في الفترة الأخيرة زادت السقطات والزلات الإعلامية لبعض النجوم الذين من المفترض أنهم قدوة لأناس كثيرين، إلا أن هوس التريند والسوشيال ميديا أصاب العديد منهم بالهوس واللوثة العقلية بما يسمى الترند، سواء كان بقصد أم بغير قصد. وصار اللعب بالسوشيال ميديا بين النجوم كاللعب بالنار، له القليل من الحسنات والكثير من الأزمات والمصائب. هذا بالنسبة للذين يريدون أن يتصدروا المشهد ويعتلوا الترند، لكن ماذا عن الأشخاص الذين تخرج منهم بعض الهفوات دون قصد فيتم تناقلها بشكل مغاير للحقيقة، بل يتم استغلالها في الهجوم على هذا النجم أو ذاك الفنان. ولن نذهب بعيداً، لكن لنناقش الأزمة الأخيرة التي تصدر فيها الفنان أحمد حلمي المشهد، والتي تباينت الآراء حولها، فهناك من اعتبرها سقطة إعلامية واستهانة بالمصريين والسخرية منهم بل هناك من تمادى واعتبر أن أحمد حلمي فعل ذلك إرضاء لبعض الأشخاص. لنأخذ المشهد منذ البداية، أولاً الشخص الذي اختاره أحمد حلمي ليمازحه ليس شخصية مجهولة أو غير معروفة، لكنه الملحن والموزع الموسيقي مصطفى جاد، وكانت تجلس بجواره زوجته المطربة كارمن سليمان، إذًا فهما ليسا شخصين عاديين. ثانياً أكد أحمد حلمي في تصريح لأحد أصدقائه من الصحفيين أنه هو الذي وجه الدعوة إلى مصطفى جاد وزوجته كارمن سليمان، وبالطبع لن يقوم بطل العرض وهو بقيمة وقامة أحمد حلمي، بدعوة شخص أيا كان، ويجلسه في نهاية القاعة، فمن الطبيعي أن يجلس ضيف نجم العرض في الصف الأول. ثالثاً هل مصطفى جاد وكارمن سليمان قاصرين عن الرد على أحمد حلمي إذا ما شعرا أنه يستهزئ بهما أو يتطاول على المصريين في كلامه؟. موقف أحمد حلمي من المزاح مع مصطفى جاد وكارمن سليمان موقف عادي وطبيعي ويمكن أن يمر بشكل طبيعي إلا أن خفافيش الظلام ينتظرون الهفوات والسقطات لإشعال النار وتأجيجها ضد هذا أو ذاك، وهو ما حدث مع أحمد حلمي حيث تلقف هؤلاء الخفافيش ذلك الإفيه ليشعلوا النيران في السوشيال ميديا ويقيموا الدنيا ولا يقعدوها وكأنهم هم الموكلون بحماية البلاد من هجوم المتربصين بها. هؤلاء الخفافيش استغلوا صورة نشرها حلمي بعد هذا الموقف ليثيروا حفيظة الشعب المصري كله ضده، فقد نشر الأخير صورة له على أحد حساباته على سوشيال ميديا، وهي- لمن يراها بعيدا عن هذا الموقف- صورة عادية جدا لشخص يشعر بالبرودة يرتدي نظارة شمسية ويضع على رأسه غطاء ثقيلا وسماعات أذن، ولكن لأن الذين يتصيدون في الماء العكر لا يجعلون هذا الأمر يمر من تحت أيديهم بسلام، فأثاروا النار وأشعلوها واضعين على لسان الرجل ما لم يقله أو يقصده، فانتشرت مقولة أنه يريد أن يقول لمن يهاجمونه «أنا لا سامعكم ولا شايفكم»، وهو ما لم يقصده حلمي مطلقاً حيث كشف عن ذلك في حديثه مع صديقه هاني سامي، والذي أكد فيه أنه موضوع تحت مجهر بعض الأشخاص الذين يريدون أن ينالوا منه ومن سمعته. مثال أحمد حلمي هذا دليل قوي على قوة وهيمنة السوشيال ميديا على المشهد، وهو أمر يلقي بظلاله الخطرة على الساحة، بل يتعدى الأمر مرحلة الخطورة إلى ما هو أبعد من ذلك، لتصبح الهيمنة والسيطرة على وسائل الإعلام في يد المتحكمين في السوشيال ميديا. لابد من وقفة قوية من أجهزة الدولة ضد هؤلاء الذين يلعبون بالنار ويحاولون أن يسيطروا على عقول الكثير من الناس الذين لا يأخذون معلوماتهم وأفكارهم سوى من السوشيال ميديا، ولابد من وجود توعية للآباء والأمهات بمتابعة ومراقبة أبنائهم حتى لا يقعوا في براثن السوشيال ميديا، وحتى لا نكون كاللاعبين بالنار.