■ كتب: محمد علي سليمان في مشهد يجسد تلاقي الحضارات، أضاءت عروض مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون ساحة معبد أبو سمبل، حيث احتشد أكثر من 4 آلاف زائر من مختلف أنحاء العالم لمتابعة الاحتفالات الفريدة التي امتدت من المعبد إلى ساحة السوق، وسط تفاعل مدهش من أهالي المدينة، ووسط أعلام 14 دولة مشاركة، برز علم فلسطين شامخًا، حيث خطفت فرقة كنعان الفلسطسنية للفنون الشعبية الأنظار بأدائها المذهل، ما دفع الزائرين إلى التقاط الصور التذكارية معها، في دلالة رمزية على مكانة القضية الفلسطينية في قلوب الشعوب. أولت محافظة أسوان بالتعاون مع مديرية الأمن ووزارات الثقافة والسياحة والآثار والطيران المدني اهتمامًا بالغًا بتنظيم الحدث وتأمينه، وتم تجهيز ساحة الاحتفال ب شاشات عرض ضخمة لضمان متابعة واضحة للظاهرة الفلكية، إضافة إلى عربات جولف لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ما جعل الوصول إلى بهو المعبد أكثر سهولة. لم تتوقف العروض داخل المعبد فقط، بل امتدت إلى سوق أبو سمبل، حيث شهد مسرح السوق السياحي ليلة فنية استثنائية بحضور اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، المهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ اللواء محمد أبو الليل، مدير أمن أسوان، الفنان هشام عطوة، رئيس البيت الفني للمسرح ومخرج العرض، الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، محمود عبد الوهاب، مدير عام إقليم جنوب الصعيد الثقافي، إيمان حمدي، مدير عام المهرجانات، يوسف محمود، مدير عام فرع ثقافة أسوان إلى جانب عدد من قيادات المحافظة ووزارتي الثقافة والسياحة والآثار. ◄ اقرأ أيضًا | حين يلتقي الفلكلور بالحضارة.. مهرجان أسوان يشعل سحر أبو سمبل في ليلة تعامد الشمس انطلقت العروض بعزف السلام الوطني، أعقبه استعراضات ساحرة للفرق الأجنبية، حيث قدمت الهند والصين وصربيا وبولندا وبنما وليتوانيا عروضًا تعكس ملامح ثقافاتها الفريدة، بينما خطفت فرقة كنعان الفلسطينية الأنظار بتراثها الأصيل، أما الفرق المصرية، فقدمت لوحات نابضة بالحياة، من التنورة التراثية التي أبهرت الجمهور، إلى عروض بورسعيد ومطروح وأسوان وتوشكى، التي أبرزت غنى الموروث الثقافي المصري. مع بزوغ فجر السبت 22فبراير، اجتمع الجميع في لحظة مهيبة لمشاهدة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، حيث اخترقت الأشعة الذهبية قدس الأقداس، لتضيء تماثيل رع حور، آمون، ورمسيس في مشهد مذهل يؤكد عبقرية المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة. وبمشاركة 26 فرقة للفنون الشعبية، بينها 14 فرقة أجنبية وعربية و12 فرقة مصرية، توزعت العروض على 18 موقعًا ثقافيًا في أسوان، مقدمًا صورة حية لتراث الإنسانية المتنوع. في النهاية، لم يكن مهرجان أسوان الدولي مجرد احتفال، بل كان رسالة حضارية تؤكد أن مصر ستظل دائمًا مهد الفنون وملتقى الثقافات، حيث يتناغم الماضي مع الحاضر في أروع صورة.