الإذاعة الإسرائيلية: الدفعة الأخيرة من الصواريخ الإيرانية كانت محدودة ولم تزد على 4 صواريخ    بن رمضان يسجل الهدف الرابع للأهلي أمام بورتو في كأس العالم للأندية    رغم تحذير أسرته، عودة العندليب بتقنية الهولوجرام بمهرجان موازين تثير اندهاش الجمهور (صور)    إعلام إيراني: الدفاعات الجوية تتصدى لطائرات إسرائيلية في مناطق شرق طهران    هجوم بمسيرتين مجهولتي الهوية على قاعدة عسكرية جنوبي العراق    بوجبا يقترب من العودة إلى منتخب فرنسا    ضبط المتهمين باشعال النيران داخل سوق في حدائق القبة    عاجل الخارجية القطرية: حذرنا مرارا من مغبة تصعيد إسرائيل في المنطقة وسلوكياتها غير المسؤولة    ما حكم تيمّم المرأة التي تضع «المكياج»؟.. الإفتاء تُجيب    "طلعت مصطفى" تتصدر قائمة أقوى 100 شركة في مصر.. وتحصد جائزة المطور العقاري الأول لعام 2025    البترول: حقل ظهر لا يزال واعدًا وخطة لإضافة 200 مليون متر مكعب غاز عبر آبار جديدة    البابا تواضروس يعزي بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس في ضحايا الهجوم على كنيسة مار إيلياس    لطلاب الثانوية.. منح 75% للتسجيل المبكر بالبرامج الدولية بهندسة عين شمس    "تعليم الشيوخ" تُطالب بتكاتف الجهود لمواجهة التنمر بالمدارس    أحمد جمال يكتب: قنبلة صيفية    مسئول إسرائيلي: حققنا الهدف من إيران ونعيش لحظات تاريخية.. وتركيزنا الآن على إزالة تهديد غزة    إسرائيل نمر من ورق لا تستطيع الصمود عسكريا بدون أمريكا    عراقجي: إذا أوقفت إسرائيل هجماتها عند الرابعة فجرًا سنلتزم ب عدم الرد    العدالة المدفوعة في زمن السيسي.. نقابة المحامين تجدد رفضها لفرض الرسوم القضائية    تشكيل بورتو لمواجهة الأهلي في كأس العالم للأندية    "هنأت المنافس".. تعليق مثير للجدل من سيميوني بعد توديع أتليتكو مدريد لمونديال الأندية    "زيزو لا إنهارده والسوشيال ميديا جابتنا ورا".. انتقادات قوية من نجم الأهلي على أداء كأس العالم للأندية    تغطية بالصور.. الأهلي وبورتو في كأس العالم للأندية    مصر للطيران تعلن استئناف تدريجي للرحلات الجوية بعد تحسن الأوضاع الإقليمية    استدعاء مالك عقار شبرا المنهار لسماع أقواله    ضبط صاحب محل ملابس ب سوهاج استولى على 3 ملايين جنيه من 8 أشخاص بدعوى توظيفها    عيار 21 يفاجئ الجميع.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    سلمى أبو ضيف: «مش مقتنعة بالخطوبة واتجوزت على طول عشان مضيعش وقت»    سلمى أبوضيف: وزني زاد 20 كيلو ب الحمل وتمنيت ولادة صوفيا يوم عيد ميلادي    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة ب الأسواق اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025    هل الشيعة من أهل السنة؟.. وهل غيّر الأزهر موقفه منهم؟.. الإفتاء تُوضح    تفسير آية | معنى قولة تعالى «وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي 0لۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي 0لۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ»    علي جمعة: اختيار شهر المحرم لبداية العام الهجري كان توفيقًا إلهيًا يعكس عظمة الحج ووحدة الأمة    وكيل صحة الإسكندرية تتفقد القافلة المجانية بمستشفى المعمورة للطب النفسي    تامر عاشور يشعل ليالي "موازين 20" بالرباط.. ومسرح العظماء يستعد لصوته    مصر للطيران تعلن عودة استئناف الرحلات تدريجيا إلى دول الخليج بعد فتح المجال الجوي    تشكيل بورتو الرسمى أمام الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025    ضبط عامل لاعتدائه على زوجته وزوجة شقيقه بسلاح أبيض في أبو النمرس    