فى أول عملية تسليم جثث قتلى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، سلمت حركتا حماس والجهاد الإسلامى جثامين 4 رهائن إسرائيليين. وفى منطقة بنى سهيلة فى خان يونس التى كانت مقبرة قبل أن تهدمها قوات الاحتلال، عرضت حماس والجهاد 4 توابيت سوداء على المنصة تحمل كل منها صورة واسم الأسير الإسرائيلى القتيل وتاريخ مقتله وعبارة «قتل على يد جيش الاحتلال»، ورُفعت لافتة فى المنطقة حملت عبارة «عودة الحرب = عودة الأسرى فى توابيت» وصورة لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى شكل «مصاص دماء» إضافة إلى لافتات أخرى تشير للكمائن التى تعرضت لها قوات الاحتلال فى غزة. اقرأ أيضًا | 56 شهيدا فى شهر.. وصحف عبرية: الجيش الإسرائيلى «مسعور» وخلال عملية التسليم وجهت حركة حماس رسالة بثلاث لغات عبارة عن ملصق كبير بعنوان «النازية الصهيونية فى أرقام». وجاء فى الرسالة المكتوبة بالعربية والعبرية والإنجليزية، أن عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة تخطى ال61 ألف شهيد، وأن نحو 14 ألفًا منهم مازالوا تحت الأنقاض. وتضمنت الرسالة أن الجيش الإسرائيلى ارتكب 9268 مجزرة، أدت إلى إصابة أكثر من 111000 شخص. وأضافت الرسالة أن 2092 عائلة مسحت من السجل المدنى و4889 عائلة لم يبق منها سوى فرد واحد. وأوضحت الرسالة أن 17881 طفلًا «قتلهم جيش الاحتلال، بينهم 214 رضيعًا ولدوا وماتوا خلال الحرب»، وأشارت إلى أن 12316 امرأة استشهدت خلال الحرب و38000 طفل فلسطينى فقدوا أحد والديهم، بينهم 17 ألفًا فقدوا كلا الوالدين. كما ظهرت عبارة أخرى باللغات الثلاث «ما كنا لنغفر أو ننسى. وكان الطوفان موعدنا». ووصلت 5 سيارات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى موقع تسليم جثث المحتجزين الأربعة وهم أم وطفلان من عائلة بيباس (شيرى وأرييل وكفير)، بالإضافة إلى عوديد ليفشتس (83 عامًا) قبل تسليمها إلى جيش الاحتلال الذى قال إنه أجرى فحصًا أمنيًا للتوابيت قبل نقلها إلى الطب العدلى لاستكمال بعض عمليات التعرف على هويات الجثث. وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تراجع فى اللحظة الأخيرة عن المشاركة فى مراسم استقبال الجثث ورجحت أن يكون السبب هو احتجاج عائلات الأسرى على نشر الأسماء قبل التيقن من هويتهم. وأكدت حماس قبل أشهر أن المحتجزين قتلوا فى غارات جوية إسرائيلية وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الأربعة كانوا محتجزين شرقى خان يونس فى منطقة عمل فيها الجيش 4 أشهر تقريبًا.. وبالتزامن مع عملية التسليم، أكدت حماس فى بيان لها أن «التبادل هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء إلى ذويهم» وأن أى محاولة لاستعادة الأسرى بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر فى صفوفهم. وقالت الحركة إن «كتائب القسام وفصائل المقاومة حرصت خلال مراسم تسليم جثامين الأسرى على مراعاة حرمة الموتى، بينما لم يراعِ الاحتلال حياتهم وهم أحياء». وشددت على أنها حافظت على حياة الأسرى الإسرائيليين وقدمت لهم ما تستطيع، وتعاملت معهم بإنسانية، وأضافت أن جيش الاحتلال «قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، وحكومة الاحتلال النازية تتحمّل المسئولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارًا». وقال البيان «يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه فى توابيت، فى محاولة مكشوفة للتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسئولية قتلهم». كما وجهت حماس رسالة إلى ذوى الأسرى الإسرائيليين القتلى، وخصت بالاسم عائلتى بيباس وليفشتس، وقالت «كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم، وقتلوا معهم: 17881 طفلاً فلسطينياً، فى قصفهم الإجرامى لقطاع غزة، ونعلم أنكم تدركون من المسئول الحقيقى عن رحيلهم. لقد كنتم ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها». وفى إسرائيل، قال الرئيس إسحاق هرتسوج «نأسف لأننا لم نقم بواجبنا، ولم نصل إلى الأسرى فى ذلك اليوم المؤلم ولم نعدهم إلى منازلهم بأمان». وتساءلت النائبة فى الكنيست ميراف كوهين «كم من الأسرى الإسرائيليين سيقتلون بسبب اعتبارات نتنياهو السياسية». ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالًا جاء فيه أن التوابيت التى وصلت إلى إسرائيل تحمل معانى الهزيمة التى أحس بها ملايين الإسرائيليين لعدة أشهر، حيث إن جثث المحتجزين الأربعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفشل السابع من أكتوبر. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن المجندة الإسرائيلية آجام بيرجر التى أطلق سراحها مؤخرًا قولها أن عناصر من كتائب القسام، قدموا لها وزميلاتها «كتاب صلاة» خلال احتجازهن، مما أتاح لهن أداء الشعائر الدينية والاحتفال بعيد الفصح.