"الإعلام الاقتصادي ليس مجرد أداة إخبارية، بل وسيلة محورية لدعم التنمية الاقتصادية".. هذا ما قاله الإعلامي والصحفي الاقتصادي إسماعيل حماد في حواره مع "أخبار النجوم" كما تحدث عن كثير من التفاصيل والأسرار في حياته المهنية.. وعن خطواته المقبلة بعد برنامج "استثمار وبنوك" الذي كان يقدمه على "إكسترا نيوز".. - في البداية، نريد التعرف عليك بشكل أعمق؟ صحفي وإعلامي متخصص في الشئون الاقتصادية والإعلام الرقمي، أمتلك خبرة تمتد لأكثر من 18 عامًا في مجالات الصحافة الاقتصادية، والتقديم التلفزيوني، والتحول الرقمي، وعملت في العديد من المؤسسات الإعلامية، سواء التقليدية أو الرقمية، مما أتاح لي فرصة اكتساب رؤية أوسع تجمع بين التحليل الاقتصادي العميق وأساليب التواصل الحديثة مع الجمهور. - ماذا عن مرحلة الطفولة؟ نشأت في بيئة مصرية أصيلة وعريقة غرست فيَّ حب المعرفة والطموح منذ الصغر، وكنت شغوفًا بمتابعة الأخبار والتحليلات الاقتصادية، حتى قبل أن أقرر التخصص في الإعلام، حيث كنت أحرص على قراءة الصحف ومتابعة البرامج الاقتصادية بشكل يومي، هذا الشغف دفعني لدراسة الصحافة والإعلام، حيث بدأت رحلتي المهنية في الصحافة الاقتصادية منذ سنوات الدراسة الأولى، كنت أبحث عن التميز وصقل مهاراتي المهنية كي أحقق طموحي في أن أصبح واحدا من بين ابرز الإعلاميين المتخصصين في الاقتصاد، وسعيت بإستمرار لاكتساب الخبرات العملية التي أهلتني لاحقًا لخوض تجارب مهنية متنوعة، سواء في الصحافة المكتوبة أو الإعلام المرئي والرقمي. - متى بدأ شغفك للعمل كمذيع؟ بدأ شغفي بالإعلام والتقديم منذ الطفولة، كنت أحرص دائماً على المشاركة في الإذاعة المدرسية والفعاليات المختلفة، مستمتعًا بإعداد الأخبار وتقديمها أمام زملائي هذا الشغف المبكر عزز لديّ الثقة في الوقوف أمام الجمهور والتواصل بوضوح، مما جعلني أواصل هذا الاهتمام خلال سنوات الدراسة ومع مرور الوقت، ازداد اهتمامي بعالم الإعلام، وخاصة الإعلام الاقتصادي، كنت أتابع البرامج الاقتصادية بشغف وأحلل طريقة تقديم المذيعين للمحتوى، وعندما التحقت بدراسة الإعلام، كان العمل الصحفي الركيزة الأساسية لمسيرتي المهنية، فهو الذي منحني القدرة على التحليل العميق والتعامل مع القضايا الاقتصادية بمنهجية دقيقة، أفخر دائمًا بانتمائي إلى الأسرة الصحفية، فقد كانت الصحافة هي الأساس الذي بنيت عليه مهاراتي الإعلامية، ومنها انطلقت إلى التقديم التلفزيوني، محققًا حلمي في تقديم محتوى اقتصادي متخصص، يهدف إلى تبسيط المعلومات المالية وتقديمها للجمهور بأسلوب سلس وواضح. - هل امتهنت مهنًا أخرى قبل عملك في الإعلام؟ رغم أنني نشأت في أسرة متوسطة وميسورة الحال، إلا أن والدي كان دائمًا يشجعني على العمل خلال الإجازات لاكتساب الخبرة والاستقلالية بعد حصولي على الثانوية العامة، بدأت رحلتي مع العمل الصيفي، حيث خضت تجارب مختلفة، كان أبرزها في قطاع السياحة في البداية، واجهت صعوبات وتحديات، لكنني كنت مصممًا على الاستمرار وعدم التوقف، وكان ذلك مصدر فخر لي ولوالدي ووالدتي، حيث رأوا فيّ روح المثابرة والاعتماد على النفس. - ما أول أجر حصلت عليه؟ أتذكر جيدًا أول مبلغ كسبته في حياتي، وكان 200 جنيه، بعد شهر من العمل في أحد المنتجعات السياحية، ولم يكن المبلغ كبيرًا، لكنه حمل قيمة خاصة جدًا بالنسبة لي، وعندما رأى والدي مدى اجتهادي وإصراري، أضاف إليه مبلغًا إضافيًا واشترى لي أول هاتف محمول، ولا تزال فرحته في ذلك اليوم محفورة في ذاكرتي حتى الآن. - كيف جاءت الخطوة الأولى للعمل في المجال الإعلامي؟ بدايتي الحقيقية كانت من الصحافة الاقتصادية، حيث كانت الركيزة الأساسية التي انطلقت منها إلى عالم الإعلام، خلال العامين الأخيرين من دراستي الجامعية، بدأت التدريب الصحفي في إحدى الصحف الاقتصادية، وكان لي شرف التعلم على يد الأستاذ عبد اللطيف رجب، الصحفي الاقتصادي القدير الذي كان بمثابة أستاذي ومعلمي الأول في عالم الصحافة، وتعلمت معه أساسيات المهنة، وأدركت قيمة الصحافة الاقتصادية وأهمية التحليل العميق للأخبار المالية والاقتصادية، وهو ما ساعدني لاحقًا في بناء مسيرتي الإعلامية، لكن هذه الخطوة لم تكن سهلة، فقد كنت في تلك الفترة قد حصلت على ترقيات متتالية وراتب جيد جدًا في عملي بقطاع السياحة، وهو المجال الذي بدأت فيه خلال العمل الصيفي منذ سنواتي الأولى في الجامعة، ورغم الاستقرار المادي الذي وفره لي هذا المجال، لم أنسَ هدفي الأساسي وشغفي بالإعلام، كنت مدركًا أن مستقبلي المهني يجب أن يكون في الصحافة والإعلام الاقتصادي، لذلك اتخذت القرار بالانتقال إلى المجال الذي أحبه، رغم ما يعنيه ذلك من تحديات ومع مرور الوقت، تمكنت من تطوير مهاراتي في التحليل الاقتصادي وإعداد التقارير المتخصصة، مما فتح لي الأبواب للدخول إلى الإعلام المرئي. - خلال فترة وجيزة أصبحت إعلامي لامع في الوسط الاقتصادي.. كلمنا عن محطاتك الإعلامية والبرامج التي قدمتها في كل محطة؟ بدأت رحلتي الإعلامية في الصحافة الاقتصادية، حيث أسهمت في تغطية وتحليل الشأن المالي والاستثماري في إحدى الصحف الاقتصادية، ما شكل الأساس لخبراتي المهنية، ثم انتقلت إلى العمل ضمن الفريق المؤسس لجريدة "الوطن"، التي تعد محطة محورية في مسيرتي، حيث أمضيت فيها أطول فترة مقارنة بالمؤسسات الأخرى، وكان لها دور كبير في صقل مهاراتي الصحفية وتعزيز فهمي العميق لقطاع الإعلام الاقتصادي، وساهمت هذه التجربة في تمهيد الطريق أمام دخولي إلى مجال العمل التلفزيوني، حيث شاركت في تقديم برنامج "مال وأعمال" على قناة "إكسترا نيوز"، ثم توليت تقديم برنامج "بنوك واستثمار" على مدار 7 سنوات، وخلال هذه الفترة، أجريت لقاءات حصرية مع شخصيات اقتصادية عالمية بارزة، من بينها كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، في ذلك الوقت، والذي يعد أحد أهم المناصب الاقتصادية عالميًا، إلى جانب مقابلات مع قيادات تنفيذية لمؤسسات مالية دولية كبرى مثل "ماستركارد" و"فيزا"، فضلًا عن مسئولين في بنوك أوروبية ومؤسسات مالية أخرى، كما شاركت في تغطية أبرز الفعاليات الاقتصادية العالمية، مقدماً محتوى تحليليًا يهدف إلى تبسيط الأخبار الاقتصادية وتقديم رؤى واضحة حول المستجدات المالية والاستثمارية في مصر والعالم. - ما الذي حققته بجانب عملك التليفزيوني؟ قُدت عملية التحول الرقمي لمجلة "بنوك مصر"، وأصبحت رئيس تحرير أول موقع إلكتروني متخصص في التوعية المصرفية في مصر، وكان لهذا المشروع دور محوري في تطوير المحتوى الرقمي الاقتصادي، بما يسهم في تعزيز الوعي المالي لدى الجمهور، وأود أن أؤكد أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق دون الجهود الكبيرة التي بذلها زملائي وفريق العمل، الذين شاركوني الطموح ذاته وساهموا بمهاراتهم وإبداعهم في بناء منصة رقمية رائدة تهدف إلى تبسيط المفاهيم المصرفية والمالية وتقديم محتوى هادف يخدم القارئ. - لماذا تركت قناة "إكسترا نيوز" مؤخرًا؟ قدمت برامج اقتصادية على قناة "إكسترا نيوز" ل7 سنوات متتالية، وخلال هذه السنوات اكتسبت خبرات قيمة من القيادات المتتابعة للقناة، وكذلك من زملائي في العمل في مختلف التخصصات الذين كانوا جزءًا أساسيًا من التجربة، ومع انتهاء الموسم الأخير لبرنامج "بنوك واستثمار"، قررت التفرغ للعمل على مشروع برنامج اقتصادي جديد، أطمح إلى إطلاقه خلال العام الجاري. - حدثنا أكثر عن البرنامج؟ البرنامج سيكون مختلفًا من حيث الشكل والمضمون عن التجارب السابقة، حيث أسعى إلى تقديم رؤية جديدة تواكب التطورات المتسارعة في المشهد الاقتصادي والإعلامي. - من الشخصية التي تتمنى أن تكون من ضيوفك وتجري حوارًا معه؟ لدي طموح كبير لإجراء سلسلة لقاءات مع أبرز الشخصيات الاقتصادية حول العالم، حيث أؤمن بأن الإعلام الاقتصادي القوي يعتمد على تقديم رؤى وتحليلات مباشرة من صُنّاع القرار والخبراء العالميين، لكن يبقى الحوار الذي يمثل طموحي الأكبر هو لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس فقط بحكم منصبه، لكن لما يمثله من قيادة مسئولة عن تحولات اقتصادية كبيرة في مصر وسط تحديات إقليمية وعالمية غير مسبوقة، وأرى أن حوارًا معمقًا معه حول رؤية مصر الاقتصادية ومستقبل التنمية والاستثمار وكيفية مواجهة الأزمات العالمية سيكون ذا قيمة كبيرة، سواء على المستوى الإعلامي أو في إثراء وعي الجمهور. - من ساندك في مشوارك وكان سبب نجاحاتك؟ الدعم الأكبر كان من أسرتي التي كانت سندي الأول، حيث غرس والدي فيَّ قيمة الاجتهاد والاعتماد على النفس، وكانت والدتي مصدرًا مستمرًا للتشجيع والدفع نحو تحقيق الأفضل، أيضًا، لا يمكنني أن أنكر دور أصدقائي وزملائي الذين آمنوا بقدراتي، وساندوني في مختلف المراحل المهنية، سواء من خلال الدعم المعنوي أو تبادل الخبرات والتحديات، كما كان لأساتذتي في المجال الإعلامي تأثير كبير على مسيرتي، فقد تعلمت منهم الكثير - أخيرًا.. حدثنا عن طقوسك في شهر رمضان؟ رمضان له مكانة خاصة عندي، حيث يكون فرصة للتأمل والتقرب إلى الله، وكذلك تعزيز الروابط العائلية، وأحب الأجواء الرمضانية في مصر، وأحرص على قضاء الوقت مع العائلة، بالإضافة إلى متابعة البرامج الثقافية والدينية التي تضيف لي الكثير، ورمضان فرصة للراحة وإعادة ترتيب الأولويات، سواء على المستوى المهني أو ال اقرأ أيضا: إسماعيل حماد: الأزمات المتلاحقة فرضت الكثير من التحديات على العالم