أكدت الرئاسة الروسية أمس أن محادثات بين مسئولين روس وأمريكيين رفيعي المستوى مقررة اليوم الثلاثاء في السعودية تهدف إلى «إعادة» العلاقات الثنائية وستشمل أيضا «مفاوضات محتملة حول أوكرانيا» والتحضير لقمة بين ترامب وبوتين. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والمستشار الدبلوماسي للرئيس فلاديمير بوتين، يوري أوشاكوف «سيشاركان في اجتماعات الرياض بتكليف من الرئيس الروسي لإجراء مباحثات مع ممثلي الولاياتالمتحدة». اقرأ أيضاً| الملك عبدالله لشعبه: أستمد طاقتي وقوتي منكم.. سأفعل الأفضل لبلدي دائمًا وأبدًا وأوضح «بيسكوف» إن المحادثات بين الجانبين ستخصص للتحضير لاجتماع بشأن التسوية الأوكرانية، ولإحياء العلاقات بين البلدين. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي لافروف إن بوتين وترامب يريدان تجاوز العلاقات السابقة «غير الطبيعية» بين موسكو وواشنطن. ووصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى السعودية أمس للمشاركة في المحادثات مع الجانب الروسي. ونقلت «رويترز» عن عضو في الكونجرس الأمريكي، ومصدر مطلع إن روبيو الذي أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي لافروف السبت سيشارك معه في المحادثات مستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وتأتى المحادثات بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، وصرح بعدها ترامب أنه سيلتقي نظيره الروسي «قريباً جداً» في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير. وقبل يوم من انطلاق اجتماعات الرياض استضافت العاصمة الفرنسية باريس مشاورات بين القادة الأوروبيين لمناقشة خطط ترامب لبدء محادثات مع بوتين مع استبعاد كييف وأوروبا عنها، فى مستهل مرحلة حاسمة للأمن الأوروبي. وجاءت اجتماعات باريس غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن فى ألمانيا الذى ألقى فيه نائب الرئيس الأمريكى جاى دى فانس خطابا حادا هاجم فيه الاتحاد الأوروبى متهما إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأمريكيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون الأوروبيين. وقال مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون أمس الأول «ثمة حاجة إلى أن يقوم الأوروبيون بالمزيد وأن يعملوا على نحو أفضل وبطريقة أكثر اتساقا من أجل أمننا الجماعي». وقالت الرئاسة الفرنسية إنه يتعين على أوروبا الآن «استخلاص العبر» بشأن السيادة الأوروبية. وأوضحت «على المدى القصير، سيتعين علينا أن نضمن أن السلام سيكون دائما فى أوكرانيا. وعلى المدى القصير، سيراجع الأمريكيون بالتأكيد مستوى التزامهم، بما فى ذلك الناتو، وهذا يستدعى صحوة حقيقية من جانبنا، وحتى قفزة إلى الأمام، لنأخذ مكاننا فى أمن القارة الأوروبية». وأشار وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو أمس إلى أن المناقشات جارية بشأن نشر القوات، لا سيما فرنسية وبريطانية وبولندية، «الجيوش الأوروبية الثلاثة الرئيسية»، لضمان وقف إطلاق النار فى المستقبل و»سلام دائم» فى أوكرانيا. وشارك فى اجتماعات باريس أمس عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطى لتحديد رد مشترك لأمن أوروبا ومواجهة «تسريع» الإدارة الأمريكية التحرك على صعيد ملف أوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينيجارد أمس إن بلادها لا تستبعد إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر، وذلك بعد إعراب رئيس الوزراء البريطانى كير ستامرعن استعداده للقيام بخطوة مماثلة. وأضافت لإذاعة «سفيريس» العامة «علينا أولا أن نفاوض على اتفاق سلام عادل ومستدام ويحترم القانون الدولى عندما نتوصل إلى اتفاق سلام مماثل، ينبغى الحفاظ عليه ولهذا السبب فإن حكومتنا لا تستبعد أى شيء». وكتب ستارمر فى صحيفة ديلى تلغراف مساء الأحد «اننا مستعدون وراغبون فى المساهمة فى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، من خلال وضع قواتنا على الأرض إذا لزم الأمر». وأضاف «المساعدة فى ضمان أمن أوكرانيا هى مساعدة فى ضمان أمن قارتنا وأمن البلاد». وقال أيضا إنه سيلتقى ترامب «فى الأيام المقبلة»، مشيرا إلى أن لدى المملكة المتحدة «دورا فريدا» تؤديه لضمان أن تعمل أوروبا والولاياتالمتحدة معا فى شكل وثيق. ويقوم الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بجولة أيضا فى المنطقة. وقال زيلينسكي، الذى وصل إلى الإمارات أمس الأول إنه يعتزم زيارة السعودية وتركيا، دون تحديد مواعيد. وذكر زيلينسكى أن ليس لديه خطط للقاء مسئولين روس أو أمريكيين، كما لا يعتقد أن أوكرانيا مدعوة للمحادثات التى تستضيفها السعودية. من جهتها نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسئول غربى مطلع على سير المشاورات قوله كل ما يتعين على أوروبا فعله هو منح أوكرانيا أكبر قدر ممكن حتى تتمكن من قول «لا» بشكل أكثر حزما للشروط التى يتم فرضها عليها». وأضاف: «بالطبع، نحن نتفهم أن لدى الأمريكيين مشاكلهم مع الروس، وهذا ليس من شأننا عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الثنائية.. ولكن من الضرورى وجود أوكرانيا وأوروبا إذا كانت المفاوضات تدور حول أوكرانيا وأوروبا».