المتابع لتصرفات وقرارات وكلمات الرئيس ترامب يتأكد أنه رجل أعمال ناجح جدا استقر داخل البيت الأبيض ! المكان الذى يدار منه العالم بأثره ، لكنه لم يتخل عن مبادئ الرأسمالية القحة والتى تعلى المصلحة الذاتية والمكسب المادى المباشر فوق أى اعتبار ، والسياسة ليست كذلك ، وفى سبيل المكاسب تتوارى لدى المستثمرين الناجحين عدة اعتبارات وأهداف سعيا للمكاسب، والسياسة ليست كذلك أيضا. ترامب بدأ أيامه بقرارات هزت العالم وجميعها تستهدف فقط الخزانة الأمريكية، من فرض جمارك بكل اتجاه حتى أوروبا أقرب حلفائه، وعسكريا طلب من الحلف الأقرب الناتو مطالب مادية بعيدة عن توازن القوى وحسابات المصالح السياسية!، وصولا ليس للمتاجرة فقط بغزة الجريحة المنكوبة بعدوان أحقر مجرمى البشر، أما موقفه الأخير من أوكرانيا، فإذا حاولنا فهم خطته المزعومة لغزة بأنها دعما إسرائيل والصهيونية العالمية، لم ينس طبعه البرجماتى الرأسمالى بسعيه لإمتلاك غزة وتحويلها لمنتجع دون أن يتكبد سنتا واحدا ! فكيف نفهم موقفه الأخير من أوكرانيا وسعيه للحصول على 50% من معادنها النفيسة مقابل حمايتها بعد الحرب، وتأكيده رفض استمرار تدفق الدعم الأمريكى عليها لمواجهة روسيا العدو التقليدى لواشنطن. سياسيا فإن أوكرانيا من أهم المواقع لأمريكا ، لضمان تواجده بمحيط روسيا والصين وكوريا الشمالية أكبر منافسيه، لهذا تستحق سياسيا كل الدعم والدفع، لكن هذا ليس من مبادئ ترامب، بل أنه سوف يساوم روسيا سعيا لمكاسب مالية من موسكو مقابل مزيد من التنازلات فى أوكرانيا مثل منع دخولها حلف الناتو بل واحتفاظ روسيا بأراضى حققتها فى الحرب، حتى فى مجال القوة الأمريكية الناعمة حول العالم لم يتخل ترامب عن براجماتيته الرأسمالية المتوحشة وأوقف كافة المنح والقروض الاتحادية وبما يهدد الكثير من المشروعات والمساعدات التعليمية والصحية حول العالم! سياسة وقرارات ترامب «one way» الى الخزانة الأمريكية فقط !!