دخل الإسلامُ إلى زامبيا عن طريق التجار المسلمين الذين وصلوا من خلال الدول المجاورة التى لها سواحل وبها مسلمون، مثل: «أنجولا وموزمبيق وتنزانيا والكونغو الديمقراطية»، حيث كان يشترى التجار المسلمون الوافدون المُنتجات الزراعية من السكان الذين يعملون بالزراعة ويجلب هؤلاء التجار إلى زامبيا ما يحتاج إليه السكان من منتجات الدول الأخرى، سواء فى إفريقيا أو آسيا وكان من بينهم تجار عرب، خاصة من عمان واليمن، واستقر بعضهم فى زامبيا وتزوجوا من السكان الأصليين، وصاروا مواطنين واعتنق بعض السكان الأصليين الإسلام بسبب هؤلاء التجار. كما كانت هناك بعض الهجرات إلى زامبيا من القبائل المسلمة، من الصومال وكينيا، فضلًا عن استقدام الاحتلال البريطانى لعمال من الهند وباكستان للعمل فى مد خطوط السكك الحديدية فى وسط وجنوب القارة الإفريقية.. لا توجد إحصائية توضح عدد المسلمين فى زامبيا ذات الأغلبية المسيحية.. يمنح الدستور فى زامبيا المسلمين الحرية الدينية، فتُبنى المساجد والمدارس ويرفع الأذان، ويعيشون مع أصحاب الديانات الأخرى فى تآخٍ ومحبة.. ولديهم مؤسسات تهتم بالدين الحنيف والدعوة إليه، وأشهرها «الجمعية الإسلامية» التى تشرف على المساجد وشئون العاملين بها، ويوجد فى العاصمة لوساكا المركز الإسلامى وهو مؤسسة ضخمة ويقع على مساحة كبيرة؛ حيث يضم مدارسَ ومعهدًا للدعاة ومعهدًا حرفيًا صناعيًا وكلية جامعية، ويدرس به كثير من أبناء المسلمين. اقرأ أيضًا | مصر قبلة العرب والأزهر المرجعية الكبرى للمسلمين فى العالم يعرج الشيخ موسى سعيدى على العديد من القضايا وفى مقدمتها قضية الأمة «القضية الفلسطينية» مؤكدا أنها ليست قضية الفلسطينيين أو المسلمين وحدهم، ولكنها تهم العالم أجمع، خاصة أولئك الذين يؤمنون بالعدالة والحقوق الإنسانية للجميع. كما جاء فى القرآن الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ» (النساء: 135)، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «المسلمون إخوة، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا» (رواه البخارى ومسلم)، حيث يشير إلى أهمية التضامن والتعاون بين المسلمين. كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَثل المؤمنين فى تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه مسلم)، حيث يشير إلى أهمية التضامن والتعاون بين المسلمين فى مواجهة التحديات والصعوبات. اتحاد واجب يؤكد الشيخ سعيدى أن اتحاد المسلمين واجب وهو أمر إلهي، ويجب أن نعمل جاهدين لتحقيقه. كما جاء فى القرآن الكريم: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: 103)، وهو ما يوضح أهمية الوحدة والتعاون بين المسلمين. وينبه إلى أن المجتمعات المسلمة عانت من الخلافات المذهبية ودفعت ثمن التفرق واضحا ويمكن الحد من مخاطرها من خلال تعزيز الحوار والتفاهم فإذا كان هذا هو الحال بين الأديان والثقافات المختلفة فكيف بين أصحاب الدين الواحد، والقرآن الكريم يحث على ذلك: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» (الحجرات: 13)، حيث يشير إلى أهمية التعرف والتفاهم بين البشر. ويشير إلى أن الأزهر الشريف يلعب دورًا كبيرًا فى نشر مبادئ الحكمة والتعاون والتسامح بين الأديان والثقافات. كما تلعب أمانة دور الفتوى العالمية دورًا مهمًا فى تحقيق التشاور والتنسيق بين دور الفتوى فى العالم، وهذا يوفر القدوة والإرشاد والحكمة للأمة الإسلامية، من خلال توجيه المسلمين للوسطية والاعتدال فى الأمور الدينية، وضمان التعايش السلمى بين المسلمين وبين الأديان والثقافات الأخرى. هذا الدور يأتى من خلال الفتاوى والبيانات التى يصدرها الأزهر، والتى تهدف إلى توجيه المسلمين وتعليمهم قيم الإسلام الحقة، وتعزيز روح التسامح والتعايش السلمي. أحوال المسلمين فى بلدى، زامبيا، تعتبر جيدة بشكل عام. