دعا مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة، فو كونج، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى فتح المزيد من الممرات الإنسانية على وجه السرعة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في ضوء استيلاء متمردي حركة 23 مارس على مدينة جوما واستمرار تدهور الوضع الأمني والإنساني؛ حيث امتد القتال حتى بوكافو. وفي تدوينة على حسابه الشخصي على منصة إكس، شدد فو كونج على الحاجة الملحة لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في مناطق النزاع، داعيا إلى فتح الممرات الإنسانية على الفور وإعادة فتح مطاري جوما وبوكافو وإعادة الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء بشكل كامل. كما أكد على الدور الحاسم لبعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية في حماية المدنيين وفقا لتفويض مجلس الأمن الدولي، مشددا على أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التدخل والعرقلة، كما يجب ضمان أمن البعثات الأجنبية والرعايا الأجانب والشركات الأجنبية بشكل كامل. ومنذ الاستيلاء على عدة مدن في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، تدهورت الأوضاع الإنسانية. ففي مدينتي جوما وبوكا فو، تواجه الأسر النازحة تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها اليومية، حيث لم تصل المساعدات الإنسانية إليها بسبب حظر فرضته حركة 23 مارس بعد سيطرتها على المنطقة. كما تفاقم الوضع إثر انتشار الأوبئة نتيجة تزايد أعداد الجثث في شوارع جوما. وتفاقمت الأزمة أيضا بسبب نهب مستودعات المساعدات الإنسانية في بوكافو وجوما، مما زاد من عرقلة المساعدات الإنسانية، وبالتالي شكل عائقا إضافيا أمام تقديم المساعدات الإنسانية. وتحِد هذه الظروف من قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة، مما يستدعي دعوة ملحة لاحترام الالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني. ◄ اقرأ أيضًا | سول jدعم مشروع القرار الأمريكي بشأن أوكرانيا لإنهاء الحرب وأعرب منسق الشؤون الإنسانية، برونو ليماركي، عن قلقه إزاء توسع وتكثيف المعارك التي يخوضها متمردو حركة 23 مارس في شرق البلاد، لافتا إلى أنه مع اقتراب القتال من مدينة أوفير، فإن هذا التوسع السريع والمستمر للنزاع يفرض ضغوطا كبيرة على السكان المدنيين، داعيا إلى إعادة فتح مطارات جوما وبوكافو بسرعة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وفي الوقت نفسه، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من الحاجة الملحة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية في أوفيرا حيث تعيق الاشتباكات حركة سيارات الإسعاف وتعرض المستشفيات للعنف. من جانبه، أدان برنامج الأغذية العالمي نهب مستودعاته في بوكافو، الأمر الذي يهدد بشكل خطير المساعدات الغذائية المخصصة للأسر الضعيفة. ودعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. وفي مواجهة هذه الأزمة، تكثّف الأممالمتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية دعوتها إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنب وقوع كارثة إنسانية كبرى. وفي الدورة الاستثنائية السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، دعت بينتو كيتا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى فتح مطار جوما حتى يتسنى إيصال المساعدات الإنسانية. وشددت المملكة المتحدة على ضرورة الاستجابة الإنسانية السريعة، مشيرا إلى أن ما يقرب من مليون شخص قد نزحوا بسبب الاشتباكات الأخيرة. ويشكل الوصول إلى الغذاء تحديا كبيرا للأسر النازحة؛ فوفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تعرضت جميع المحاصيل والمؤن تقريبا للنهب، مما يزيد الوضع خطورة بالنسبة للسكان المتضررين، لذا تعمل الأممالمتحدة، من خلال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وكتلة الحماية العالمية، على تكثيف الضغط على الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات الإنسانية وتعزيز حماية المدنيين.