وُلدا التوأم علي ومصطفى أمين في مثل هذا اليوم 21 فبراير 1914، والدهما المحامي أمين يوسف، والوالدة هي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول التي قام بتربيتهما. وارتبط منذ صغرهما بالسياسة والصحافة، فأصدرا وهما في الثامنة من عمرهما مجلة أطلقا عليها «الأقلام»، ثم مجلة «الحقوق»، ومجلة ثالثة هي «أخبار المدرسة»، ومجلة باسم «عمارة البابلي»، وتتناول أخبار الشارع الذى يسكنان فيه، ومجلة «التلميذ» لانتقاد سياسة الحكومة، وغيرها من الصحف والمجلات. مصطفى أمين الذي بدأ عشقه للصحافة منذ نعومة أظافره، صار عملاقا في بلاط صاحبة الجلالة، لكن يظل بريق أول حوار له مع الصحفي الكبير محمد حسين هيكل، وعمره لم يتجاوز 17 عامًا علامة في مشواره. ظلام السجن بعد صدور أمر من الرئيس أنور السادات بالإفراج عن مصطفى أمين، علق على قرار الرئيس قائلا كلمته الشهيرة: «اليوم أعبر أول خطوة من خطوات الحرية بعد أن عشت في ظلام السجن حوالي تسع سنوات». وامتدت كلمة الأستاذ مصطفى أمين بقوله: «لا أستطيع وأنا أخطو إلى الهواء الطلق خطوتي الأولى، إلا أن أذكر الرجل الذي فتح لي باب الحرية، وفتح قبل ذلك أبواب الحرية أمام مئات المعتقلين، وأعاد العدالة لمئات القضاة، ووفر لقمة العيش لآلاف من الذين وضعوا تحت الحراسة أو حرموا من وظائفهم»، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 27 يناير 1974. وواصل كلمته: «من حق هذا الرجل أن يطلق على عصره (عصر العبور).. عبور الجيش المصري من الهزيمة إلى النصر، والشعب العربي من الانقسام إلى الوحدة، وسمعة العرب من الهوان إلى الكرامة، والمظلومين من الظلم إلى العدل، وعبور المقيدين من الأغلال إلى حياة الأحرار، وسوف يعبر بعد هؤلاء كثيرون». اقرأ أيضًا| صور.. فكري أباظة وشروطه في الزواج «عروسة تفصيل» ومضى في حديثه: «كنا نعرف أن الله لن يتخلى عنا فلم يهتز به إيماننا يوما وكنت أحس أن السماء ستفتح لنا أبوابها غدا.. ولما لم تفتح أبوابها في الغد انتظرنا منها بعد الغد، لم نتملل من الانتظار، وانتظرنا دورنا في الإنصاف». وكتب كذلك: «لم نحاول أن نختصر فترة الانتظار، ولم نحاول أن ندفع الذين يقفون أمامنا حتى نحتل مكانهم في صفوف الإنصاف الأولى، كنا نعرف أن هناك من هم أحق منا بالإنصاف فانتظرنا دورنا، وكنا نعرف أنور السادات منذ 30 سنة، وكنا نعرف أن الرجل لن ينسى مظلوما واحدا». وامتدت كلمات الأستاذ الراحل مصطفى أمين فيقول: «كنا نعرف أن اليد التي أعادت الحريات للشعب، وردت للقضاء استقلاله، وردت للجندي العربي سمعته، واعادت للشعوب العربية كرامتها.. كنا نعرف أن هذه اليد لن تنسانا.. وبدأ السادات يطرد جيوش الاحتلال ويسترد كل شبر من الأرض، ويعيد للشعب العربي اعتباره بين شعوب الدنيا، ويمهد الطريق لعودة شعب فلسطين إلى أرضه ثم جاء دورنا اليوم.. وخروجنا إلى النور.. عاد مصطفى أمين إلى بيته.. وعدت إلى بلادي».