ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استعداد لتدمير الاقتصاد العالمي بسبب القرارات التي اتخذها مؤخرا، إلا أنه يجب على دول العالم ألا تقف مكتوفة الأيدي ولكن تسعى لتبني موقفا مناهضا للسياسية الأمريكية. وأشارت كاتبة المقال جابي هينزليف إلى أن انزلاق الاقتصاد العالمي لمرحلة ركود سوف يلقي بظلاله السلبية على جميع الأطراف دون استثناء، موضحة أنه لا يوجد أي دولة من دول العالم تتمتع بالقوة الكافية التي تمنعها من الانهيار الاقتصادي. وأضاف المقال أن أمركيا التي تمثل أكبر قوة اقتصادية في العالم تقوم بتهديد دول أخرى بفرض رسوم باهظة على وارداتها، موضحا أن واشنطن مارست هذا الأسلوب مع المكسيك ثم عادت وعدلت عن تهديدها من خلال تأجيل تنفيذ التعريفة الجديدة وهو ما يثير الكثير من المخاوف لدى حلفاء الولاياتالمتحدة كما يؤثر سلبا على العلاقات بين واشنطن وهؤلاء الحلفاء. ولفت المقال إلى أنه على سبيل المثال قامت الولاياتالمتحدة بإبلاغ كندا، التي أرسلت منذ عدة أسابيع قوات مكافحة الحريق للمساعدة في السيطرة على حرائق لوس انجلوس، أنها "ربما لا تتعرض لفرض رسوم إضافية إلا أنها قد تتعرض لعقوبات تهدد وجودها كدولة مستقلة". ونوه إلى أن ترامب أعلن مؤخرا أنه ليس لديه النية لغزو كندا كما أنه وجه رسالة طمأنة مماثلة للدانمارك فيما يخص جزيرة جرينلاند، والتي رفضت الدانمارك تسليمها للجانب الأمريكي، إلا أن سياسته الاقتصادية المتمثلة في فرض ضرائب باهظة قد تؤدي إلى نفس النتائج. وتابع المقال أن الموقف الواضح لرئيس وزراء كندا المنتهية ولايته جوستين ترودو وخليفته المحتمل بيير بوليفيير، واللذين تعهدا بمناهضة ذلك التوجه الأمريكي، توحي بأنهما يأخذان الأمر على محمل الجدية. وأوضح أن قرار ترامب بتأجيل فرض الرسوم الإضافية على كندا بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء جوستين ترودو ربما يكون قد أسهم في التخفيف من حدة الموقف ولكن بشكل مؤقت. ورأى المقال أن ترامب يطبق نظرية اقتصادية غاية في القسوة تتلخص في أن حلول جميع مشاكل العالم تكمن في أسلوب فرض الرسوم الجمركية، إضافة إلى أن تلك النظرية من شأنها تحقيق المزيد من الأرباح للميزانية الأمريكية على نحو أفضل من فرض الضرائب على المواطن الأمريكي. اقرا ايضا :الحرب التجارية| الصين تفرض رسوما جمركية على أمريكا ب10% أكد المقال أن الرسوم الجديدة التي يقترحها ترامب سوف تجلب مليارات الدولارات للميزانية الأمريكية سوف يتم تحصيلها من المستهلك الأمريكي الذي يشتري سلعة مستوردة إلا أن تلك المليارات سوف تساعد بدون شك في تقليص الضرائب على المواطن الأمريكي. وأشار المقال في الختام إلى أن الأمر يبدو كما لو أن ترامب يسعى إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الأمريكي بين عشية وضحاها بحيث يتحول من اقتصاد يعتمد على فرض ضرائب على الدخل إلى اقتصاد يعتمد على فرض ضرائب على الاستهلاك.