أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التعريف الصحيح لأي مصطلح هو أساس البحث العلمي، حيث يسعى العلماء دائمًا إلى تقديم تعريفات جامعة مانعة، تحصر المفهوم بدقة دون التباس أو تداخل مع مفاهيم أخرى وأشار إلى أن تحديد المعاني بدقة يساهم في بناء فكر علمي واضح ومستقيم، بعيدًا عن التأويلات الخاطئة أو التحريفات الفكرية التي قد تؤدي إلى انحرافات في الفهم والتطبيق. اقرأ أيضا| المفتي السابق: التجميل بلا ضرورة طبية عبث ومخالف للشريعة مفهوم التراث في الفكر الإسلامي ووفقًا لما صرح به مفتي الديار المصرية السابق خلال لقائه في برنامج بيان للناس، المذاع على قناة الناس، فإن التراث يشمل كل ما تركه الأجداد من ثقافة وفكر وممارسات، وهو لا يقتصر فقط على النصوص الدينية مثل القرآن الكريم والسنة النبوية، بل يشمل أيضًا اجتهادات العلماء عبر التاريخ وتطبيقاتهم في مختلف القضايا الحياتية. العلاقة التكاملية بين القرآن والسنة وأوضح علام أن العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية هي علاقة تكاملية، حيث لا يمكن الفصل بينهما، فالرسالة التي بعث بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم شملت إجابات شاملة لكل الأسئلة التي طرحت عليه، وكان الوحي الإلهي هو المصدر الأساسي لهذه الإجابات وأضاف أن السنة النبوية جاءت لتوضيح الأحكام القرآنية وتطبيقها عمليًا، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التشريع الإسلامي. الوحي في حياة النبي ثلاثة أشكال رئيسية وأشار المفتي السابق إلى أن الوحي لم يكن مقتصرًا على القرآن الكريم فقط، بل ظهر في ثلاث صور رئيسية: 1 القول: تمثل في الأحاديث النبوية التي قالها الرسول الكريم لتوضيح الأحكام والتشريعات 2 العمل: ظهر في سلوك النبي وأفعاله اليومية التي جسدت تطبيق الوحي عمليًا 3 التقرير: حيث كان النبي يقرّ أفعال الصحابة إذا كانت صحيحة، مما يعد دليلًا على صحتها وموافقتها للشريعة وأكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن ينطق عن الهوى، بل كان كل ما يقوله ويفعله بإلهام من الله سبحانه وتعالى، ليكون قدوة للأمة في فهم وتطبيق الشريعة الإسلامية. اقرأ أيضا| مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس والشعب المصري بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة ضرورة فهم التراث بعيدًا عن التفسيرات المغلوطة وفي ختام حديثه، شدد علام على أن فهم التراث الإسلامي يجب أن يكون قائمًا على العودة إلى النصوص الأصلية، والتعامل معها بشكل صحيح ومتكامل، بعيدًا عن التفسيرات الخاطئة أو الانحرافات الفكرية التي قد تؤدي إلى ضرر بالمجتمعات الإسلامية وأكد أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة قراءة التراث بمنهجية علمية دقيقة، تعكس مقاصد الشريعة الإسلامية وتواكب تطورات العصر.