في أجواء احتفالية مميزة، جمعت بين عبق التاريخ وروح الرياضة، شهد معبد الملكة حتشبسوت بمدينة الأقصر، حدثًا استثنائيًا عندما استضاف النادي الأهلي حفل الإعلان عن مشروع استاد الفريق الجديد، بحضور نخبة من الشخصيات العامة والرياضية. لكن اللافت في الحدث كان تصريح عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، الذي فاجأ الحضور بمزحة طريفة قائلاً إن: «الملكة حتشبسوت كانت من أوائل مشجعي النادي الأهلي منذ أكثر من 3000 عام، مستندًا إلى "اكتشاف بردية" مزعومة داخل معبد الدير البحري». التصريح الذي جاء بروح الدعابة لم يمر مرور الكرام، إذ أشعل تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بل ودفع الإعلامي عمرو أديب إلى الرد عليه بطريقته الساخرة، مدعيًا أن الملك أحمس كان "زملكاويًا" ولديه الأدلة على ذلك. اقرأ أيضا | عمرو أديب: يجب أن يساند الجميع مصر في تلك الأوقات الصعبة بين المزاح والجد، وبين التاريخ وكرة القدم، أثارت هذه الواقعة الكثير من النقاشات حول علاقة الرياضة بالهوية الثقافية، بل ومدى تأثير الشخصيات التاريخية في الوجدان الشعبي المعاصر. الاحتفال بنكهة التاريخ.. الأهلي في معبد حتشبسوت لم يكن اختيار معبد حتشبسوت في الأقصر مجرد صدفة، بل جاء تأكيدًا على مكانة الأهلي العريقة وربطًا بين تاريخه الحافل بالإنجازات والإرث الفرعوني العظيم. فقد شهد الحفل الإعلان عن تفاصيل استاد الأهلي الجديد، الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تطوير البنية التحتية للنادي وتعزيز مكانته القارية والدولية. كما تزامن الحدث مع جولة درع كأس العالم للأندية 2025 في مصر، وهو الحدث الذي أضفى طابعًا عالميًا على الاحتفالية، بحضور وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلى جانب مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة الكابتن محمود الخطيب. وأكد مسؤولو النادي خلال الحفل أنهم استلموا رسميًا رخصتي الحفر والبناء من هيئة المجتمعات العمرانية، ليبدأ العمل على تحقيق الحلم المنتظر لجماهير القلعة الحمراء. الأهلي يروج للسياحة في الأقصر لم يكن احتفال النادي الأهلي، في معبد حتشبسوت مجرد مناسبة رياضية، بل كان أيضًا رسالة واضحة عن دور الرياضة في دعم السياحة المصرية والترويج لمعالمها التاريخية. من خلال إقامة الحدث وسط أحد أهم المعابد المصرية القديمة، سلط الأهلي الضوء على مدينة الأقصر كوجهة سياحية عالمية، وأكد على أهمية دمج الرياضة بالثقافة والتاريخ لجذب أنظار العالم إلى مصر. اختيار معبد حتشبسوت لاستضافة الاحتفالية التي تزامنت مع زيارة درع كأس العالم للأندية إلى مصر، حمل بُعدًا سياحيًا كبيرًا، حيث أتاح الفرصة للترويج للمعالم الأثرية والتأكيد على مكانة الأقصر كمدينة تجذب ملايين السياح سنويًا. كما أن حضور شخصيات رياضية وإعلامية بارزة، إلى جانب وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عزز من انتشار الحدث عالميًا، ما يعكس مدى تأثير الرياضة في دعم السياحة. لم يكن هذا الحدث الأول من نوعه، إذ لعب الأهلي دورًا في الترويج لمصر عالميًا، سواء من خلال مشاركاته في المحافل الدولية أو من خلال مبادراته المختلفة. وبهذا الاحتفال، قدم الأهلي نموذجًا لكيفية استثمار الرياضة في دعم القطاعات الأخرى، وعلى رأسها السياحة، ليؤكد أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل وسيلة فعالة لدعم الاقتصاد والترويج للتراث المصري العريق. زاهي حواس والمزحة التي أشعلت التفاعل دائمًا ما يعرف الدكتور زاهي حواس بأسلوبه المميز في تقديم المعلومات التاريخية بطريقة جذابة، لكنه هذه المرة قرر المزاح عندما قال للحضور: "كانوا يقولون إن الفراعنة أهلاوية، لكن المفاجأة أننا اكتشفنا بردية جديدة داخل معبد الدير البحري تُظهر دعم الملكة حتشبسوت للأهلي!" رغم أن التصريح كان بوضوح مجرد دعابة، إلا أنه سرعان ما انتشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقاه البعض بروح الفكاهة، بينما اعتبره آخرون فرصة للسخرية أو حتى للنقاش حول العلاقة بين الانتماء الكروي والشخصيات التاريخية. الأهلي.. قطار البطولات الذي لا يتوقف أكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، خلال كلمته في الحفل المقام بالأقصر، أن النادي الأهلي يمثل عشقًا لكل محبيه، وهو مصدر الفرحة والسعادة، بعدما حقق إنجازات عالمية غير مسبوقة. وأشار إلى أن الأهلي يشبه القطار الذي لا ينظر إلى الخلف، مما جعله يحصد البطولات ويصنع المجد عبر تاريخه العريق. وربط حواس بين الاحتفالية المقامة بمعبد حتشبسوت وأحد أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، حيث تم العثور على خبيئة المومياوات الملكية اللي وصل لها أحد أفراد عائلة عبد الرسول حينما اكتشف بالصدفة، فتحة المقبرة حين كان يرعى " الغنم "، ووجد البئر الذى كان به 40 مومياء، على بعد خطوات من موقع الاحتفال النادي الأهلي. المزاح في الرياضة.. سلاح ذو حدين تصريحات زاهي حواس، تعكس جانبًا طريفًا من العلاقة بين الرياضة والتاريخ، لكنها في الوقت نفسه تفتح باب النقاش حول مدى تقبل المزاح في السياقات الرسمية. فبينما يرى البعض أن المزحة كانت خفيفة الظل وأضفت طابعًا مرحًا على الحدث، يرى آخرون أن استخدام الرموز التاريخية في سياق كروي قد يكون غير مناسب.. لكن ما لا شك فيه هو أن الرياضة باتت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للشعوب، وأصبحت كرة القدم في مصر أكثر من مجرد لعبة، بل تمثل انتماءً عاطفيًا واجتماعيًا يتجاوز حدود المستطيل الأخضر. ختامًا.. بين التاريخ والكوميديا سواء كانت الملكة حتشبسوت مشجعة للنادي الأهلي بالفعل أم لا، فإن تصريحات زاهي حواس كانت كافية لإثارة الجدل والضحك في آن واحد. وبينما يستعد الأهلي لبدء العمل على مشروع الاستاد الجديد وخوض تحديات كأس العالم للأندية، يظل التاريخ المصري القديم مصدر إلهام لا ينضب، حتى في عالم كرة القدم. وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستظهر برديات أخرى تثبت أن الملك أحمس كان زملكاويًا؟ أم أن الكشف الأثري المقبل قد يفجر مفاجأة جديدة في صراع الانتماءات الكروية عبر التاريخ؟