نقلة حضارية ونوعية شهدها معرض الكتاب هذا العام الذى يواكب احتفاله باليوبيل الذهبى زائد ست سنوات.. فمنذ انتقاله لمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس وهو يشهد تطورًا ملحوظًا عامًا بعد عام.. المكان منظم مرتب نظيف جدًا.. والتجوال بين القاعات المختلفة يسيرًا واضحًا.. تعرف مسارك بسهولة ويسر إلى دار النشر التى تبحث عنها.. عرض الكتب فى حد ذاته من خلال منصات موحدة منتظمة متساوية الأرفف والارتفاع.. وترتيب الكتب واصطفافها أضفى هيبة وجمالاً على السلعة الثقافية الأهم «الكتاب المطبوع» الذى تصور البعض أنه قد يعانى من انحسار فى ظل الكتب الإلكترونية المنتشرة عبر النت أو للغلاء الشديد وارتفاع أسعار الكتب.. غير أن الإقبال غير المسبوق من الزوار الذى لاحظته منذ اليوم الأول يؤكد عكس ذلك.. والرائع أيضًا أننا لم نر هذا العام الشباب المتسكع الذى كان يرتاد المعرض بغرض التنزه والسمر وقضاء الوقت فى الترفيه اللهم إلا قليلًا جدًا.. بينما غالبية الزوار رأيتهم جادين ملتزمين بالنظام، ينتظر كل منهم دوره فى الدخول فى هدوء بصورة حضارية رائعة.. لم نسمع أصواتا عالية ولا عن متمردين خارجين عن الطوابير الطويلة ولم نر من يرمى القمامة والمخلفات على الأرض.. ونخلص من ذلك أن المصريين عندما يجدون نظامًا جادًا يحترمونه ويلتزمون به. لعل السلبية الوحيدة فى معرض هذا العام هى سعر الكتاب الذى لا يزال يعانى من قفزة بصورة مستفزة مبالغ فيها.. فلا أفهم مثلًا لماذا نجد روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ فى طبعات قديمة بينما متوسط سعر الكتاب يتجاوز المائة جنيه!!.. وهى التى كانت تباع بخمسة جنيهات فقط لاغير!. هذه مجرد انطباعات أولية عن معرض الكتاب هذا العام، وللحديث بقية.