توصل العلماء إلى اكتشافات جديدة حول كيفية انتشار الفيروسات عامة، وكيفية تفاعل الجهاز المناعى معها خلال حوارى معه حول أحدث أبحاثه العلمية عن فيروس كورونا ، قال لى دكتور سامح سعد جملة مهمة،قلبت موازين تفكيرى، و جعلتنى أنظر إلى جانب آخر لتأثيرات هذا الفيروس . قال د.سامح أن فيروس كوفيد أو كورونا حفز أذهان العلماء، لمزيد من البحث والدراسة للكشف عن أسرار هذا الفيروس العنيد، وفى غمار بحوثنا اكتشفنا علاقات لم يكن أحد يلتفت إليها من قبل ، واكتشفنا أيضا أننا يمكننا الاستفادة بها الآن فى مكافحة أمراض أخرى. ود.سامح سعد هو باحث مصرى يرتقى لدرجة العلماء ، ويعمل رئيسا لوحدة بيولوجيا الأورام بمستشفى 57357، هذا الصرح الذى لم يعد فقط مستشفى نموذجيا ورائدا، بل مركزا متميزا للبحث العلمى أخذ مكانته فى أكبر المجلات العلمية العالمية، التى ينشر بها سنويا عددا كبيرا من الأبحاث المهمة. كلام د.سامح حفزنى شخصيا للبحث والتحرى عن الجانب الآخر لهذا الفيروس، واكتشفت أن له بالفعل جوانب إيجابية لم نلتفت إليها وسط حالة الفزع التى أصابتنا منه ، فظهور الجائحة وارتفاع أعداد المرضى والوفيات أثار تحدى العلماء لمواجهة هذا الخطر ، وأمام سرعة انتشاره ، بدأت أبحاثهم أيضا تسابق الزمن، لينجحوا بالفعل فى تحقيق إنجازات غير مسبوقة، خلال فترة قصيرة. فمنذ ظهور جائحة كوفيد-19، شهد العالم إنتاجاً علمياً هائلاً لمواجهة الفيروس وفهم تأثيراته، وكشف أسراره، فحتى 31 مارس 2023، تم نشر حوالى 443 ألف دراسة علمية حول كوفيد-19 على مستوى العالم. والجميل، أن من بين هذا العدد، ساهم الباحثون العرب بحوالى 23 ألف دراسة، أى ما يمثل 5.4% من إجمالى الإنتاج العلمى العالمي. وكان لمصر والسعودية النصيب الأكبر فى هذه الأبحاث، وحتى نوفمبر 2021 كانت مصر فى المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا فى النشر العلمى حول الفيروس . وكانت أهم انجازات العلماء أنهم نجحوا فى إنتاج لقاحات باستخدام تقنيات جديدة ، يمكن استخدامها فى علاج أمراض أخرى مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية. وخلال محاولاتهم ايضا للكشف عن أسرار كورونا، توصل العلماء إلى اكتشافات جديدة حول كيفية انتشار الفيروسات عامة ، وكيفية تفاعل الجهاز المناعى معها، وهو ما فتح الطريق أمام الباحثين لمكافحة فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والإيبولا. وخلال محاولات العلماء أيضا للتوصل إلى أساليب تشخيص سريعة لعلاج الفيروس مبكرا، نجحوا فى تطوير تقنيات تشخيص جديدة، يمكن استخدامها لمواجهة أوبئة أخرى فى المستقبل. والأهم من كل ذلك هو نجاحهم فى اكتشاف العديد من الأدوية المضادة للفيروسات، والتى أصبحت مفيدة فى التعامل مع أمراض فيروسية أخرى . وأخيراً ،كانت الدراسة الحديثة التى تمت بمستشفى 57357، بالاشتراك مع قصر العينى، و كانت تبحث -كما قال باحثها الرئيسى د.سامح سعد- عن سر وفاة بعض مرضى كورونا، ونجاة آخرين، وكشفت الدراسة أن بعض مرضى كوفيد من الحالات الحرجة يتعرضون لنقص حاد فى الأكسجين يؤدى لارتفاع مستوى بعض المركبات الكيميائية وتراكمها لتسبب زيادة فى حموضة الدم ، وهى حالة خطيرة تسبب مشاكل كبيرة ويمكن أن تؤدى للوفاة بين مرضى كورونا وهى نتائج مهمة سيتم استخدامها فى مكافحة أمراض أخرى خطيرة، مثل تعفن الدم، وأمراض المناعة الذاتية، وأمراض القلب والرئة، وبعض السرطانات، وستفتح المجال لتطوير علاجات جديدة تستهدف هذه الأمراض الخطيرة وتحسن معدلات الشفاء والنجاة منها. باختصار، رغم الأثر السلبى لجائحة كورونا، إلا أنها كانت محفزًا للابتكار والتقدم فى العديد من المجالات الطبية، بما يفيد فى مكافحة أمراض أو أوبئة أخرى حاليا أو فى المستقبل.