في أول احتفال يقام على مسرح التليفزيون في ماسبيرو، بعد غياب طويل، احتفي برج القاهرة بوضع شعار الهيئة الوطنية للإعلام، وأضيئ المبنى بكلمتي «عودة ماسبيرو» باللون الأبيض، في ليلة «أم كلثوم»، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق. وكان مسرح التليفزيون قد رفع شعار كامل العدد في وقت مبكر من الحفل، الذي حضره وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت، ومحافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، ومحافظ الجيزة المهندس عادل النجار، ومحافظ الإسماعيلية اللواء أكرم محمد جلال، وسفراء ليبيا والجزائر والمملكة المغربية، وعدد من نجوم السياسة والفن والإعلام تتقدمهم المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، والفنانة صابرين، والفنان أشرف زكي نقيب الممثلين، وأبطال مسلسل أم كلثوم، فضلاً عن نجمات ماسبيرو سناء منصور وسهير شلبي وسوزان حسن، والعديد من أبناء ماسبيرو الذين احتفوا بعودة مسرحهم الشهير. أم كلثوم تعد من أبرز رموز الفن العربي وأكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الطرب الأصيل. نشأت أم كلثوم في بيئة بسيطة، لكن موهبتها الفريدة وصوتها الاستثنائي مكّناها من أن تصبح "كوكب الشرق" وتحظى بمكانة رفيعة في قلوب محبي الموسيقى. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث غنت مع والدها في الموالد والمناسبات الشعبية، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1922، وأسست أول تخت موسيقي لها عام 1926. وجاءت انطلاقتها الحقيقية بعد تعاونها مع الشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي، وفي عام 1928 أطلقت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسيّة" الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، كما شاركت بصوتها في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932. وكانت أم كلثوم من أوائل الفنانين الذين انضموا للإذاعة المصرية عند تأسيسها عام 1934، وحققت شهرة واسعة من خلال حفلاتها وأغانيها المتميزة، بعد مشاركتها في عدة أفلام، وكرّست حياتها للغناء، مقدمة أعمالًا خالدة مثل "أنت عمري"، "الأطلال"، "حب إيه"، "ألف ليلة وليلة"، و"للصبر حدود"، إلى جانب أغانيها الوطنية التي رسخت مكانتها كرمز فني فريد.