جماهير الأهلى تحفز اللاعبين بلافتات "أعظم نادى فى الكون"    محمد سلامة يعلن انتهاء أزمة مرتبات العاملين بالاتحاد السكندري ويجتمع بلاعبي السلة والقدم    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    85.3 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الإثنين    تحرير 8 محاضر منشآت طبية غير مرخصة في سوهاج (صور)    طريقة عمل المسقعة باللحمة المفرومة في خطوات بسيطة    علاج الإمساك المزمن، بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    استعدوا للهجمات الصيفية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: درجة الحرارة 41 مئوية    المتحدث باسم الداخلية القطرية: الوضع الأمنى فى البلاد مستقر بالكامل    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025    بروتوكول بين «الجمارك» وجامعة الإسكندرية لتعزيز الاستثمار في التنمية البشرية    روسيا: هجمات واشنطن وتل أبيب على إيران تؤدي إلى تصعيد متزايد في الشرق الأوسط    إصابة عامل بطلق خرطوش في دار السلام بسبب خلافات الجيرة وضبط الجاني    ترجمات| «هكذا تكلم زرادشت».. صدم به «نيتشه» التيارات الفلسفية المتناقضة في أوروبا    سلمى أبو ضيف: والدى كان صارما وصعبا مما جعلنى متمردة    عرفت من مسلسل.. حكاية معاناة الفنانة سلوى محمد علي مع مرض فرط الحركة    منها الجزر والباذنجان.. 5 أطعمة تخفض الكوليسترول الضار ب الدم    انعقاد لجنة اختيار المرشحين لمنصب عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة قناة السويس    ليلى الشبح: الدراما العربية تعد من أبرز أدوات الثقافة في المجتمعات    د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل مشاجرات الطلبة وطالبات l مشاجرة بين طالبات داخل مدرسة دولية .. فى مدرسة بالزيتون طالبة تصيب زميلتها بقطعة زجاج
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 03 - 02 - 2025

أي رجل وامرأة تزوجا وأنجبا، يريدان لأطفالهما مستقبلا مشرقا، ومن أسس هذا المستقبل – في اعتقادهما – أن يدخلا أطفالهما مدرسة خاصة، وإن كانت ظروفهما الاقتصادية ميسورة، فإنهما يسعيان إلى إلحاق أطفالهما بمدرسة دولية، وهذا المفهوم تأصل حتى وصل إلى ثمة اعتقاد بأن المدارس الدولية هي الضمانة لتعليم جيد، وتربية جيدة، وهذا المفهوم، على خلوه من المنطق، إذ أن أغلب العلماء والأدباء وكبار رجال الدولة تخرجوا في مدارس حكومية، أصبح منوطًا بالمكانة الاجتماعية، بمعنى أن فكرة إلحاق الأطفال بمدارس من هذه الفئة نوع من أنواع الوجاهة، و"البريستيج"، حتى أن البعض منهم – بقصد أو دون قصد – سار يردد أن هذه المدارس لا يشوبها شائبة، وأنه لا يمكن أن يحدث بها ما يحدث في بعض المدارس الأخرى، وعلى الرغم من جودة المدارس الدولية ومكانتها، إلا أن مفهوم التعليم واضح ومعمم على كل المدارس المصرية بما فيها الدولية، وما يحدث هنا من تجاوزات في أحيان يحدث هناك أيضا في أحيان أخرى، وهذه حقيقة لا خلاف فيها، وما يؤكدها ما حدث في إحدى مدارس التجمع، عندما تعدت فتاة على زميلتها وأحدثت بها إصابات بالغة، والتقطت هذه المشاجرة عدسات تليفونات المحمول – وهذه كارثة أخرى دون أن يفكر طالب واحد في أن يتخلى عن هوس السوشيال ميديا ويتدخل لمنع الجريمة التي وقعت بزميلتهم – فالأهم هو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه ليست الواقعة الوحيدة، ففي مدرسة سرايا القبة، بمنطقة الزيتون، بالقاهرة، حدثت مشاجرة بين طالبتين في المرحلة الإعدادية، أسفرت عن اعتداء إحداهما على الأخرى بقطعة زجاج وإصابتها بجرح قطعي في الوجه، تطلب تدخلا جراحيًا وإجراء 40 غرزة.
