الانتهاء من استعدادات المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب    قومي المرأة يدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات النواب    رئيس الوزراء يشهد بدء التشغيل التجريبي للخط الأول للقطار الكهربائي السريع    مراسل "إكسترا نيوز" يرصد خول المساعدات إلى قطاع غزة    إعصار فونج-وونج يصل مقاطعة أورورا شمال شرقى الفلبين    توافد جماهير الأهلي والزمالك على ملعب محمد بن زايد لحضور نهائي السوبر    مقتل مزارع بطلق نارى فى ظروف غامضة بإحدى قرى مركز قوص بقنا    خالد عبدالغفار يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز جهود مواجهة الكوارث    وزير الكهرباء يشهد مراسم توقيع اتفاقية مبادلة الديون بين مصر وألمانيا    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج    ضبط زوجين إيرانيين يحملان جوازي سفر إسرائيليين مزورين بدولة إفريقية    المجلس التشريعي الفلسطيني: إسرائيل تتبع استراتيجية طويلة المدى بالضفة لتهجير شعبنا    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو دهس مواطن بالإسكندرية    مصرع سائق وإصابة 5 أشخاص في تصادم بالقناطر الخيرية    من يحضر تنفيذ العقوبة؟.. بعد حكم إعدام قاتلة زوجها وأبنائه ال6.. إنفوجراف    ب«مفيش راجل بيتخطف».. اَيتن عامر تثير الجدل بفيديو على «السوشيال ميديا»    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    توقيع مذكرة تفاهم بين التعليم العالي والتضامن ومستشفى شفاء الأورمان لتعزيز التعاون في صعيد مصر    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    الداخلية تطلق خدمة VIP إكسبريس لتصاريح العمل.. استلام الكارت المميكن خلال ساعة واحدة    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    اليوم.. نظر محاكمة 213 متهما بخلية النزهة    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل مشاجرات الطلبة وطالبات l مشاجرة بين طالبات داخل مدرسة دولية .. فى مدرسة بالزيتون طالبة تصيب زميلتها بقطعة زجاج
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 03 - 02 - 2025

أي رجل وامرأة تزوجا وأنجبا، يريدان لأطفالهما مستقبلا مشرقا، ومن أسس هذا المستقبل – في اعتقادهما – أن يدخلا أطفالهما مدرسة خاصة، وإن كانت ظروفهما الاقتصادية ميسورة، فإنهما يسعيان إلى إلحاق أطفالهما بمدرسة دولية، وهذا المفهوم تأصل حتى وصل إلى ثمة اعتقاد بأن المدارس الدولية هي الضمانة لتعليم جيد، وتربية جيدة، وهذا المفهوم، على خلوه من المنطق، إذ أن أغلب العلماء والأدباء وكبار رجال الدولة تخرجوا في مدارس حكومية، أصبح منوطًا بالمكانة الاجتماعية، بمعنى أن فكرة إلحاق الأطفال بمدارس من هذه الفئة نوع من أنواع الوجاهة، و"البريستيج"، حتى أن البعض منهم – بقصد أو دون قصد – سار يردد أن هذه المدارس لا يشوبها شائبة، وأنه لا يمكن أن يحدث بها ما يحدث في بعض المدارس الأخرى، وعلى الرغم من جودة المدارس الدولية ومكانتها، إلا أن مفهوم التعليم واضح ومعمم على كل المدارس المصرية بما فيها الدولية، وما يحدث هنا من تجاوزات في أحيان يحدث هناك أيضا في أحيان أخرى، وهذه حقيقة لا خلاف فيها، وما يؤكدها ما حدث في إحدى مدارس التجمع، عندما تعدت فتاة على زميلتها وأحدثت بها إصابات بالغة، والتقطت هذه المشاجرة عدسات تليفونات المحمول – وهذه كارثة أخرى دون أن يفكر طالب واحد في أن يتخلى عن هوس السوشيال ميديا ويتدخل لمنع الجريمة التي وقعت بزميلتهم – فالأهم هو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه ليست الواقعة الوحيدة، ففي مدرسة سرايا القبة، بمنطقة الزيتون، بالقاهرة، حدثت مشاجرة بين طالبتين في المرحلة الإعدادية، أسفرت عن اعتداء إحداهما على الأخرى بقطعة زجاج وإصابتها بجرح قطعي في الوجه، تطلب تدخلا جراحيًا وإجراء 40 غرزة.
