تكررت حالات العنف في مدارسنا خلال الآونة الأخيرة، واختلفت أشكال العنف لكن أكثرها انحصر في التنمر والعنف اللفظي والجسدي، ليصبح العنف داخل المدارس سببا وراء خوف الكثير من الطلاب من الذهاب للمدرسة، وهو مؤشر خطر يستدعى البحث عن حلول عاجلة ووسائل تأمين تساعد في التصدى لهذه الظاهرة، مثل كاميرات المراقبة التي لم تعرف طريقها إلى المدارس الحكومية حتى الآن. ◄ أولياء أمور يثبتون كاميرات على أبواب المدارس للاطمئنان على أبنائهم ◄ سعر الكاميرا يتراوح بين 1600 و5 آلاف جنيه ◄ خبير تربوى: التربية الجيدة.. وتعديل السلوك أهم من رقابة الكاميرات تظهر أهمية الموضوع على خلفية حادث طالبة مدرسة «إنترناشيونال»، بمنطقة التجمع التى تعرضت لعنف جسدى على يد زميلتها، وهى واقعة شهيرة حدثت قبل نحو شهر وأثارت استياء الكثيرين، خصوصًا أن الواقعة حدثت وسط جمع من طلاب المدرسة ولم يسع أحد منهم أو من المدرسين والمشرفين للتدخل، بل اكتفى بعضهم بالمتابعة والتصوير بالهواتف، ولم يكشف تفاصيل الواقعة إلا كاميرات المراقبة داخل المدرسة، ما يعكس مدى أهميتها. ما دفعنا ذلك للتواصل مع عدد من المعلمين وأولياء الأمور للبحث عن آلية للتصدى للعنف داخل المدارس، ومعرفة لماذا لا يتم وضع كاميرات داخل المدارس الحكومية كوسيلة لتأمين الطلاب والتصدى لأشكال العنف وإلحاق العقاب بالمنفلتين. ◄ محتويات غير هادفة يرى حسين إبراهيم، معلم بإحدى المدارس الفنية: ضرورة تركيب كاميرات مراقبة داخل المدارس وفى كل الفصول، ولكن هذا الأمر يتطلب ميزانية كبيرة خصوصًا إذا تم تطبيقه فى المدارس الحكومية، التى تذهب ميزانياتها إلى ضبط البنية التحتية للمدارس وتوفير الوسائل التعليمية المناسبة للطلاب والمعلمين. ويتفق أولياء الأمور على أهمية وجود كاميرات مراقبة داخل المدارس الحكومية، فهذا بدوره سيجعلهم يشعرون بمزيد من الحماية والآمان والاطمئنان على أبنائهم، وفى هذا السياق تقول شيرين أمجد: تعرض ابنى ذات مرة لعنف بدنى من أحد زملائه بالمدرسة، وأصبحت متخوفة من ذهابه إلى المدرسة، فالأولاد بالفعل بحاجة لرقابة مستمرة، ووجود كاميرات بالمدرسة لا سيما فى أماكن التجمعات على الأبواب وفى الفناء يمنح الطالب وولى الأمر الشعور بالأمان. فيما ترى ولية أمر تُدعى مروة أحمد أن وجود كاميرات المراقبة بالمدارس ضروري، خصوصًا في المدارس التى تضم أطفالًا بمراحل kg وابتدائي، ففى هذه الحالة تمثل كاميرات المراقبة حماية لهم، وعند حدوث مشكلة يمكن مراجعة المقاطع التى توضح المخطئ ويتم اتخاذ إجراء معه. ◄ أصبحت ضرورة من جانبها، تقول عايدة أيوب مدير عام إدارة الزيتون التعليمة، إن استخدام الكاميرات أصبح ضروريا داخل المدارس، فالطالب عندما يكون على علم بأن هناك من يتابعه سيفكر ألف مرة قبل ارتكاب أى خطأ، كما أنها أداة مساعدة بالنسبة للمشرفين والمعلمين لأنه من خلالها يمكن تدارك الكثير من المشكلات التى تقع بين الطلاب قبل حدوثها أو مساعدتهم فى المشكلات التى قد تعترضهم خلال اليوم الدراسى ويقومون بحلها، ومعرفة من يستحق التقويم ومن يحتاج للمساعدة. وتضيف: فى الإدارة لدينا نعتمد على الكاميرات داخل المدارس الثانوية والتجريبية كوسيلة هامة لتتبع الطلاب وتدراك المشكلات، بجانب عدة أمور تساعد الطلاب على تجنب العنف والتنمر أو تقليد بعض السلوكيات التى لا ترتقى أن تصدر من طلبة وطالبات داخل أسوار المدارس أو خارجها، ومنها عقد لقاءات مستمرة مع أولياء الأمور للتوعية بكيفية التعامل مع الأبناء والمتابعة المستمرة والاهتمام بالأشياء التى يأخذها المراهق معه فى حقيبة المدرسة، إلى جانب التركيز على الأنشطة والتشجيع على ممارسة الرياضة. ◄ أنواع وأسعار وعن إمكانية إلحاق كاميرات مراقبة بالمدارس، يقول المهندس محمد الحسيني: أصبح هناك أنواع كثيرة من كاميرات المراقبة، منها ما يتناسب مع المدارس من حيث تتبع الصوت والحركة وتحديد الملامح بدقة وسهولة وبأسعار مناسبة، مؤكداً أنه بالفعل تستعين المدارس الخاصة بتركيب الكاميرات بالممرات والفصول والفناء، وفى بعض المدارس الحكومية حتى فى القرى يقوم أولياء الأمور بتركيب كاميرات على الأبواب للاطمئنان على أبنائهم. وأوضح أن الكاميرات مع التطور التكنولوجي أصبحت توفر عدة مزايا كالمتابعة عن بعد وسهولة التشغيل ومراجعة الفيديوهات فى وقت قصير، وتوفر عدة أنواع منها الكاميرات بجودة عالية «HD» وهى اقتصادية وتوفر رؤية واضحة، والكاميرات من النوع «آى بي» وكاميرات «الواي فاي» وهى سهلة التركيب وتعمل دون أسلاك، ومناسبة للمراقبة داخل المدارس وتتراوح الأسعار بين 1600 و5000 جنيه، وتوجد كاميرات يبدأ سعرها من 400 جنيه لكن بإمكانيات أقل بجودة «2 ميجا»، وقد لا تتناسب مع المراقبة المدرسية ولكنها تفى بالغرض. ◄ وسيلة مساعدة فيما يرى الخبير التربوي، محسن فراج، أن العنف الذى تم رصده مؤخرًا فى عدد من المدارس له أسباب أسرية واجتماعية وتربوية وإعلامية، فما يحدث فى المدرسة انعكاس لممارسات شائعة اعتادها هؤلاء الطلاب ولم يتم علاجها فورًا فأصبحت عادة فى ردود فعلهم، وعمومًا فإن تراجع الدور التربوي للأسرة والمدرسة ساهم فى تفاقم الظاهرة. يضيف: لا يمكن القول إن كاميرات المراقبة علاج وحيد لهذه السلوكيات فهى وسيلة مساعدة بجانب التقويم والتربية الجيدة وتعديل السلوك وهى ضمانة أكبر مما لو اعتمدنا على رقابة الكاميرات.