وأيضا في محافظة الإسكندرية تكررت واقعة أخرى، تعدى فيها طالب على 3 من زملائه طعنًا بآلة حادة، باختصار المدراس الدولية والخاصة والحكومية ما هي إلا مدراس تقدم خدمة تعليمية، وأي تجاوز هنا أو هناك فهي حالات فردية لا يقاس عليها، وحتى نستدل على ذلك بأمثلة حية ومن أرض الواقع، نخوض في تفاصيل واقعتي التجمع وسرايا القبة بمحافظة القاهرة وواقعة الإسكندرية، في السطور التالية.
فيديو مستفز، هذا أقل ما يقال عن واقعة إحدى المدارس الدولية في التجمع الخامس، يظهر فتاة بصحبة أخريات زميلات لها، وهي تتعدى على فتاة وتبرحها ضربًا، وكأنها مشاجرة في موقف سيارات أفرادها بعض البلطجية، وليست فتيات طالبات في مدرسة دولية مرموقة.
أحدث هذا الفيديو موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدول البعض هذا المقطع معبرين عن استيائهم من الفتاة المتعدية ويطالبون بمعاقبتها، وأخذ حق الفتاة التي تعرضت للاعتداء، ووصفوا هذه الأفعال بالسلوك الهمجي الذي لا يرقى بطالبات داخل مدرسة فضلا عن كونها مدرسة دولية المنضمين إليها من أعالي القوم وأكثرهم مالا!، خاصة وأن مصاريف المدرسة باهظة، والقادر على إلحاق أطفاله بها ميسر ماديًا، وكأن صور الخروج عن العادات والتقاليد والأساليب الهمجية قاصرة على طبقة دون أخرى.
واقعة الاعتداء
في تفاصيل هذه الواقعة، حكت "كارما"، الطالبة التي تعرضت للاعتداء، في أقوالها أمام النيابة العامة؛ هؤلاء الفتيات، وبالأخص راوية، التي اعتدت عليها، أنه لم يسبق لها أن حدث بينها وزميلتها في المدرسة "راوية" وشقيقتها أي مشكلة على الإطلاق، وأنها أثناء ما كنت تسير في ممر داخل المدرسة مع زميلة لها، في نهاية اليوم الدراسي، تفاجأت بطالبة تسير خلفها وتقول لها "أنا هفضل ماشية وراكي سنة ولا وإيه"، وعندما التفت لها كارما، بادرت الطالبة بقولها: "انتي بتبصيلي كدا ليه"، حينها قالت لها كارما: "انتي بتتكلمي كدا ليه هو حد جه جنبك"، حينها تطور الأمر إلي خلاف بينها والطالبة، ووصل إلى أن ألقت الطالبة على كارما وابلامن الألفاظ النابية، شتائم تتعلق بالأب والأم، حينها قالت "كارما" لها: "هي الشتيمة دي ليا"، لكن قبل أن تجيب الفتاة أسرعت نحو شقيقتها الكبرى، "راوية"، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، والتي حضرت بدورها وقالت ل "كارما" : "لو ممشتيش أنا هديكي بالقلم على وشك".
وأضافت؛ أنه بعدها أقبل عليها الشقيقتان ومعهما طالبة ثالثة، واعتدين عليها اعتداءً أسفر عن نزيف من أنفها، بسبب تعرضها لكسر في الأنف، وتعرضت لحالة دوار شديد في الدماغ، وجاء في التقرير الطبي، أنه اجريت عملية جراحية برد كسر عظام الأنف، وتركيب دعامة خارجية، وأوصى الطبيب المعالج بأن الطالبة "كارما" تحتاج لراحة لمدة أسبوعين من تاريخ الخروج من المستشفى.
هذا حرفيا ما جاء على لسان "كارما"، في أقوالها أمام النيابة العامة، لكن على الناحية الأخرى، قالت راوية وشقيقتها، والطالبة الثالثة التي كانت معهما في الواقعة؛أن "كارما" هي التي تشاجرت في بداية الأمر مع شقيقة "راوية" الصغرى، وأن "كارما" تعرضت للشقيقة الصغرى بالسب والضرب، مما دعاها إلى استدعاء شقيقتها الأكبر منها، "راوية"، لتدافع عنها، وحينها حدث ما حدث، والفتاة الثالثة، التي كانت متهمة هي الأخرى بالاعتداء على "كارما"، نفت تماما علاقتها بالأمر، وقالت إنها كانت فقط تفصل فيما بينهما في المشاجرة، ولم تعتدِ على "كارما".
بعد الانتهاء من التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، أمرت بالإفراج عن الفتيات الثلاثة، بكفالة مالية قدرها 50 ألف جنيه لكل منهن، وبالفعل نفذ قسم شرطة التجمع الخامس، القرار الصادر من النيابة العامة بشأن إخلاء سبيل الشقيقتين المتهمتين وصديقتهما، في واقعة الاعتداء على زميلتهن، داخل إحدى المدارس بالتجمع.
فصل الطالبات
بمجرد ما أن نشر الفيديو الذي أوضح تفاصيل هذه المشاجرة داخل المدرسة الدولية بالتجمع الخامس، تدخلت وزارة التربية والتعليم على الفور، واتخذت الإجراءات القانونية، وجاء القرار بناءً على ما وقع بوضع المدرسة تحت الإشراف الإداري والمالي للوزارة.
وأثناء زيارة محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، للمدرسة عقب الواقعة، تفقد الإجراءات والآليات التي اتخذت من إدارة المدرسة من أجل الحفاظ على بيئة تعليمية صحية وآمنة، تضمن حقوق الطلاب كافة، وترسخ لثقافة الاحترام والقيم، مع ضرورة الالتزام بلائحة الانضباط المدرسي وتطبيقها على جميع الطلاب، ووجه "عبد اللطيف"، بحصر أعداد المعلمين والمشرفين وأفراد الأمن ومتابعة أدائهم، فضلا عن متابعة تواجد المشرفين وزيادة أعدادهم بكل دور، وخاصة عند دخول وخروج الطلاب.
ايضا قررت الوزارة، فصل الطالبات الثلاث المتورطات في واقعة الاعتداء، على زميلتهن، فصلا نهائيًا، وإحالة ملفهن إلى لجنة الحماية المدرسية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأيضا تطبيق العقوبات المنصوص عليها في لائحة الانضباط الطلابي على الطلاب الذين صوروا الواقعة، وأسهموا في نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه أجري تحقيق موسع في الواقعة باستخدام كاميرات المراقبة، واستدعاء أولياء أمور الطالبات وإبلاغهم بقرار الفصل.
لا تصالح
في حديثه ل"أخبار الحوادث"، قال والد الطالبة كارما، أحمد تيسير، أنه لا يصدق ما حدث مع نجلته، مشيرًا إلى أنه مهما بلغ حجم التجاوز من الطلاب، لابد وألا يصل إلى فكرة الاعتداء المباشر لأن هذا نوع من التدني الأخلاقي والجرائم الذي لا يمكن قبولها في المجتمع بصفة عامة، فما بالك داخل مدرسة دولية لها مكانتها في الأوساط التعليمية.
وأضاف: "أنا عرفت الخبر وكنت في صدمة، ولما شوفت الفيديو مكنتش مصدق إن دا ممكن يحصل في طالبة تانية مش بس بنتي، دي مدرسة ليها قدسيتها واحترامها، واللي اضربت دي طالبة أتت لتتعلم، واللي اعتدت عليها برضه المفروض جاية تتعلم، طب أمال فين التعليم بقى ودي تصرفات طالبة في المدرسة".