وأيضا في محافظة الإسكندرية تكررت واقعة أخرى، تعدى فيها طالب على 3 من زملائه طعنًا بآلة حادة، باختصار المدراس الدولية والخاصة والحكومية ما هي إلا مدراس تقدم خدمة تعليمية، وأي تجاوز هنا أو هناك فهي حالات فردية لا يقاس عليها، وحتى نستدل على ذلك بأمثلة حية ومن أرض الواقع، نخوض في تفاصيل واقعتي التجمع وسرايا القبة بمحافظة القاهرة وواقعة الإسكندرية، في السطور التالية.
فيديو مستفز، هذا أقل ما يقال عن واقعة إحدى المدارس الدولية في التجمع الخامس، يظهر فتاة بصحبة أخريات زميلات لها، وهي تتعدى على فتاة وتبرحها ضربًا، وكأنها مشاجرة في موقف سيارات أفرادها بعض البلطجية، وليست فتيات طالبات في مدرسة دولية مرموقة.
أحدث هذا الفيديو موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدول البعض هذا المقطع معبرين عن استيائهم من الفتاة المتعدية ويطالبون بمعاقبتها، وأخذ حق الفتاة التي تعرضت للاعتداء، ووصفوا هذه الأفعال بالسلوك الهمجي الذي لا يرقى بطالبات داخل مدرسة فضلا عن كونها مدرسة دولية المنضمين إليها من أعالي القوم وأكثرهم مالا!، خاصة وأن مصاريف المدرسة باهظة، والقادر على إلحاق أطفاله بها ميسر ماديًا، وكأن صور الخروج عن العادات والتقاليد والأساليب الهمجية قاصرة على طبقة دون أخرى.
واقعة الاعتداء
في تفاصيل هذه الواقعة، حكت "كارما"، الطالبة التي تعرضت للاعتداء، في أقوالها أمام النيابة العامة؛ هؤلاء الفتيات، وبالأخص راوية، التي اعتدت عليها، أنه لم يسبق لها أن حدث بينها وزميلتها في المدرسة "راوية" وشقيقتها أي مشكلة على الإطلاق، وأنها أثناء ما كنت تسير في ممر داخل المدرسة مع زميلة لها، في نهاية اليوم الدراسي، تفاجأت بطالبة تسير خلفها وتقول لها "أنا هفضل ماشية وراكي سنة ولا وإيه"، وعندما التفت لها كارما، بادرت الطالبة بقولها: "انتي بتبصيلي كدا ليه"، حينها قالت لها كارما: "انتي بتتكلمي كدا ليه هو حد جه جنبك"، حينها تطور الأمر إلي خلاف بينها والطالبة، ووصل إلى أن ألقت الطالبة على كارما وابلامن الألفاظ النابية، شتائم تتعلق بالأب والأم، حينها قالت "كارما" لها: "هي الشتيمة دي ليا"، لكن قبل أن تجيب الفتاة أسرعت نحو شقيقتها الكبرى، "راوية"، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، والتي حضرت بدورها وقالت ل "كارما" : "لو ممشتيش أنا هديكي بالقلم على وشك".
وأضافت؛ أنه بعدها أقبل عليها الشقيقتان ومعهما طالبة ثالثة، واعتدين عليها اعتداءً أسفر عن نزيف من أنفها، بسبب تعرضها لكسر في الأنف، وتعرضت لحالة دوار شديد في الدماغ، وجاء في التقرير الطبي، أنه اجريت عملية جراحية برد كسر عظام الأنف، وتركيب دعامة خارجية، وأوصى الطبيب المعالج بأن الطالبة "كارما" تحتاج لراحة لمدة أسبوعين من تاريخ الخروج من المستشفى.
