عواصم - وكالات الأنباء: لم تمر ساعات على مؤتمر الحوار الوطنى فى دمشق وتشديد المشاركين فيه على وحدة التراب السورى وانطلاق مظاهرات فى السويداء رافضة لأى مخططات تعزل مدن الجنوب عن البلاد، حتى شن الاحتلال الإسرائيلى غارات جوية استهدفت مقرًا لفرقة عسكرية فى منطقة الكسوة جنوب غربى دمشق. وزعم جيش الاحتلال أن غاراته الجوية استهدفت مواقع عسكرية تحتوى على أسلحة فى جنوبسوريا، ليل أمس الأول الثلاثاء، فيما تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو بتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح. بدوره، أكد المرصد السورى لحقوق الإنسان استشهاد شخصين على الأقل جراء «أربع ضربات إسرائيلية استهدفت مقرًا لفرقة عسكرية فى منطقة الكسوة جنوب غربى دمشق». وطالت ضربات أخرى موقعين على الأقل فى محافظة درعا فى الجنوب السوري، أحدهما تل الحارة الاستراتيجى الذى يعد أعلى نقطة فى المحافظة ويشرف على مساحات واسعة من الجولان المتحل. كما تعرض موقع عسكرى فى بلدة ازرع لقصف إسرائيلي. ضربات الاحتلال جاءت بعد ساعات من خروج تظاهرات فى مدن سورية عدة تنديدًا بتصريحات لنتنياهو قال فيها إن بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوبدمشق. وانتهت جلسات مؤتمر الحوار الوطنى ببيان ختامى ندد بتصريحات نتنياهو «الاستفزازية» وأدان توغل الاحتلال فى الأراضى السورية. وأكد المجتمعون تمسّكهم بالحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها ورفض أى شكل من أشكال التجزئة والتقسيم أو التنازل عن أى جزء من أرض الوطن، مشددا على أهمية تحقيق العدالة الانتقالية وترسيخ قيم الحرية وحصر السلاح بيد الدولة. واعتبر المجتمعون فى البيان الختامى المكون من 18 بندًا تلته عضو اللجنة التحضيرية هدى الأتاسي، بحضور الشرع، «أى تشكيلات مسلحة خارج المؤسسات الرسمية جماعات خارجة عن القانون»، فى إشارة ضمنية إلى قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، وفصائل ومجموعات لا تزال تحتفظ بسلاحها منذ إطاحة الأسد. ودعا البيان إلى تشكيل لجنة دستورية لإعداد مسودة دستور دائم للبلاد، يحقق التوازن بين السلطات، ويرسخ قيم العدالة والحرية والمساواة، ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات. وأكد على ضمان حرية الرأى والتعبير ومشاركة كافة فئات المجتمع فى الحياة السياسية، ونبذ كافة أشكال العنف والتحريض والانتقام، إضافة إلى تحقيق العدالة الانتقالية، من خلال محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، وإصلاح المنظومة القضائية. وفى موازاة تأكيد المجتمعين «نبذ كافة أشكال التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب»، انتقدت الإدارة الذاتية الكردية تغييبها عن المؤتمر. وهو ما ردت عليه اللجنة التحضيرية للمؤتمر بأنه لن تتم دعوة أى كيانات أو تشكيلات عسكرية لا تزال تحتفظ بسلاحها. سياسيًا، أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى لدى لقائه الرئيس السورى أحمد الشرع فى عمان، أمس، وقوف الأردن إلى جانب السوريين فى إعادة بناء بلدهم عبر عملية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب، بما يضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها. وأشاد الملك عبدالله الثانى بمخرجات مؤتمر الحوار الوطنى السوري، مؤكدًا أنه خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري. وأشار إلى ضرورة التنسيق الوثيق بين البلدين فى مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات، مشددًا على أهمية عودة سوريا إلى دورها الفاعل فى محيطها العربي.