واستطرد قائلا: "أنا مش ممكن بأي حال من الأحوال اتصالح، ومش هقبل بالصلح، باختصار لأن دا حق بنتي مش حقي، ولازم تتاخد كل الإجراءات القانونية في الواقعة والقانون ياخد مجراه، وأنا واثق في عدالة المحكمة إنها هتنصف بنتي بعد اللي حصلها ده، دول ميعرفوش بعض، ومسبقش لبنتي كارما إنها تعرف راوية أو اتعاملت معاها قبل كدا، المفروض اللي حصل إن دي مشادة كلامية بين كارما وبين شقيقة راوية الصغرى، اللي في جريد 6 مع بنتي، والبنت قالت لأختها الكبيرة راوية اللي في جريد 12، واللي جات وضربت بنتي الضرب اللي مصر كلها شافته في الفيديو".
40 غرزة
بعيدا عن ما حدث داخل المدرسة الدولية بالتجمع، السؤال هنا، هل هذه الواقعة قاصرة على مدرسة بعينها دون الأخرى، الإجابة قولا لا، في المدراس يحدث الكثير من أعمال العنف، والتي يتم مواجهتها بكل القوة والحزم، ويؤسفنا القول، بأن ما حدث في مدرسة التجمع ليس أفظع من ما يحدث في مدراس أخرى، الفكرة فقط أن واقعة التجمع وثقت صوت وصورة، لكن الوقائع الأخرى لم تصل إليها عدسة الكاميرا، ومن أفظع الوقائع التي حدثت مؤخرا، ما حدث في مدرسة سرايا القبة الإعدادية بمنطقة الزيتون، عندما تعدت طالبة على زميلتها بقطعة زجاج، وأصابتها بجرح قطعي في وجهها، أسفر عن تدخل جراحي وإجراء 40 غرزة في محاولة لالتئامه.
ما حدث، أن ثمة بعض العبارات التي كانت تتلفظها، الضحية، الطالبة "ر"، تجاه زميلتها في المدرسة، المتهمة، الطالبة "ش. ه"، والاثنان يبلغان من العمر 15 عاما، وفي نفس السنة الدراسية، الأمر الذي لم تقبله الثانية، وعليه قررت الانتقام من زميلتها بأي طريقة كانت.
هذه الطريقة بدأت عندما استدعت "ش"، صديق لها، سائق توك توك، واتفقا سويا على أن يتعرضا للمجني عليها حال خروجها من المدرسة، والتعدي عليها بالضرب بأي وسيلة، وبالفعل اتفق الاثنان على جريمتهما، وبعد انتهاء اليوم الدراسي انتظرت الطالبة بالفعل زميلتها وعندما لمحتها تخرج من المدرسة أقبلت عليها وهي تحمل الضغينة لها، وبالفعل، دار بين الفتاتين شجار بالأيدي، أسفر على أن تلتقط الطالبة قطعة زجاج من الأرض، وتعدت بها على زميلتها في وجها، وإصابتها بجرح قطعي أسفر عن 40 غرزة وتدخلا جراحيا.
وعليه، تم إلقاء القبض على الطالبة، وصديقها، وتحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة، وفي اعترافات الفتاة، الطالبة، قالت: إنها أقدمت على ما أقدمت عليه بعد أن سخرت منها المجني عليها في المدرسة، وأنها أرادت أن تنتقم منها، وهو ما دفعها إلى الاستعانة بصديق لها لتنفيذ ما أقدما عليه، وأنها لم تكن تخطط لإصابتها هذه الإصابة البالغة، لكنها في خضم المشاجرة، شعرت أنها لن تحصل على حقها بما يكفيها، لذلك التقطت قطعة الزجاج من الأرض وأصابتها بها.
واقعتي المدرسة الدولية في التجمع الخامس، ومدرسة سرايا القبة في منطقة الزيتون، دليل حي على أن فكرة الاعتداءات في المدارس، لا تختلف عن نوعية المدرسة أو الفئة التي تنتمي إليها المدرسة، هي فقط وقائع خارجة عن المألوف، وبالتالي التعامل معها يكون في حدود الواقعة وبعيدا عن المدرسة التي حدثت فيها.