هذا حرفيا ما جاء على لسان "كارما"، في أقوالها أمام النيابة العامة، لكن على الناحية الأخرى، قالت راوية وشقيقتها، والطالبة الثالثة التي كانت معهما في الواقعة؛أن "كارما" هي التي تشاجرت في بداية الأمر مع شقيقة "راوية" الصغرى، وأن "كارما" تعرضت للشقيقة الصغرى بالسب والضرب، مما دعاها إلى استدعاء شقيقتها الأكبر منها، "راوية"، لتدافع عنها، وحينها حدث ما حدث، والفتاة الثالثة، التي كانت متهمة هي الأخرى بالاعتداء على "كارما"، نفت تماما علاقتها بالأمر، وقالت إنها كانت فقط تفصل فيما بينهما في المشاجرة، ولم تعتدِ على "كارما".
بعد الانتهاء من التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، أمرت بالإفراج عن الفتيات الثلاثة، بكفالة مالية قدرها 50 ألف جنيه لكل منهن، وبالفعل نفذ قسم شرطة التجمع الخامس، القرار الصادر من النيابة العامة بشأن إخلاء سبيل الشقيقتين المتهمتين وصديقتهما، في واقعة الاعتداء على زميلتهن، داخل إحدى المدارس بالتجمع.
فصل الطالبات
بمجرد ما أن نشر الفيديو الذي أوضح تفاصيل هذه المشاجرة داخل المدرسة الدولية بالتجمع الخامس، تدخلت وزارة التربية والتعليم على الفور، واتخذت الإجراءات القانونية، وجاء القرار بناءً على ما وقع بوضع المدرسة تحت الإشراف الإداري والمالي للوزارة.
وأثناء زيارة محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، للمدرسة عقب الواقعة، تفقد الإجراءات والآليات التي اتخذت من إدارة المدرسة من أجل الحفاظ على بيئة تعليمية صحية وآمنة، تضمن حقوق الطلاب كافة، وترسخ لثقافة الاحترام والقيم، مع ضرورة الالتزام بلائحة الانضباط المدرسي وتطبيقها على جميع الطلاب، ووجه "عبد اللطيف"، بحصر أعداد المعلمين والمشرفين وأفراد الأمن ومتابعة أدائهم، فضلا عن متابعة تواجد المشرفين وزيادة أعدادهم بكل دور، وخاصة عند دخول وخروج الطلاب.
ايضا قررت الوزارة، فصل الطالبات الثلاث المتورطات في واقعة الاعتداء، على زميلتهن، فصلا نهائيًا، وإحالة ملفهن إلى لجنة الحماية المدرسية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأيضا تطبيق العقوبات المنصوص عليها في لائحة الانضباط الطلابي على الطلاب الذين صوروا الواقعة، وأسهموا في نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه أجري تحقيق موسع في الواقعة باستخدام كاميرات المراقبة، واستدعاء أولياء أمور الطالبات وإبلاغهم بقرار الفصل.
لا تصالح
في حديثه ل"أخبار الحوادث"، قال والد الطالبة كارما، أحمد تيسير، أنه لا يصدق ما حدث مع نجلته، مشيرًا إلى أنه مهما بلغ حجم التجاوز من الطلاب، لابد وألا يصل إلى فكرة الاعتداء المباشر لأن هذا نوع من التدني الأخلاقي والجرائم الذي لا يمكن قبولها في المجتمع بصفة عامة، فما بالك داخل مدرسة دولية لها مكانتها في الأوساط التعليمية.
وأضاف: "أنا عرفت الخبر وكنت في صدمة، ولما شوفت الفيديو مكنتش مصدق إن دا ممكن يحصل في طالبة تانية مش بس بنتي، دي مدرسة ليها قدسيتها واحترامها، واللي اضربت دي طالبة أتت لتتعلم، واللي اعتدت عليها برضه المفروض جاية تتعلم، طب أمال فين التعليم بقى ودي تصرفات طالبة في المدرسة".
