على هامش صدور أحدث أعماله الروائية «ماروت وأنجيلا»، الصادرة عن «دار دون» للنشر فى معرض الكتاب، التقت «الأخبار» بالروائى الجزائرى الكبير واسينى الأعرج. ويُعد «واسيني» من أبرز رموز الساحة الأدبية العربية، حيث نجح من خلال أعماله فى تقديم رؤية نقدية عميقة ومتفردة للواقع العربي، مستندًا إلى حسّ أدبى رفيع ورؤية تحليلية ثاقبة. تحرص دائمًا على حضور معرض القاهرة الدولى للكتاب.. كيف ترى المعرض هذا العام؟ منذ سنوات طويلة وأنا أواظب على حضور معرض القاهرة الدولى للكتاب؛ فهو موعد لا يمكن التفريط فيه، يُعد بالنسبة لى فرصة ذهبية للقاء الأصدقاء والكتاب، واقتناء الكتب من مختلف دور النشر العربية، لدىّ قائمة طويلة من الكتب التى أرغب فى اقتنائها، حيث يصعب الوصول إلى هذه الإصدارات العربية فى باريس، حيث أعيش. اقرأ أيضًا | وثائق تاريخية ..«أبوغزالة» شخصية جناح القوات المسلحة نشأت فى بيئة فرانكوفونية ورغم ذلك حرصت على تعلم اللغة العربية.. لماذا؟ الأمر ببساطة يعود إلى دور جدتى ذات الأصول الأندلسية، كان لجدتى تأثير كبير فى إدراكى لخطر اللغة الفرنسية على هويتى ومستقبلي، قررت أن تعلمنى العربية من خلال القصص والحكايات القصيرة التى كانت ترويها لي، حتى أتمكن من كتابة تاريخ أجدادي. روايتك «2084» قدمت رصدًا لبعض الأحداث فى الوطن العربي، مثل ما جرى فى غزة والسودان.. كيف تمكنت من التنبؤ بهذه الأحداث؟ الحقيقة أننى لم أتنبأ بالمستقبل بقدر ما كنت أقرأ الواقع بعين ناقدة. ككاتب، لدىّ إحساس عميق بالأحداث، وقد لاحظت مؤشرات واضحة للانقسامات والصراعات والانهيارات السياسية. عندما كتبت الرواية، كان القلق يسيطر عليّ تجاه مستقبل العالم العربي، وهو قلق يشاركنى فيه الكثيرون اليوم. قد يبدو الطرح فى الرواية متشائمًا، لكنه يمثل لحظة وعى ضرورية. التفاؤل بالنسبة لى ضرورة، لكنه لا يعنى تجاهل الحقائق، بل مواجهتها بواقعية وإبداع. كيف ترى مستقبل الأمة العربية فى ظل الصراع العربي- الإسرائيلي؟ رغم الأزمات الحالية، لدىّ أمل كبير فى أن تتجه الدول العربية نحو التعاون والتكامل بدلًا من الصراعات الداخلية. العالم يتغير باستمرار، وما هو فى القاع اليوم قد ينهض غدًا. الأمل وحده لا يكفي؛ يجب أن يكون هناك وعى وثقافة وحركة فاعلة لتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعًا.