لم يفرح الفلسطينيون وحدهم وهم يعودون إلى أرضهم وبيوتهم وإن كانت أطلالاً بل أزعم أن العالم الذى رفض المجازر الوحشية الإسرائيلية فى حق أهالينا ملأت قلوبهم السعادة والفرحة وهم يشاهدون أهالى غزة يسيرون صفوفا بالآلاف فى اشتياق إلى بيوتهم المهدمة ولكن الروح ما زالت تنبض فى الأرض. أنه عيد رغم الدمار الشاهد على الظلم، كما أن روائح الشهداء تعطر التراب المقدس.. أما الصهيونية العالمية التى تنتشر فى بعض النفوس فى العالم فكانت تشاهد الأسرى الإسرائيليين ومدى السعادة ليس بالإفراج عنهم فقط ولكن بحُسن المعاملة والحفاظ على أرواحهم والعناية بهم بألم شديد خاصة أنهم منذ زمن بعيد وهم يقتلون الأسرى عندهم ويذيقونهم أشد صنوف العذاب.. إنها مقارنة بين الأخلاق فى معاملة الأسرى الإسرائيليين والنذالة الإسرائيلية فى معاملة أسرانا مثل مذبحة دير ياسين وقانا وأسرانا فى 67 عقب النكسة.. الصورة واضحة تماما أمام الأسوياء والاعداء بأنه مهما طال الاحتلال للاراضى العربية لن يدوم، مثلما حدث مع مصر والجزائر التى استمر الاحتلال فيها عقوداً من الزمان ولكنه رحل غير مأسوف عليه، وأن الزمن لن ينحاز للأشرار أبدا مهما امتلكوا من قوة وعتاد ونفوذ، وأن صبر الابطال لن يهزم ابدا.. ومع ذلك نجد العقيدة الصهيونية بتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة ما زالت قائمة وكل رئيس امبريالى فى لندن وامريكا وأتباعهم يطلبون هذا الأمر مرة بالترغيب ومرة بالتهديد ولم يتعلموا من دروس الماضى. هذا الأمر يذكرنى بالشخص الذى يكرر الإجابة الخطأ على نفس السؤال، فما زال طلب تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة يتكرر من زمن إلى زمن رغم معرفة الإجابة بالرفض مسبقا عقيدةً وليس أمراً ثانوياً يمكن تغييره فى أى لحظة. ألم يسأل الذين يطلبون تهجير أهلنا لاحتلال أراضيهم أنفسَهم لو جاء أحد فى زمن ما يفعل بهم ما يفعلون بالآخرين ماذا سيكون رد فعلهم؟! لكن لأنهم تعوَّدوا أن يأخذوا أرض الغير بالقوة مثلما فعلوا بالهنود الحمر أصحاب الأرض ومثلما فعلت إسرائيل منذ النكبة بأخذ أراضى فلسطين بالقوة وتريد استكمال احتلالها بأخذ الاراضى كلها وطرد أهلها ظنا منهم ان القوة هى الحل لتنفيذ مخططهم وليس هناك مكان للعدل والسلام.. أمتنا العربية والإسلامية لابد لها من العودة إلى الوحدة التى قضت على أكبر إمبراطوريات الفرس والروم والتتار وحررت شعوب الأرض لكى تستعيد تاريخها وقوتها مهما كانت، لأننا ننتصر بإيماننا ووحدتنا.