واستطرد قائلا: "أنا مش ممكن بأي حال من الأحوال اتصالح، ومش هقبل بالصلح، باختصار لأن دا حق بنتي مش حقي، ولازم تتاخد كل الإجراءات القانونية في الواقعة والقانون ياخد مجراه، وأنا واثق في عدالة المحكمة إنها هتنصف بنتي بعد اللي حصلها ده، دول ميعرفوش بعض، ومسبقش لبنتي كارما إنها تعرف راوية أو اتعاملت معاها قبل كدا، المفروض اللي حصل إن دي مشادة كلامية بين كارما وبين شقيقة راوية الصغرى، اللي في جريد 6 مع بنتي، والبنت قالت لأختها الكبيرة راوية اللي في جريد 12، واللي جات وضربت بنتي الضرب اللي مصر كلها شافته في الفيديو".
40 غرزة
بعيدا عن ما حدث داخل المدرسة الدولية بالتجمع، السؤال هنا، هل هذه الواقعة قاصرة على مدرسة بعينها دون الأخرى، الإجابة قولا لا، في المدراس يحدث الكثير من أعمال العنف، والتي يتم مواجهتها بكل القوة والحزم، ويؤسفنا القول، بأن ما حدث في مدرسة التجمع ليس أفظع من ما يحدث في مدراس أخرى، الفكرة فقط أن واقعة التجمع وثقت صوت وصورة، لكن الوقائع الأخرى لم تصل إليها عدسة الكاميرا، ومن أفظع الوقائع التي حدثت مؤخرا، ما حدث في مدرسة سرايا القبة الإعدادية بمنطقة الزيتون، عندما تعدت طالبة على زميلتها بقطعة زجاج، وأصابتها بجرح قطعي في وجهها، أسفر عن تدخل جراحي وإجراء 40 غرزة في محاولة لالتئامه.
ما حدث، أن ثمة بعض العبارات التي كانت تتلفظها، الضحية، الطالبة "ر"، تجاه زميلتها في المدرسة، المتهمة، الطالبة "ش. ه"، والاثنان يبلغان من العمر 15 عاما، وفي نفس السنة الدراسية، الأمر الذي لم تقبله الثانية، وعليه قررت الانتقام من زميلتها بأي طريقة كانت.
هذه الطريقة بدأت عندما استدعت "ش"، صديق لها، سائق توك توك، واتفقا سويا على أن يتعرضا للمجني عليها حال خروجها من المدرسة، والتعدي عليها بالضرب بأي وسيلة، وبالفعل اتفق الاثنان على جريمتهما، وبعد انتهاء اليوم الدراسي انتظرت الطالبة بالفعل زميلتها وعندما لمحتها تخرج من المدرسة أقبلت عليها وهي تحمل الضغينة لها، وبالفعل، دار بين الفتاتين شجار بالأيدي، أسفر على أن تلتقط الطالبة قطعة زجاج من الأرض، وتعدت بها على زميلتها في وجها، وإصابتها بجرح قطعي أسفر عن 40 غرزة وتدخلا جراحيا.
وعليه، تم إلقاء القبض على الطالبة، وصديقها، وتحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة، وفي اعترافات الفتاة، الطالبة، قالت: إنها أقدمت على ما أقدمت عليه بعد أن سخرت منها المجني عليها في المدرسة، وأنها أرادت أن تنتقم منها، وهو ما دفعها إلى الاستعانة بصديق لها لتنفيذ ما أقدما عليه، وأنها لم تكن تخطط لإصابتها هذه الإصابة البالغة، لكنها في خضم المشاجرة، شعرت أنها لن تحصل على حقها بما يكفيها، لذلك التقطت قطعة الزجاج من الأرض وأصابتها بها.
واقعتي المدرسة الدولية في التجمع الخامس، ومدرسة سرايا القبة في منطقة الزيتون، دليل حي على أن فكرة الاعتداءات في المدارس، لا تختلف عن نوعية المدرسة أو الفئة التي تنتمي إليها المدرسة، هي فقط وقائع خارجة عن المألوف، وبالتالي التعامل معها يكون في حدود الواقعة وبعيدا عن المدرسة التي حدثت فيها.
