صوت العقل الراسخ

نقطة فوق حرف ساخن

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة فى أكتوبر 2023 اتخذت مصر موقفًا حازمًا برفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يتمثل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء الموقف المصرى واضحًا منذ الأيام الأولى للعدوان، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن مصر لن تسمح بأى تهجير قسرى للفلسطينيين.. معتبرًا ذلك تصفيةً للقضية الفلسطينية. كما رفضت الدولة المصرية محاولات إسرائيل فرض واقع جديد من خلال الضغط العسكرى على المدنيين فى غزة لإجبارهم على مغادرة وطنهم.
فى هذا السياق، كثّفت مصر اتصالاتها الدبلوماسية على المستويين الإقليمى والدولى، محذرةً من العواقب الوخيمة لأى عمليات تهجير، حيث أكدت أن هذا السيناريو يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وحقوق الإنسان، ودعت مصر المجتمع الدولى إلى التدخل لوقف العدوان وحماية الفلسطينيين.
لاقى موقف الرئيس السيسى صدى واسعًا فى الشارع المصرى، حيث شهدت مصر موجات دعم كبيرة للموقف الرسمى الرافض للتهجير والمؤيد لحقوق الشعب الفلسطينى، وعبّر المواطنون عن فخرهم بدور بلادهم التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى حملات واسعة التأييد للرئيس السيسى، مشيدةً بصلابته فى مواجهة الضغوط الدولية وحرصه على عدم السماح بإعادة سيناريو نكبة 48، كما أُطلقت حملات تبرع وإغاثة لدعم الفلسطينيين فى غزة، تجسيدًا للتضامن الشعبى العميق مع الأشقاء الفلسطينيين.
لم تقتصر جهود مصر على الموقف السياسى فقط، بل لعبت دورًا محوريًا فى تقديم الدعم الإنسانى والطبى لقطاع غزة. فتح معبر رفح الحدودى لاستقبال المصابين والجرحى الفلسطينيين وتقديم الرعاية الطبية لهم فى المستشفيات المصرية، كما تم إرسال قوافل مساعدات إنسانية محملة بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية.
وعلى الصعيد السياسى، استضافت القاهرة عدة لقاءات ومفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، مؤديةً دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتجنب المزيد من التصعيد.
الموقف المصرى من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، إذ ترفض مصر أى محاولة لفرض تهجير قسرى على الفلسطينيين، وتدافع بقوة عن حقوقهم المشروعة. وقد لاقى هذا الموقف دعمًا شعبيًا كبيرًا، حيث تجلى تضامن المصريين مع أشقائهم فى غزة على المستويين الشعبى والرسمى، مؤكدين أن فلسطين ستظل قضية العرب الأولى، وأن مصر ستبقى دائمًا فى طليعة المدافعين عنها.