بعد عامين من البحث والتنقيب، نجحت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع إدارة منجم السكري، في إحياء مدينة الذهب القديمة بجبل السكري جنوب غرب مرسى علم، هذا المشروع الطموح كشف عن معسكر أثري لأعمال التعدين يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، متضمناً بقايا مصنع لاستخلاص الذهب، وورش التعدين، ومساكن العمال، بالإضافة إلى كنوز أثرية من عصور مختلفة. ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم تقنيات التعدين القديمة، ودور الصحراء الشرقية كمركز للصناعات المعدنية عبر العصور. كما تضمن المشروع توثيق وتصوير العناصر الأثرية ونقلها إلى منطقة آمنة، إلى جانب إنشاء محاكاة للمعسكر الأثري وبناء مركز للزوار يروي قصة هذه المدينة المفقودة. span style="font-family:"Arial","sans-serif""اقرأ أيضا | اكتشاف لسانين ذهبيين في مومياوات مصرية قديمة تفاصيل الكشف : ** إحياء مدينة الذهب القديمة: كشف أثري جديد بجبل السكري في خطوة جديدة للحفاظ على التراث الأثري المصري، انتهت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع إدارة منجم السكري، من تنفيذ مشروع "إحياء مدينة الذهب القديمة" بجبل السكري، جنوب غرب مرسى علم، يهدف المشروع إلى توثيق وترميم ونقل العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها، وذلك بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة. وقد شملت الأعمال نقل الاكتشافات إلى منطقة آمنة تبعد ثلاثة كيلومترات عن الموقع الأصلي، خارج نطاق عمليات التعدين الحديثة، لضمان حمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة. أعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن سعادته بما تم الكشف عنه من آثار توضح أسرار تاريخ هذه المنطقة، مؤكداً على أن هذا المشروع يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على آثار وتراث مصر الحضاري بالتوازي مع تنفيذ خطة الدولة المصرية في تنمية المشروعات التنموية والاقتصادية. وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن بقايا معسكر لأعمال التعدين يرجع تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، به بقايا مصنع متكامل لاستخلاص الذهب من عروق المرو وتكسير وطحن وسحق حجر الكوارتز مرورا بأحواض التصفية والترسيب حتى مرحلة الصهر في الأفران الفخارية واستخلاص الذهب. كما تم الكشف عن بقايا عاصر معمارية لمنازل عمال المناجم والورش وأماكن التعدين ودور العبادة والمباني الإدارية والحمامات البطلمية، وبقايا عناصر معمارية من العصور الرومانية والإسلامية، بالإضافة إلى العثور على مجموعة من اللقى الأثرية منها 628 أوستراكا عليها كتابات بالخط الهيروغليفي والديموطيقي واللغة اليونانية. وعدد من العملات البرونزية من العصر البطلمي ومجموعة كبيرة من تماثيل التيراكوتا لأشكال آدمية وحيوانية من العصر اليوناني الروماني وتماثيل حجرية صغير الحجم بعضها غير مكتمل لباستت وحربوقراط وخمسة موائد قرابين من العصر البطلمي، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية مختلفة الأحجام والأشكال والاستخدامات فمنها للحياة اليومية والعطور والعقاقير والمباخر فضلا عن مجموعة من الخرز المشغول من الأحجار الكريمة وأدوات الزينة من الأصداف المشغولة. وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية هذا المشروع، بما ساهمه في فهم التقنية التي استخدمها المصري القديم لاستخلاص الذهب من الصخور، وفهم أفضل للحياة المجتمعية والدينية والاقتصادية لعمال المناجم بالمدن الصناعية بالصحراء الشرقية على مر العصور. ومن جانبه أشار محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار إلى إنه في إطار المشروع تم تصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة أخرى آمنة على بعد ثلاث كيلومتر شمال الموقع القديم وخارج مسار أعمال التعدين الحديثة التي تتم حالياً. كما تم عمل محاكاه لهذا المعسكر على مساحة ست أفدنة، وبناء مركز للزوار به شاشات عرض كبيرة تعرض مراحل أعمال المشروع وصور لما تم اكتشافه من تماثيل وأواني وغيرها من القطع الأثرية بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات التعريفية والمعلوماتية عن تاريخ المنطقة.