د.حسن شحاته: ليست ظاهرة.. والمدارس ليست الجهة الوحيدة المنوط بها التربية
في حديثة ل"أخبار الحوادث"، أوضح الدكتور حسن شحاته، الخبير التربوي؛ أن المدرسة هي بيئة نقية أوجدها المجتمع بهدف تربية النشء وتعليمهم، وغرز القيم والأخلاقيات وتعليم التلاميذ المواد الدراسية المختلفة، والمداس على اختلاف فئاتها يحكمها ضوابط أخلاقية واجتماعية ودينية، ودور المعلم بجانب دراسة المواد التعليمة، متابعة التلاميذ والوقوف على مدى تصرفاتهم، خاصة في حالة المراهقة والتي يصدر منهم أفعال وسلوكيات غير ملتزمة.
وأضاف "شحاتة": "فكرة العنف في المدراس هي فكرة مجتمعية في الأساس، فالمجتمع بما فيه من وسائل إعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الانترنت المختلفة بما فيها المواقع الإباحية، إلى جانب الدور السينمائي والدرامي في التربية وتصدير مشاهد عنيفة، أعلى من قدر العنف والخروج عن المألوف بطريقة واضحة، إلى جانب إغفال دور الأسرة في التربية، فأصبحت أغلب الأسر تعتمد على المدرسة في التربية، دون الاهتمام بتربية أبنائهم، إلى جانب دور المسجد والكنيسة، والذي أصبح دورهما محدود ويقتصر فقط على يومي الجمعة والأحد، وبالتالي كل هذه العوامل أثرت بشكل أو بأخر في وجود أحداث عنف داخل المدارس كما تابعنا في الأيام الماضية".
واستطرد الخبير التربوي قائلا: "ما حدث من أعمال داخل مدرسة أو مدرستين لا يعد ظاهرة، وليست عملية منتشرة، ولكنها تخضع لطبيعة التلاميذ الذين يثيرون الشغب، والبيئة التي تربوا فيها، بصرف النظر عن طبقاتهم الاجتماعية، وبالتالي قولا واحدا، المدارس ليست الوحيدة المنوط بها تربية الطلاب".
وأكمل د.شحاتة قائلا: "لذا يجب على المدارس أن تكثف تعاونها مع البيت، وأن تتابع لحظة بلحظة سلوك التلاميذ وتطلعها على أولياء أمورهم، لأنهم أساس التربية، وأي خلال في هذا التواصل سيؤدي حتما إلى أفعال غير لائقة قد تصدر من التلاميذ طالما إنهم آمنوا العقوبة من البيت، وأن البيت لن يتدخل في تقويمهم، وهنا تصبح المدرسة عليها عبء إضافي لأنها لن تقدر على أن تحل محل الأسرة وأن تقوم بدورها التربوي، ولابد من تكثيف الأنشطة المدرسية قدر المستطاع، وزيادة الرحلات واللقاءات والزيارات وأيضا الجانب الرياضي والبدني، إلى جانب الأنشطة الأدبية والفنية، لأن هذه أساليب تساعد على ترابط الطلاب وتقربهم من بعضهم البعض، وبالتالي يقل بينهم أي عنف، وتجعلهم أسوياء ومتعاونين فيما بينهم. وعن سؤال، هل يختلف العنف بين المدارس الحكومية والمدارس الدولية؟، أجاب الدكتور حسين شحاتة، الخبير التربوي، حديثه قائلا: "ليس هناك فرقا على الإطلاق بين المدارس الحكومية والدولية فيما يتعلق بالعنف، الفكرة في المدارس الدولية أن كثافة الفصول بها ليست كما في المدارس الحكومية، وبالتالي كثافة الفصول هي عامل مهم جدا في تكوين شخصية التلاميذ وتلقيهم العلم، لكن من ناحية العنف، فالمدرسة لا تصدر العنف على الإطلاق، والخوف كل الخوف من أن تكون ساحة لتفريغ هذا العنف الذي اكتسبه التلاميذ من محددات خارجية مثل الأسرة والإنترنت والإعلام والسينما والدراما، لكن المدارس ساحة تربوية تعليمية هدفها إصلاحي تنويري تثقيفي، وليست أي شيء آخر غير ذلك".
اقرأ أيضا: خناقة تلامذة القبض على طالب قتل زميله طعناً داخل المدرسة ببورسعيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.