رأت صحيفة "وول ستريت جونال" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعادت ضبط العلاقات المتوترة بين واشنطنوموسكو، والتقدم نحو إنهاء الصراع في أوكرانيا، في إطار الاجتماع الأبرز بين البلدين منذ سنوات، ما أثار قلق حلفاء الولاياتالمتحدة في أوروبا. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، أن واشنطن وصفت مساعيها لعقد المحادثات مع موسكو بأنها محاولة جريئة لإبعاد روسيا عن الصين، وإصلاح العلاقات مع خصم نووي، ووقف حرب أودت بحياة أكثر من مليون شخص حتى الآن. وأضافت أن ترامب رفع سقف التوقعات بشأن إعادة العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، موضحة أنه حتى قبل مغادرة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويكوف ومستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى الرياض، تحدث ترامب عن إمكانية أن تؤدي هذه الدبلوماسية إلى قمة تجمعه مع بوتين في السعودية في "المستقبل القريب". وأشارت أنه يُنظر إلى هذه المحادثات في أوروبا على أنها مؤشر أخر على التحولات الجذرية في السياسة الخارجية الغربية، فقد زادت التوترات بين ضفتي الأطلسي، والتي تفاقمت بعد خطاب لاذع لنائب الرئيس الأمريكي جيه فانس، اتهم فيه القادة الأوروبيين بتجاهل إرادة شعوبهم، ويزداد التوتر مع انعقاد اجتماع الرياض دون مشاركة الحلفاء الأوروبيين أو أوكرانيا. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن يوري أوشاكوف، المستشار المقرب من بوتين والسفير الروسي السابق في واشنطن ووزير الخارجية سيرجي لافروف، الذي يشغل منصبه منذ أكثر من 20 عامًا، يمثل روسيا في المحادثات. وأفادت بأن موسكو أوضحت أهدافها من المحادثات، والتي تشمل تخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية القاسية، وتوسيع علاقاتها الدبلوماسية، مع الاحتفاظ بمكاسبها الإقليمية في أوكرانيا، وقبل مغادرته إلى الرياض، أكد لافروف أنه "لا مجال" لأي تنازلات إقليمية لأوكرانيا، وأنه لا حاجة لمشاركة الدول الأوروبية في المفاوضات المستقبلية بشأن الصراع. ونقلت عن مسؤولين في إدارة ترامب إن دبلوماسيتهم المتسارعة، التي بدأت بمكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين الأسبوع الماضي، تعكس رغبة الرئيس الأمريكي في التحرك بسرعة. ولكن اندفاع إدارة ترامب للحوار مع موسكو أثار قلق القادة الأوروبيين، إذ تخطت الإدارة الأمريكية المشاورات المسبقة التقليدية بشأن سياساتها تجاه روسيا، وهى خطوة غير معهودة في إطار التحالف الغربي. وحاول مسؤولون في إدارة ترامب تهدئة مخاوف الحلفاء، مؤكدين أن المحادثات تهدف فقط إلى استكشاف نوايا روسيا، وليست بداية مفاوضات تفصيلية حول مستقبل أوكرانيا. ونسبت "وول ستريت جورنال" إلى مسؤولين أمريكيين، القول إنه إذا تم التوصل إلى مفاوضات رسمية بشأن الصراع في أوكرانيا، فإن إدارة ترامب تؤكد أن المسؤولين الأوكرانيين سيكونون على الطاولة، في حين لن يكون هناك تمثيل أوروبي. وفي تفسير لهذا النهج، قال كيث كيلوج اللفتنانت جنرال المتقاعد والمبعوث الخاص لأوكرانيا، إن هناك حاجة إلى مقاربة جديدة لأن الاتفاق السابق، الذي شاركت فيه القوى الأوروبية دون الولاياتالمتحدة، لم ينجح في تحقيق سلام دائم. اقرأأيضا :روسيا: أوكرانيا ليس لها حق الانضمام للناتو.. والوصول لحل طويل الأمد «مُستحيل» واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول، إن النهج الحالي انتقل إلى مقاربة جديدة تكون فيها الولاياتالمتحدة طرفًا رئيسيًا في المفاوضات، بينما تُستبعد أوروبا، ومع ذلك يؤكد مسؤولو إدارة ترامب أن مخاوف أوروبا ستؤخذ في الاعتبار.