د.حسن شحاته: ليست ظاهرة.. والمدارس ليست الجهة الوحيدة المنوط بها التربية
في حديثة ل"أخبار الحوادث"، أوضح الدكتور حسن شحاته، الخبير التربوي؛ أن المدرسة هي بيئة نقية أوجدها المجتمع بهدف تربية النشء وتعليمهم، وغرز القيم والأخلاقيات وتعليم التلاميذ المواد الدراسية المختلفة، والمداس على اختلاف فئاتها يحكمها ضوابط أخلاقية واجتماعية ودينية، ودور المعلم بجانب دراسة المواد التعليمة، متابعة التلاميذ والوقوف على مدى تصرفاتهم، خاصة في حالة المراهقة والتي يصدر منهم أفعال وسلوكيات غير ملتزمة.
وأضاف "شحاتة": "فكرة العنف في المدراس هي فكرة مجتمعية في الأساس، فالمجتمع بما فيه من وسائل إعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الانترنت المختلفة بما فيها المواقع الإباحية، إلى جانب الدور السينمائي والدرامي في التربية وتصدير مشاهد عنيفة، أعلى من قدر العنف والخروج عن المألوف بطريقة واضحة، إلى جانب إغفال دور الأسرة في التربية، فأصبحت أغلب الأسر تعتمد على المدرسة في التربية، دون الاهتمام بتربية أبنائهم، إلى جانب دور المسجد والكنيسة، والذي أصبح دورهما محدود ويقتصر فقط على يومي الجمعة والأحد، وبالتالي كل هذه العوامل أثرت بشكل أو بأخر في وجود أحداث عنف داخل المدارس كما تابعنا في الأيام الماضية".
واستطرد الخبير التربوي قائلا: "ما حدث من أعمال داخل مدرسة أو مدرستين لا يعد ظاهرة، وليست عملية منتشرة، ولكنها تخضع لطبيعة التلاميذ الذين يثيرون الشغب، والبيئة التي تربوا فيها، بصرف النظر عن طبقاتهم الاجتماعية، وبالتالي قولا واحدا، المدارس ليست الوحيدة المنوط بها تربية الطلاب".
وأكمل د.شحاتة قائلا: "لذا يجب على المدارس أن تكثف تعاونها مع البيت، وأن تتابع لحظة بلحظة سلوك التلاميذ وتطلعها على أولياء أمورهم، لأنهم أساس التربية، وأي خلال في هذا التواصل سيؤدي حتما إلى أفعال غير لائقة قد تصدر من التلاميذ طالما إنهم آمنوا العقوبة من البيت، وأن البيت لن يتدخل في تقويمهم، وهنا تصبح المدرسة عليها عبء إضافي لأنها لن تقدر على أن تحل محل الأسرة وأن تقوم بدورها التربوي، ولابد من تكثيف الأنشطة المدرسية قدر المستطاع، وزيادة الرحلات واللقاءات والزيارات وأيضا الجانب الرياضي والبدني، إلى جانب الأنشطة الأدبية والفنية، لأن هذه أساليب تساعد على ترابط الطلاب وتقربهم من بعضهم البعض، وبالتالي يقل بينهم أي عنف، وتجعلهم أسوياء ومتعاونين فيما بينهم. وعن سؤال، هل يختلف العنف بين المدارس الحكومية والمدارس الدولية؟، أجاب الدكتور حسين شحاتة، الخبير التربوي، حديثه قائلا: "ليس هناك فرقا على الإطلاق بين المدارس الحكومية والدولية فيما يتعلق بالعنف، الفكرة في المدارس الدولية أن كثافة الفصول بها ليست كما في المدارس الحكومية، وبالتالي كثافة الفصول هي عامل مهم جدا في تكوين شخصية التلاميذ وتلقيهم العلم، لكن من ناحية العنف، فالمدرسة لا تصدر العنف على الإطلاق، والخوف كل الخوف من أن تكون ساحة لتفريغ هذا العنف الذي اكتسبه التلاميذ من محددات خارجية مثل الأسرة والإنترنت والإعلام والسينما والدراما، لكن المدارس ساحة تربوية تعليمية هدفها إصلاحي تنويري تثقيفي، وليست أي شيء آخر غير ذلك".
اقرأ أيضا: خناقة تلامذة القبض على طالب قتل زميله طعناً داخل المدرسة ببورسعيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.