في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الانقسام داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، أعلن سايكات شاكرابارتي، رئيس الموظفين السابق للنائبة التقدمية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، تحديه لرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في معقلها الانتخابي بسان فرانسيسكو. في حين أن هذا التطور الذي كشفت عنه صحيفة بوليتيكو الأمريكية، يأتي في توقيت بالغ الحساسية مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليضيف فصلاً جديداً في الصراع المحتدم بين جيلين داخل الحزب العريق. صراع الأجيال في تفاصيل المشهد المثير للجدل، يمثل شاكرابارتي، التقني السابق البالغ من العمر 39 عاماً، الجيل الجديد من السياسيين التقدميين الذين يسعون لإحداث تغيير جذري في هيكل الحزب الديمقراطي وتوجهاته. وفي تصريحات لافتة نقلتها بوليتيكو، أكد شاكرابارتي أن احترامه لإنجازات بيلوسي على مدار مسيرتها السياسية لا يتعارض مع قناعته بأن أمريكا اليوم تختلف جذرياً عما كانت عليه قبل 45 عاماً عندما دخلت بيلوسي معترك السياسة. وأضاف أن البلاد تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب حلولاً جذرية توازي حجم المشكلات القائمة، في إشارة واضحة إلى ضرورة تجديد دماء القيادة الحزبية. اقرأ أيضًا: إصابة «نانسي بيلوسي» في لوكسمبورج ونقلها إلى المستشفى جذور الصراع وتداعياته المستقبلية تكشف بوليتيكو عن خلفيات أعمق لهذا التحدي، إذ يرتبط قرار شاكرابارتي بشكل مباشر بالتوتر المتصاعد بين بيلوسي وأوكاسيو كورتيز، خاصة بعد موقف بيلوسي المعارض لتولي النائبة الشابة منصباً قيادياً في لجنة الرقابة بمجلس النواب. وقد تجلى هذا التوتر في دعم بيلوسي للنائب جيري كونولي (74 عاماً) على حساب أوكاسيو كورتيز، في خطوة اعتبرها التيار التقدمي تكريساً لهيمنة الجيل القديم على مفاصل القرار داخل الحزب. ويكتسب هذا التحدي أهمية استثنائية في ظل الغموض المحيط بمستقبل المقعد، فرغم تقديم بيلوسي أوراق ترشحها لانتخابات 2026، إلا أنها لم تعلن صراحة عن نيتها خوض المعركة الانتخابية. وتشير المصادر السياسية للصحيفة إلى وجود عدة سيناريوهات محتملة، من بينها إمكانية ترشح السيناتور سكوت وينر أو كريستين بيلوسي، ابنة رئيسة مجلس النواب السابقة، في حال قررت الأخيرة عدم الترشح. معركة الأفكار والرؤى المتنافسة يطرح شاكرابارتي، المعروف بخلفيته التقنية وعمله السابق مع السيناتور بيرني ساندرز، رؤية راديكالية للتغيير داخل الحزب الديمقراطي. وفي تصريحات نارية نقلتها بوليتيكو، انتقد ما وصفه ب"الاستيلاء غير القانوني على الحكومة" من قبل ترامب وإيلون ماسك، مؤكداً أن هذا الوضع يستدعي تجديداً شاملاً في قيادة الحزب وأساليب عمله. وفي ظل صمت مكتب بيلوسي عن التعليق على إعلان شاكرابارتي، تتزايد التكهنات حول مستقبل أحد أهم المقاعد في الكونجرس الأمريكي. ويرى محللون سياسيون أن هذه المعركة الانتخابية قد تشكل نقطة تحول في مسار الحزب الديمقراطي، خاصة مع تصاعد الضغوط من أجل التغيير في أعقاب عودة ترامب إلى السلطة وتنامي التيارات التقدمية داخل الحزب. ورغم أن المنطقة تعد معقلاً تقليدياً للديمقراطيين، مما يجعل الفائز في الانتخابات التمهيدية مرشحاً قوياً للفوز بالمقعد في الانتخابات العامة، إلا أن المعركة تتجاوز مجرد الفوز بمقعد في الكونغرس لتصبح رمزاً للصراع بين رؤيتين متناقضتين لمستقبل الحزب الديمقراطي في عصر يشهد تحولات سياسية واجتماعية غير مسبوقة.