السيسى: نعتز بعلاقاتنا التاريخية مع إسبانيا على المستويين الحكومى والشعبى

الرئيس يجرى مباحثات مع ملك إسبانيا بالقصر الملكى

الملك فيليب السادس: مصر دولة محورية وشريك استراتيجى فى الشرق الأوسط
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى اعتزازه بالعلاقات التاريخية مع إسبانيا على المستويين الحكومى والشعبي.. وقال إننا نتطلع للعمل المشترك لتنفيذ كافة محاور الشراكة الاستراتيجية مع إسبانيا، خاصة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية فى ظل الفرص والإمكانات التى يوفرها البلدان.
وأضاف الرئيس السيسى - فى كلمة خلال مأدبة غداء أقامها ملك اسبانيا فيليب السادس - أننا نتطلع لاستقبال ملك وملكة اسبانيا فى زيارة رسمية الى مصر فى أقرب فرصة، ونرحب بتشريفهما بحضور حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير والمقرر فى يوليو 2025.
وتوجه الرئيس السيسى بكل الشكر والعرفان للجانب الاسبانى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصوله الى مملكة اسبانيا فى زيارته الثانية.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: تأتى زيارتى فى وقت يشهد فيه مسار علاقاتنا الثنائية تطورًا كبيرًا، موضحا أنه «أكدت لقاءاتى مع ملك إسبانيا ورئيس الحكومة وجود التزام ورغبة مشتركة فى تعزيز وتعميق كافة جوانب العلاقات الثنائية وهو ما انعكس فى التوقيع على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية».
وأضاف الرئيس: لا يفوتنى الإشارة إلى الأزمات والتحديات غير المسبوقة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط ويهمنى فى هذا الصدد أن أشيد وأشكركم على الموقف الإسبانى المشرف، والتاريخى الداعم للقضية الفلسطينية، ونؤكد التزام مصر بمواصلة العمل مع مملكة اسبانيا الصديقة من أجل إيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
كما أكد الرئيس على تطلع مصر لمواصلة قيام إسبانيا بالمطالبة بالتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع لمواجهة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، فضلا عن ضرورة البدء بشكل فورى فى عملية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهالى القطاع، وكذا ضرورة وقف الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
من جانبه.. قال ملك إسبانيا فيليب السادس إن منطقة الشرق الأوسط تعانى من بعض الأزمات ومنها الأزمة فى فلسطين، مشيرا إلى أن هذه الأزمة لا تؤثر على الشرق الأوسط فحسب ولكن تؤثر أيضا على العالم أجمع.
ووصف الملك فيليب السادس - خلال مأدبة غداء أقامها على شرف الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس - مصر بأنها دولة صديقة لبلاده ومحورية فى القارة الافريقية وشريك استراتيجى فى الشرق الأوسط.. وأضاف: إن موقف مصر فى الاستقرار الإقليمى ودورها فى الحوار الآن أهم من أى وقت آخر.
وتابع الملك فليب السادس: إن إسبانيا تعتبر منطقة المتوسط هى مهد السلام، ومنذ زيارة الرئيس السيسى الى إسبانيا قبل عدة سنوات، عمل البلدان على توطيد السلام والرؤى المشتركة، وأن مصر وإسبانيا على أعتاب فصل جديد فى التعاون من أجل أن تعم الفائدة على البلدين.
وقال ملك إسبانيا فيليب السادس بشأن محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم: «إن مصر هى الطريق للوصول إلى اتفاقات عادلة»، لافتا إلى دور مصر المحورى فى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة والذى تعمل بلاده بنشاط حتى تضمن استمرار الاتفاق والوصول إلى وقف نهائى لإطلاق النار.
وقال الملك «إن إسبانيا تعمل بنشاط على الأرض حتى تضمن استمرار وقف إطلاق نار نهائى فى قطاع غزة، ونتطلع لعودة المواطنين الفلسطينيين إلى غزة واستقرار الأمن وتوفير الخدمات الأساسية فى القطاع».
وأضاف أن الموقف الإسبانى والمصرى متفق على مبدأ حل الدولتين، وهناك التزام تاريخى من إسبانيا تجاه الشرق الأوسط، حيث عقدنا فى 2021 مؤتمرا فى مدريد كان يتناول القضية الفلسطينية، ونريد أن نعود لمناقشتها مرة أخرى.
وأشار إلى أنه تم توحيد الجهود والعمل معا من أجل وقف القتال ومنع وقوع المزيد من المصابين والضحايا، ونبذل الكثير من الجهود والعمل المضنى من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية.
وشدد على أن إسبانيا ومصر تواجهان تحديات كبيرة، ونحن على اقتناع بأن الطريق الوحيد للعمل بكفاءة هو العمل متعدد الأطراف، وإقرار حقوق الإنسان وهو الحل الوحيد، لكنه ليس من السهل تحقيقه.
وأشار ملك إسبانيا فيليب السادس إلى تطلع بلاده لتعزيز العلاقات مع مصر للوصول لأعلى المستويات من أجل الازدهار، خاصة التنمية الاقتصادية لخلق فرص جديدة للتجارة والاستثمار، لافتا إلى أن الفرص التى اتاحتها الحكومة المصرية ساعدت على هذا وسمحت لعمل الشركات الاسبانية فى بعض القطاعات مثل البنية التحتية والطاقة والبيئة.
وقال ملك اسبانيا إن بلاده سباقة فى بعض المجالات وهذا ما دعاها الى تعزيز العلاقات فى عدة مجالات مع مصر، منها مكافحة تغير المناخ، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن بلاده مستمرة فى العمل معها لضمان مستقبل أكثر ازدهارا وفتح آفاق أكبر مع مصر باعتبارها حليفا استراتيجيا لبلاده.
ولفت إلى أن مصر غنية بثقافاتها، مشيرا الى مشاركة علماء اسبان فى مجال الآثار والاستكشافات فى مصر، معربا عن تطلعه للمشاركة فى افتتاح المتحف المصرى الكبير.