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التى تواجه المجتمع المسلم. يُعتقد أن الإسلام دخل زامبيا قبل المسيحية بمدة تزيد على 150 عامًا، من خلال التجار العرب فى المنطقة الشمالية، خاصة فى مبلونغو، ومنطقة الشرق. ومع ذلك، يحتاج هذا الموضوع إلى مزيد من البحث والتوثيق..علاقة زامبيا بمصر تعود إلى عهد الرئيس كينيث كاوندا، أول رئيس لزامبيا، والرئيس جمال عبد الناصر. كان للرئيسين دور كبير فى دعم حركات التحرير فى إفريقيا، بما فى ذلك قضية فلسطين. الرئيس كاوندا كان يؤمن بأن زامبيا لن تكون حرة إذا لم تكن الدول المجاورة حرة. لهذا السبب، كان يدعم حركات التحرير فى إفريقيا، بما فى ذلك حركة التحرير الفلسطينية. واليوم، تظل علاقة زامبيا بمصر قوية، مع تعاون فى مجالات التجارة والزراعة والرياضة، كما تظل قضية فلسطين من القضايا المهمة التى يؤمن بها شعب زامبيا. ويوضح أن تراثنا الإسلامى يحتوى على أسس وقيم التسامح والتعايش، والتى يمكن أن تكون مصدر إلهام فى واقعنا المعاصر. كما جاء فى القرآن الكريم: «وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ» (الصافات: 83)، حيث كان إبراهيم عليه السلام قدوة فى التسامح والتعايش. كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» (رواه مسلم)، وهذا يشير إلى أهمية التسامح والتعايش مع الآخرين. ويؤكد أن الشريعة الإسلامية أنصفت المرأة وأبرزت دورها وأعطتها حقوقها. كما جاء فى القرآن الكريم: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (البقرة: 228)، حيث يشير إلى المساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات وطلب العلم والعدالة فى الأمور كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». والإسلام حث المرأة على كل مجالات العلم. مواجهة الإلحاد والتشدد ويوضح أن مواجهة الإلحاد والتشدد تحتاج من علماء الدين والمؤسسات الدينية إلى تجديد وسائل الخطاب الإفتائى وتطويرها لنقد الخطابات الإلحادية. كما جاء فى القرآن الكريم: «وَإِذَا سَمِعُوا الَّذِى أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُم تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ» (المائدة: 83)، فالعلم والتعلم فى مواجهة الإلحاد والتشدد مهمان. ويشير إلى أن الذكاء الاصطناعى بدأ يدخل فى كل المجالات، ومنها الفتوى، فيمكن استخدامه فى الفتوى من خلال توفير المعلومات والبيانات اللازمة للعلماء والمؤسسات الدينية، ومع ذلك، يجب مراعاة المحاذير والضوابط اللازمة لضمان دقة وموثوقية المعلومات. كما جاء فى القرآن الكريم: «وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا» (النساء: 58)، يشير إلى أهمية العدل والموضوعية فى استخدامه. وعن مواجهة الإسلاموفوبيا يقول إن هناك قيما ومفاهيم مشتركة تؤسس للسلم الدولي، والتى يمكن أن تكون مصدر إلهام فى مواجهة الإسلاموفوبيا. كمبدأ العدالة كما جاء فى القرآن الكريم: «وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» (المائدة: 8) حيث يشير إلى أهمية الحق والصدق فى التعامل مع الآخرين. كما قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» (رواه البخارى)، لأهمية السلم والأمان فى التعامل مع الآخرين، وأود أن أقول إن الإسلام يؤكد أهمية العدالة والمساواة للجميع، ويجب أن نعمل جاهدين لتحقيق هذه القيم فى حياتنا اليومية.