. حيث يشكّل هذا التجمّع فرصة للعمل الجماعي والالتزام المتجدّد بالمرونة الإقليمية. اقرأ أيضًا| وزير البيئة السعودي: نتطلع للتعاون مع مصر في مجال تطوير البحيرات وشدد على القمة العربية وضع استراتيجية إعلامية عربية موحدة لتقديم الرؤية العربية الموحدة لوسائل الإعلام الدولية، ومخاطبة الرأي العام العالمي وحشده ضد فكرة التهجير، فضلًا عن جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني خاصة التي جرت في غزة. والتأكيد على ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين الهيئات الإعلام الرسمية بالدول العربية لصياغة خطاب موحد واستراتيجية موحدة متفق عليها تخاطب كافة شرائح الرأي العام الدوليلتوضيح طبيعة الصراع وخطورته على القيم والمبادئ الإنسانية. واضاف ان هذه القمة الطارئة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات كبيرة على المستويين السياسي والجيوسياسي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة الصادرة عن الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ففي هذه المرحلة خصيصاً نحتاج لموقف عربي موحد أمام دعوات تهجير الفلسطينيين، والتأكيد على رفض تصفية القضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية التي أقرتها الشرعية الدولية والقمم العربية، ومنها حقه في إنشاء دولته المستقلة. وقال: إن اجتماع لرياض غير الرسمي قد يلعب دوراً كبيراً في صياغة المناقشات والقرارات المحتملة في القمة العربية الطارئة بشأن القضية الفلسطينية والتحديات لإقليمية الأوسع نطاقاً. وستوفر مثل هذه الاجتماعات غير الرسمية منصةللحوار وبناء الإجماع بين القادة العرب، مما يسمح لهم بمعالجة القضايا الملحةفي بيئة أكثر مرونة. وإذا تمكن القادة من التواصل بشكل فعّال ومواءمة وجهات نظرهم بشأنالتحديات الرئيسية، بما في ذلك الوضع الفلسطيني، فقد يؤدي ذلك إلى مواقفأقوى وأكثر اتحاداً في القمة الرسمية. وبقدر خطورة الوضع القائم، قد يحتم على القادة لاتخاذ موقف وإجراءات حاسمة لتعزيز موقف عربي موحد يترددصداه مع توقعات شعوبنا العربية. وقال إن مستقبل المنطقة العربية، وخاصة في سياق التحديات والضغوط الأميركية،يمثل مشهدًا معقدًا يتأثر بعوامل مختلفة، بما في ذلك التحولات الجيوسياسية،والظروف الاقتصادية، والحركات الاجتماعية، والعلاقات الدولية. واضاف ان المنطقة العربية تواجه مستقبلاً يتميز بالفرص والتحديات، ويتشكل بشكل كبيرمن خلال كيفية استجابة الجهات الفاعلة الإقليمية للضغوط الخارجية، بما في ذلك تلك من الولاياتالمتحدة. وسوف يلعب التفاعل بين الديناميكيات المحليةوالعلاقات الدولية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية دوراً حاسماً في تحديدمسار المنطقة. وفي النهاية تتطلع الشعوب العربية والخليجية من القمة العربية الطارئة في القاهرة إلى قرار جماعي وكلمة موحدة عربيا تحمل الرفض للتهجير الفلسطيني والتأكيد على التعمير لعمليات الدمار والخراب التي خلفها العدوان الاسرائيلي على غزة، والتوصل إلى حل الدولتين وتحقيق السلام في المنطقة.